اخبار محليةالرئيسية

الإشتباكات أعادت مخيم عين الحلوة إلى دائرة التوتير الأمني

الاشتباكات هذه المرة محدودة إلا أنها تركت جرحاً عميقاً في أوساط المخيم

على الرغم من عودة الهدوء إلى مخيم عين الحلوة في أعقاب اشتباكات مساء الجمعة التي اندلعت بين عناصر من «فتح» وناشطين اسلاميين وأوقعت قتيلاً وجريحين، إلا أن الوضع في المخيم بقي متأثراً بتداعيات ما جرى. وإذا كانت نتائج الاشتباكات هذه المرة محدودة إلا أنها تركت جرحاً عميقاً في أوساط المخيم ولا سيما الإسلامية والمدنية كونها تسببت بمأساة لعائلة المقدح التي فقدت «عريسها» عبد الرحيم المقدح (22 عاماً) نجل المسؤول الإعلامي للحركة الإسلامية المجاهدة بسام المقدح وحفيد أمين سر اللجان الشعبية لتحالف القوى الفلسطينية ومسؤول منظمة «الصاعقة» عبد مقدح، وذلك عندما أصابته، عن طريق الخطأ، شظية قذيفة صاروخية أطلقت خلال الاشتباكات لحظة تواجده على شرفة منزله، فانتزعته من بين عائلته ومن زوجته الحامل حيث لم يكن قد مضى على زواجهما سوى ثمانية أشهر. وقد شيّع المقدح أمس من مسجد «النور» بعدما أدى الصلاة على الجثمان رئيس الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب. وانطلق موكب التشييع نحو مقبرة عين الحلوة الجديدة في درب السيم، وسط مشاركة لافتة من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، حيث تقبلت العائلة التعازي من المشاركين وسط أجواء من الحزن والحداد.

اشتباكات الجمعة أعادت المخيم من جديد إلى دائرة التوتير الأمني لكن هذه المرة من بوابة التنافس على تسليم مطلوبين. فقد ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن الإشكال الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات مساء الجمعة سببه محاولة عناصر من حركة «فتح» اعتقال المطلوب البارز محمد جمال حمد، بهدف تسليمه للسلطات اللبنانية في خطوة تردد أنها بايعاز من أحد مسؤولي «فتح» العسكريين في المخيم بعدما علم الأخير بوساطة يقوم بها تنظيم إسلامي مع عائلة حمد لتسليمه. لكن هذا المسؤول عندما تمت مواجهته بالأمر إثر اندلاع الاشتباكات، أشار إلى أن عناصر «فتح» الذين حاولوا اعتقال حمد تصرفوا من رأسهم ومن دون إيعاز من القيادة، الأمر الذي دفع بقائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب إلى عقد اجتماع طارىء للأمن الوطني في المخيم وتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على مجريات وأسباب ما جرى. وعلمت «المستقبل» في هذا السياق أن اشتباكات الجمعة لم تؤثر على المساعي الجارية لتسليم حمد للسلطات اللبنانية وأنها ربما تسرّع في عملية التسليم.

وكانت الاشتباكات اندلعت بعد اعتراض عناصر من «فتح» للفلسطيني محمد حمد أثناء مروره في محلة مفرق بستان القدس – الشارع التحتاني مستقلاً دراجة نارية وبرفقته شخص ملثم وحاولوا توقيفهما وصوب أحدهم مسدساً نحو حمد الذي سارع بإطلاق النار وردت «فتح» بالمثل واندلع الاشتباك الذي ما لبث أن توسع بعد مشاركة عناصر إسلامية متشددة إلى جانب حمد مقابل عناصر من «فتح» والأمن الوطني الفلسطيني. واستخدمت في الاشتباكات الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وأدت إلى جانب مقتل المقدح عن طريق الخطأ، إلى اصابة كل من المطلوب حمد والفلسطيني أيمن خلف (أيمن العراقي) من حركة «فتح» بجروح. كما تسببت في أضرار مادية جسيمة في الممتلكات من منازل ومحال تجارية وسيارات ومولدات كهربائية.

رأفت نعيم – المستقبل

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى