عودة: العالم أصبح مبنياً على المصالح والإنسان
اشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، الى ان “كنيستنا المقدسة تطلق اسم أحد النسبة على الأحد الذي يسبق عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح، وفيه يقرأ المقطع الإنجيلي الذي يعدد أسماء السلالة التي ولد منها الطفل يسوع منذ إبراهيم حتى يسوع الذي يدعى المسيح. نجد عند الإنجيلي لوقا تسلسلا آخر لنسب الرب. الفرق بين النسبين أن متى كان تسلسله تنازليا، من إبراهيم حتى يوسف الخطيب، أما لوقا فيذكر نسبا تصاعديا مبتدئا من يوسف وصولا إلى آدم أول الجبلة. إن ذكر الأنساب هو تأكيد على حقيقة التجسد الإلهي، ردا على كل مشكك بأنه لم يحدث. أراد الإنجيليان متى ولوقا إظهار اشتراك المسيح في طبيعتنا البشرية كي لا يجرؤ أحد أن يقول إنه ظهر كخيال أو وهم، لأن أتباع بعض الجماعات آنذاك كانوا يحتقرون الجسد وينظرون إليه نظرة دونية، فرفضوا إمكانية أن يتخذ إله حقيقي جسدا لا يليق بألوهيته”.
ولفت عوده خلال قداس الاحد، الى ان “انسان اليوم يتعامل مع أخيه الإنسان نظرا إلى حسبه ونسبه، أي يحترم الغني والإقطاعي والبورجوازي، ويرذل الفقير والمسكين والضعيف. أصبح العالم مبنيا على المصالح، وأصبح الإنسان مسيرا بشهواته ورغباته وأناه، يقبل ما يناسب مصلحته ولو على حساب أخيه الإنسان، ويرفض ما لا يتماشى مع تطلعاته. حتى الدول، وبشكل خاص تلك التي تحمل تاريخا عريقا وإرثا في الدفاع عن حقوق الإنسان وحريته وكرامته، تسيرها مصالحها، وإلا كيف تفسر مواقفها من العنف والحروب والنزاعات والسباق إلى التسلح والتجارب النووية وتجارة السلاح والتفاوت في توزيع الثروات؟”
وختم: “لذلك، يأتي إنجيل اليوم ليقول لنا إن المسيح أتى بشريا من نسل فيه ملوك ورعاة ورؤساء قبائل وخطأة، لكي يعلمنا أن البركة يمكنها أن تأتي من وسط الظلام والخطيئة، لأن نعمة الله هي المخلصة والمطهرة. لأجل هذا، دعوتنا اليوم أن نقبل الجميع اقتبالنا للمسيح، لأن الجميع، فقراء وأغنياء، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، مخلوقون على الصورة والمثال الإلهيين، وكلهم مفتدون بدم زكي ومدعوون إلى التوبة والبنوة لله”.