اخبار محلية

الحريري لجعجع…”سنلتقي أكيد اكيد”

أعاد مشهد الفينسيا الذي جمع ثلاثي الحريري وجنبلاط وجعجع الصورة الى المرحلة الممتدة من الـ2005 الى الـ2009 عندما كان الثلاثي يلتقي تحت عناوين ثورة الأرز، لكن المشهد بدا لا يشبه نفسه ابدا الا بالشكل فالمتغيرات فرقت الحلفاء وبات كل واحد متموضع في خندق ومع خيارات وحلفاء جدد، ومع ذلك فان لقاء الثلاثي ليس حدثا عاديا بل حمل رسائل كثيرة على ابواب الاستحقاقات الكبيرة، اذ يمكن القول ان الصفحة “طويت بالصوت والصورة” والدليل الحسي بين رئيس الحكومة والسعودية وان الحريري اقفل الباب نهائيا على ما حصل في الرياض قبل اشهر وكأن شيئا لم يكن فان الحريري بدا متوددا الى سمير جعجع وقريبا من وليد جنبلاط الذي شن هجوما غير مسبوق على رئيس الحكومة نهاية الاسبوع الماضي.

اهم ما في لقاء الفينسيا انه فتح الطريق للقاء تأجل طويلا بين الحريري وجعجع، وحيث لم تنجح وساطات وزراء القوات والمستقبل في تمهيد الطريق على مدى الاشهر الماضية او تقريب المسافة بين الحليفين السابقين، كما فشلت محاولات الوزيرين ملحم الرياشي وغطاس خوري في اعادة المياه الى مجاريها وفي ترتيب تحالف انتخابي بين المستقبل والقوات يتوج مسيرتهما السياسية المشتركة. وعلى الارجح فان وعد رئيس الحكومة لجعجع بلقاء قريب مهد له من بكركي بقوله “سألتقيه قريبا” لكن يمكن ان لا يكون ساري المفعول راهنا خصوصا ان المستقبل والقوات ذاهبان الى الانتخابات النيابية في لوائح متفرقة باستثناء الشوف – عاليه بناء على رغبة جنبلاطية وطلب من الزعيم الاشتراكي او في عكار وبعلبك الهرمل حيث حتمت المواجهة مع حزب الله وفرضت التعاون بالقوة، كما ان الحريري ليس في وارد تعريض تفاهماته الانتخابية مع التيار الوطني الحر لاي اهتزاز، وعليه فان اللقاء قد يتأجل وان كان التواصل سيبقى قائما فالحريري سبق وان اجرى اتصالا هاتفيا بمعراب عشية الاعياد ولكن اي لقاء خاص في هذه المرحلة قد يعرض الانتخابات للخطر وعلى الارجح سيكون مؤجلا لما بعد الانتخابات .

هذا لا يلغي ان لقاء الثلاثي انعكس ارتياحا لدى فريق 14 آذار سابقا، فتقارب الحكيم والشيخ ولو عن بعد من شأنه ان يكون عاملا مؤثرا في تهدئة الوضع الانتخابي وتهيئة الانتخابات ووضعها في اطار التافس الديمقراطي فقط خصوصا ان الدوائر متداخلة وقد بلغ التشنج الانتخابي سقوفا عالية في المرحلة التي مضت، ومع ذلك يصر قواتيون ومستقبليون على تحييد الحزبين عما جرى، فما حصل بعد 4 تشرين من تباعد لا يقع على عاتق المستقبل او القوات وحدهما بل ان ثمة من لعب على وتر الاحداث التي وقعت وحاول تكبير حجم التباعد، فرئيس الحكومة كان حريصا وفق المتابعين على عدم تسمية الامور باسمائها وعلى عدم الانزلاق الى خطابات تحريضية لا ضد المملكة او ضد القوات بالذات حرصا على تاريخ العلاقة ومستقبلها، وما احتسب انه هجوم على معراب حصل من فريق معين ومحدد ومن لعبوا ادورا بطولية بعد عملية تشرين فيما لم ينزل الحريري الى مستويات معينة وحافظ على شعرة” لم تنقطع مفسحا المجال للوساطات والمفاوضات وخط الرجعة بين معراب وبيت الوسط.وعليه لم يصدر اي حكم باعدام العلاقة بين القوات والمستقبل من قبل الحريري شخصيا وان كانت علاقة التيار والمستقبل شهدت تقدما غير مسبوق على خلفية حدوث توتر مع معراب من جهة التيار ومن جهة المستقبل ايضا.

ولكن اذا كانت عودة العلاقة بين معراب وبيت الوسط وتطورها الى سابق عهدها رهن بالمتغيرات والدور السعودي والضغوط الحاصلة مؤخرا لاعادة احياء العلاقة بين الحلفاء فان الارجح ان رئيس الحكومة قطع مسافة مقبولة الى معراب وان لم يصلها بعد، المؤكد ايضا ان ما حصل في السعودية يحتفظ به الحريري لنفسه وما حصل بين المستقبل والقوات يحتفظ به الحليفين في ارشيف جرى اخفائه عن اعين الفضوليين. يروي الذي كان يلتقون في الازمة برئيس القوات سمير جعجع قوله عند سؤاله عما يحصل مع المستقبل قوله “كل شي بوقتو حلو”.. فهل حان الوقت اليوم لقول كل الامور والافصاح عن اسباب التباعد بين جعجع والحريري ام ان ما جرى لم يعد موجودا اصلا في حسابات الطرفين.

مروى غاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى