اخبار محليةالرئيسية

خطاب جعجع التصعيدي… يفاقم الهوة مع عون والخلاف مع بري!

بولا مراد - الديار

أراد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن تكون كلمته خلال المؤتمر العام لـ”القوات» الذي عُقد نهاية الأسبوع الماضي عالية النبرة. فمع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، وبالرغم من تشكيك البعض في حصولها في موعدها، يُعدّ خطاب جعجع الرامي بشكل أساسي لشد عصب جمهوره، طبيعيا جدا، بعدما كانت ماكينة «القوات» الانتخابية أولى ماكينة حزبية تبدأ استعداداتها قبل أشهر من موعد للاستحقاق النيابي في أيار المقبل.

وبالرغم من انه خصص جزءا كبيرا من خطابه المستفيض لانتقاد آداء رئيس المجلس النيابي نبيه بري بملف قانون الانتخاب وبالتحديد في مجال انتخاب المغتربين، الا أن أبرز ما يفترض التوقف عنده في خطابه هو التصعيد بوجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. فالحملة على بري متواصلة منذ فترة وعلى مستويات متعددة وتتخذ أشكالا شتى، أما التوجه مباشرة لعون رغم اعتماده آداء ذكيا من خلال توجيه الانتقادات دفعة واحدة للرئاستين الاولى والثالثة، فهذا ما يفترض التوقف عنده والقراءة في أبعاده.

وتعتبر مصادر سياسية واسعة الاطلاع أن «جعجع تقصّد أن يشمل سلام برسالته الى عون كي لا يبدو فجا بالتوجه الى رئيس الجمهورية وحده، لكن الكل يعلم أن توجهات جعجع بملف حصرية السلاح قريبة جدا لتوجهات سلام بخلاف رؤية وتوجهات عون التي تبدو أقل حدة ومراعاة لهواجس حزب الله وبيئته، وهو ما أقر به سلام خلال زيارته الى الدوحة قبل أيام».

وبحسب المعلومات، يدفع جعجع باتجاه ان تصدر الحكومة بيانا رسميا يدين المواقف التي تصدر عن حزب الله لجهة رفضه تسليم السلاح واعتباره أن اتفاق وقف النار يشمل جنوب الليطاني حصرا، بحيث تضع الحكومة النقاط على الحروف وتعمم تفسيرها لهذا الاتفاق، الذي يتحدث وبوضوح، بحسب القراءة القواتية، عن حصرية السلاح على كامل الأراضي اللبنانية انطلاقا من جنوب الليطاني.

وتعتبر معراب أنه وبعد صدور بيان مماثل يفترض الانتقال وكحد أقصى مطلع العام الجديد الى خطوات عملية في مجال سحب سلاح الحزب شمال الليطاني، داعمة خيار مواجهة قد تحصل بين الجيش والحزب في حال أصر الأخير على عدم تسليم السلاح.

وقد كان جعجع واضحا في خطابه في هذا المجال حين قال:”لا نجد سببا أو مبرّرا للتأخير الحاصل في حلّ الأجنحة العسكريّة والأمنيّة لحزب الله، خصوصا بعد قراريْ مجلس الوزراء في 5 و7 آب المنصرم» معتبرا أن “التذرّع بحرب أهليّة «مزعومة» ليس في مكانه».

ويبدو واضحا أن جعجع ينتقل بالتصعيد بوجه عون على مراحل، بحيث يتجنب راهنا قطع شعرة معاوية معه رغم الاستياء العارم من آداء ومواقف الرئيس الذي يعبّر عنه الجمهور القواتي على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان لافتا حديثه عن «تمييع» عون وسلام خطابهما السياسي (حين يتعلق الامر بملف الحزب)، «بدلا من ان تكونوا واضحين صريحين حاسمين معه».

ولا شك أن عدم دعوة عون لجعجع الى حفل استقبال البابا في القصر الجمهوري كان له أثره على العلاقة بين الطرفين، وهي علاقة أصلا غير سوية في ظل المنافسة المحتدمة بين الرجلين على الزعامة والقيادة. اذ يبدو واضحا أن عون يسعى ليكون رجل المرحلة دون منازع فيما يصر جعجع، باعتبار أنه صاحب أكبر كتلة مسيحية كما نيابية، على أن تكون له الكلمة الاساس في البلد.

وليس خافيا أن عدم اشراك وزارة الخارجية والتي هي من حصة «القوات» الوزارية في عملية تعيين مفاوض مدني واختياره، أثار حفيظة معراب التي تحاول التصدي لكل محاولات احياء «الترويكا» كي تبقى اللاعب الاساسي في المعادلة الراهنة.

 

ad
وكان لافتا يوم أمس اعتبار معاون الرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل، أن جعجع يتصرف وكأنه «مرشد للجمهورية» مؤكدا أن إجراء الانتخابات في موعدها “مسألة ثابتة وغير قابلة للمساومة”. فكما الكباش بين جعجع وعون محتدم فكذلك الكباش بين جعجع وبري خاصة في ظل شعور الاخير أن رئيس «القوات» يسعى لاستثمار الظروف الراهنة لفرض وقائع جديدة في مجلسي النواب والوزراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى