السجال العوني– القواتي.. لزوم الانتخابات النيابية؟
ظن الكثيرون ان ما اتفق على تسميته “الثنائي المسيحي” بعد مصالحة معراب سيخوض الانتخابات النيابية موحدا وسيستفيد من الخطاب السلمي الذي اعتمده طرفاه العوني والقواتي منذ العام 2016 لشد العصب المسيحي وحشد الناخبين. لكن الافتراق الانتخابي بينهما في كل الدوائر دون استثناء، وما سبقه من تصاعد حدة الخلاف بين وزراء الحزبين على خلفية ملفات شتى أبرزها ملف الكهرباء، استدعى اعتماد كل منهما خطابا انتخابيا مواجها للآخر تبلورت ملامحه أكثر مع خروج رئيس حزب “القوات” سمير جعجع مؤخراليُعلن ان عينه على وزارة الطاقة.
ولا يبدو ان العونيين والقواتيين على حد سواء على استعداد لاحتواء الخلافات المتنامية بينهما قبل شهر على موعد الاستحقاق النيابي، بل هما قد يعمدان الى زيادة حدتها سعيا وراء مزيد من الأصوات الانتخابية. وهو ما تُقر به مصادر قيادية عونية لافتة الى أن “الأحوال الانتخابية تتطلب نوعا من التسخين في الخطاب خاصة وان الحزبين لم يتلاقيا في اي دائرة انتخابية وهما في مواجهة مفتوحة في معظم المناطق”. وتضيف المصادر:”كل فريق عشية الانتخابات يستخدم كل أسلحته (بالمعنى المجازي) لتحسين وضعه الشعبي ولتحصيل المزيد من الاصوات سعيا وراء تأمين أكبر كتلة نيابية مستقبلا. اما بعد السادس من أيار فالأمور لا شك ستعود الى سابق عهدها، خاصة وان هناك اتفاق عوني–قواتي بأن لا عودة الى الوراء في العلاقة لما قبل مصالحة معراب”، مشيرة الى ان “التعاطي مع الملفات بعد الاستحقاق النيابي سيكون على القطعة علما ان هناك الكثير من الملفات التي لنا بشأنها رؤية موحدة”.
من جهتها، تنفي مصادر قيادية قواتية تماما ان يكون هناك “اي محاولة في الافق لرأب الصدع بين الحزبين من خلال مقاربة العلاقة العونية–القواتية سواء من زاوية ما يعتريها من شوائب وثغرات، او من زاوية ما أظهرته الممارسة على مر السنتين الماضيتين من تجاوزات تستدعي حوارات ثنائية”، لافتة الى ان الامور بين الفريقين وصلت الى “أسوأ أحوالها وهي لا يمكن أن تسوء أكثر، باعتبار ان هناك اشتباك انتخابي في كل الدوائر، اضافة الى الاشتباك السياسي المستمر على خلفية أكثر من ملف”.
وبالرغم من “التأزم” الذي تشهده العلاقة العونية–القواتية ويقر به طرفاها، تشير مصادر “القوات” الى “تسليمهما بمسألتين اساسيتين: اولا، حرصهما على عدم العودة الى ما كانت عليه العلاقة ما قبل المصالحة، مهما كانت الظروف. ثانيا، ترك الابواب مفتوحة امام اي تقاطع او تلاقٍ على اي من الملفات”. وتضيف المصادر:”بالنهاية العلاقة بيننا ليست مقطوعة، والدكتور سمير جعجع على اتصال مستمر مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما ان هناك سعاة خير يعملون على معالجة كل الخلافات والاتفاق على مقاربة جديدة للعلاقة العونية–القواتية، على ان يتم ذلك بعد السابع من ايار”.
بالمحصلة، يُدرك “الثنائي المسيحي” ان ما فرقته التحالفات الانتخابية، لا بد أن تجمعه مجددا الاستحقاقات السياسية المقبلة سواء انتخابات رئيس المجلس النيابي او تشكيل الحكومة الجديدة، وهي استحقاقات تستدعي وحدة الصف المسيحي لضمان تنفيذ بنود التسوية السياسية التي ساهمت بوصول العماد عون الى سدة الرئاسة.
بولا أسطيح – النشرة