في ظلّ حالة الإمتعاض.. حراك درزي من أجل تصويب البوصلة
من يتابع وسائل الإعلام لا سيما ما تمّ تداوله عبر وسائل التواصل الإجتماعي بعد الإنتخابات النيابية وبشكل خاص بعد حادثة الشويفات، يلمس حالة الإمتعاض التي تسود أوساط العائلات الدرزية، لا سيما تلك المحسوبة تاريخيا على الزعامة الأرسلانية بحسب ما تشير مصادر مطلعة، حيث تربط ذلك بما أظهرته نتائج الانتخابات النيابية من تراجع في حجم مرجعيتهم السياسية بشكل مقلق، وبدا ذلك واضحا من خلال الأرقام التي أفرزتها صناديق الإقتراع.
وتشير المصادر إلى أنه مقابل تراجع الحجم الانتخابي لأرسلان على الصعيد الدرزي ظهر بوضوح الصعود اللافت لرئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، والذي جاء ترجمة لمواقفه السياسه ودوره الخدماتي حيث كانت بصماته الإيجابية واضحة في عدد كبير من قرى الشوف وعاليه، وما ناله من أصوات تفضيلية فاجأ الكثيرين خصوصاً الحلفاء قبل الخصوم وفقاً للمصادر، حيث لم يكن متوقعاً هذا الحضور القوي على حساب مرجعيات سياسية أساسية في الجبل وبهذا الشكل الكبير.
من جهة ثانية تكشف المصادر عن اجتماعات بدأت تعقد في مناطق الشوف وعاليه وبعبدا وحاصبيا وراشيا، بحضور مرجعيات دينية وسياسية، بهدف أخذ موقف موحّد وحاسم تجاه ما وصلت اليه أحوالهم السياسية والمعيشية في ظلّ زعامة أرسلان، وما حصل من إقحام لأبناء طائفة الموحدين في على صعيد البيت الدرزي الداخلي، والتي يمكن أن تؤدّي إلى ما لا تحمد عقباه خصوصاً في ظلّ ما تشهده المنطقة من مخاطر.
وفي ظلّ الحراك الشعبي الحاصل توقعت المصادر ان تشهد الأيام القليلة المقبلة انبثاق لجنة عن هذه الاجتماعات، تكون مكلفة بالتواصل مع مرجعيات سياسية في الطائفة ستشمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان، رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب، النائب أنور الخليل، وطارق الداوود شقيق النائب السابق فيصل الداوود الذي سيتولى العمل السياسي خلفاً لشقيقه الذي أعلن عزوفه عن العمل السياسي،
وسيتركز عمل اللجنة في البحث عن كيفية تحصين وضع الطائفة وتعزيز دورها، لجهة حصولها على حقائب وازنة عند تشكيل الحكومة، إضافة الى زيادة حصتها في المناصب والوظائف العامة.
كذلك تشير المصادر أنه يتمّ التداول بإمكانية عقد لقاء درزي موسع بحضور شيخي العقل (نعيم حسن ونصرالدين الغريب) والمرجعيات الدينية والسياسية والفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وذلك من أجل التباحث بمستقبل أوضاع الطائفة، والخروج بوثيقة سياسية تؤكد على أحقية الطائفة بمجلس الشيوخ ورئاسته بوصفها أحد المكونات الرئيسية في تاريخ لبنان على امتداد العصور.