ميقاتي يدرس الخيارات.. ماذا عن تكتل فرنجية؟
حتى الآن، لم يتم أي بحث جدي في إمكانية مشاركة كتلة العزم برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي في التكتل النيابي الذي يسعى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى تشكيله تحت عنوان: “التكتل الوطني المستقل”، وذلك بانتظار أن يلتقي الرجلان للبحث في كل التفاصيل المتعلقة بآليات تشكيل هذا التكتل، وما إذا كان هناك ضرورة له من حيث الأهداف والتطلعات وكيفية مجابهة الأزمات، وطريقة التعاطي مع الحكومة المقبلة.
لا شك في أن ميقاتي لديه نهجه السياسي الوسطي الذي يتمسك به، وهو لم يسبق له أن شارك في تكتل موسع يشمل نوابا من خارج الشمال ويغلب عليه طابعا سياسيا محددا، بل يبدو وبحسب كل تصريحاته، بأنه يتطلع الى تكتل نيابي طرابلسي ـ شمالي يغلب عليه صفة الانماء، ويكون له حضوره السياسي الوازن.
لا شك أيضا في أن مشاركة ميقاتي في “التكتل الوطني المستقل” تحتاج الى دراسة متأنية جدا، لا سيما لجهة توجهاته السياسية، وهل سيكون في المعارضة أو في الموالاة؟ وهل سيتمثل في الحكومة أم لا؟ وكيف سيكون هذا التمثيل؟ هل بوزير محسوب على التكتل مجتمعا، أم بوزيرين واحد محسوب على ميقاتي وآخر محسوب على فرنجية؟ وكيف سيكون شكل هذا التكتل؟ وبرعاية من أو رئاسة من؟
بات واضحا أن ميقاتي يمتلك الكتلة الأكبر وهي 4 نواب، مقابل 3 نواب للمردة، ونائبين لكل من فيصل كرامي وجهاد الصمد من جهة، وفريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني من جهة ثانية، وهو أي ميقاتي يشكل نصف عدد النواب في طرابلس، وهو صاحب أعلى رقم في الأصوات التفضيلية في طائفته والثالث على مستوى لبنان، وبالتالي يصعب عليه أن يذّوب كتلته المتنوعة طائفيا في هذا التكتل، كما يصعب عليه كرئيس حكومة سابق ورجل دولة أن يدخل في أي كتلة لا تكون برعايته ورئاسته، علما أن ميقاتي كان في كتلة تضم نائبين هو وأحمد كرامي ولم يتحالف مع أحد ولم يشارك في أي تكتل، كونه لديه حضوره الوازن على المستوى الوطني ورؤيته السياسية، فكيف به اليوم مع كتلة من 4 نواب.
في كل الأحوال يبدو أن ميقاتي ليس مستعجلا للمشاركة في أي تكتل قبل أن يتبين الخط الأبيض من الخيط الأسود في الأفق السياسي اللبناني، خصوصا أنه كان ولا يزال يتطلع الى كتلة نيابية ببعد إنمائي يصار الى تشكيلها في طرابلس من كل النواب سواء فيصل كرامي الذي سارع الى إعلان نيته التحالف مع فرنجية، أو الوزير محمد كبارة، أو نائبي تيار المستقبل سمير الجسر وديما جمالي، وذلك بعد وضع كل التباينات والخلافات السياسية جانبا، وتسخير كل الطاقات والجهود لمصلحة طرابلس والمنية والضنية، ومن دون التفريط بالثوابت السياسية الوسطية التي يتمسك بها ميقاتي والتي تحولت وما تزال الى خارطة طريق يسير بهديها العهد والحكومة مجتمعين بعيدا عن الألغام السياسية التي يمكن أن تنفجر وتطيح بالتسوية التي يعيش لبنان في كنفها اليوم.
أمام هذا الواقع يرى مطلعون ضرورة في أن يحافظ ميقاتي على إستقلالية كتلته النيابية التي ستجسد خيار العزم السياسي محليا ووطنيا، وهي من المفترض في كل الأحوال أن يكون لها وزير في الحكومة يترجم الفوز الذي حققه تيار العزم في الانتخابات النيابية، في وقت يشدد فيه هؤلاء على أن ضرورة أن تبقى لطرابلس خصوصيتها كحاضنة سياسية لكل الشمال، مع إمكانية أن تبقى “كتلة العزم” على تعاون وتنسيق مع “التكتل الوطني المستقل” في الاستحقاقات السياسية والوطنية، وفي السعي الى بناء الدولة، ومحاربة الفساد.
غسان ريفي – “سفير الشمال”