قرداحي: بلاد جبيل معتدلة وهي تصنع مشروع المواطنة الفعلية
واجهنا الفساد فعلاً لا قولاً في وزارة الاتصالات وأخرجنا السياسيين في تلك الظروف المعقدة من قطاع مهمّ ومربح
أكد رئيس لائحة التضامن الوطني للانتخابات النيابية عن دائرة كسروان الفتوح وجبيل الوزير السابق جان لوي قرداحي، خلال مأدبة عشاء أقامها في مجمع “ادّه سانس” السياحي، شارك فيها عدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من المدعوّين، إنّ “البعض منكم قد يسأل لماذا ترشحت متأخراً للانتخابات النيابية، فأنا أقول لكم إنّ ظروف المنطقة والبلد هي التي تفرض على الإنسان الاستحقاقات، ترشحت في اليوم الأخير من المهلة المحدّدة ليس سعياً وراء منصب وزاري أو نيابي، فمشاركتنا في هذه الانتخابات هي أولاً لكي نعطي رسالة توافق وتناغم بين اللبنانيين، لأنّ الدستور في مقدّمته ينصّ على أنّ أرض لبنان أرض واحدة لا تجزئة فيها وشعب لبنان شعب واحد، فلا يمكن التجزئة والتفرقة بين الشعب الواحد لا على أساس طائفي ولا ديني ولا أيّ معيار آخر”.
أضاف: “منطقة جبيل منفتحة على الآخرين ومنطقة حوار وعيش واحد جدّي دون خوف من الآخر، وما وجودكم معنا الليلة إلا تأكيد على ذلك، فهذا هو التحدي الأساسي، وخوضي المعركة الانتخابية له هدف ومعنى محدّد هو حمل رسالة العيش الواحد والتوافق والوفاق الوطني، لأنه من دون وفاق لا استقرار في البلد، ومن دون استقرار لا استثمار ولا إنماء ولا فرص عمل ولا تنمية، فكلّ هذا يبدأ بالوفاق الوطني الحقيقي والتضامن الوطني الفعلي، فمن دون هذا التضامن بين المكونات اللبنانية كافة لا استقرار ولا تنمية ولا نجاح ولا مستقبل مزدهراً لأولادنا”.
وتابع قرداحي: “أنا ضدّ التفرقة بين الناس، والبرهان على ذلك أنّ قسماً كبيراً من المرشحين هم أصدقاء لي ولو لم أكن معهم على لائحة واحدة، لكن التنافس بيني وبينهم ليس على مقعد نيابي، بل من أجل فكرة أحملها لهذا البلد، لأننا لسنا أمام انتخابات محلية، بل أمام انتخاب نواب من المفترض أن يحملوا رسالة العيش الواحد واحترام الدستور وميثاق الوفاق الوطني وتطبيق القوانين والعمل من أجل بناء مشروع مواطنة فعلية، وأنا على اقتناع بأنّ بلاد جبيل هي منبع لصنع المواطنة الفعلية”.
وقال: نحن اليوم أمام استحقاق سيضع مرحلة طويلة من مستقبل لبنان، وأهمية هذه الانتخابات هي ربما بأهمية انتخابات 1996 و2005 وهي بداية مرحلة دقيقة في ظروف إقليمية صعبة حيث المنطقة من حولنا تغلي بالتطورات، لذا علينا أن نعرف كيف نحفظ وحدتنا الداخلية لكي نستطيع الحفاظ على بلدنا وبناء جسور تواصل بين الناس والأفرقاء لا حواجز بين المواطنين والطوائف والقرى والمناطق، فالتحدي الذي نحن أمامه اليوم هو القدرة على تأمين جسر عبور بين الناس وهذا هو الاساس لكي نستطيع ان نبني سوياً خطاباً مشتركاً لمستقبل لبنان، لأنه لا يستطيع فريق لوحده أن يصنع هذا المستقبل لذلك علينا أن نتعاون جميعاً وأن نضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض من أجل مستقبل مزدهر للأجيال القادمة”.
وعن الشعارات الانتخابية المرفوعة لدى بعض المرشحين ومنها محاربة الفساد، تساءل قرداحي: “من هو القادر على محاربة الفساد والوقوف بوجهه؟ كلنا نريد محاربة الفساد ولكن من يريد القيام بذلك يجب ان يكون لديه مناعة، لا يرضخ أمام الإغراءات أو يلوى أمام التهديدات، محاربة الفساد بحاجة لشخص صلب مقتنع ومقنع وهذا الأمر ليس سهلاً، لأنه في بعض الأوقات هناك وعود كثيرة والإنسان بطبيعته يؤخذ بهذه الوعود وهناك تهديدات كثيرة والناس تخاف على مصالحها وعائلاتها”.
وذكّر قرداحي “كيف واجه الفساد فعلاً لا قولاً يوم كان وزيراً للاتصالات حيث لم يجرؤ أحد غيره على إخراج السياسيين في تلك الظروف من قطاع مهمّ ومربح كقطاع الاتصالات”، مشيراً الى أنّ “بناء المواطنة يجب ان تكون ممارسة فعلية وليس باتخاذ المواقف من مكوّنات أخرى، وبلاد جبيل معتدلة تحمل مشروعاً وطنياً وهي تصنع مشروع المواطنة الفعلية”.