السيد الحوثي: العدو “الإسرائيلي” يسعى الى تنفيذ مخطط “ممر داود”
حذّر قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي من مخططات العدو الصهيوني التوسعية في المنطقة تحقيقًا لحلم الوصول إلى نهر الفرات، مؤكدًا أن “لدى العدو “الإسرائيلي” مخططاً يطلق عليه “ممر داود” وهو يهدف إلى التوغل وصولاً إلى نهر الفرات في مناطق سيطرة الأكراد التي يحتلّها الأميركي”.
وفي خطابه الأسبوعي المتلفز حول آخر التطورات، قال السيد الحوثي: “العدو “الإسرائيلي” لديه حلم الوصول إلى نهر الفرات ويرى الفرصة متاحةً أمامه لأنه لا يواجه أيّ عائق في التوغل داخل الأراضي السورية، وهو يطلق على توغله في سورية اسم عملية “سهم باشان” وهذا الاسم يرمز إلى خرافة يهودية قديمة تعتبر منطقة جنوب سورية وشمال الأردن مملكة قديمة لليهود”.
تدمير العدو للقدرات السورية يمثل عدوانًا إجراميًا واستباحةً وانتهاكًا للسيادة
وأوضح السيد الحوثي أن المنطقة التي يطمع العدو في السيطرة عليها زراعية خصبة وغنية بالمياه العذبة من جنوب دمشق وحتى حوض اليرموك وسهل حوران، ومن جبل الشيخ غربًا إلى جبل العرب/السويداء شرقًا.
وأضاف: “العدو “الإسرائيلي” لديه طموح، وهو انتهازي يسعى إلى استغلال الفرص المتاحة، بل يسعى إلى صناعة الفرص واستغلالها، وهو يعتبر سيطرته على جبل الشيخ الإستراتيجي غنيمة كبيرة جدًا، لأنه يتيح له فرصة الإطلالة على كل الشام”.
ولفت إلى أن العدو الصهيوني “يواصل تدمير القدرات العسكرية لسورية، وكان ينبغي إدراك أن كل القدرات هي للشعب السوري، وهم في أمسّ الحاجة إليها في مواجهة العدوان “الإسرائيلي””، مشيرًا إلى أن “كل الأسلحة والقدرات ذات الأهمية الإستراتيجية في سورية تُركت، ولم تدخل في إطار المسؤولية من قبل السلطة الجديدة، ولا في إطار أنها غنيمة كما هي عادة بعضهم”.
وتابع السيد الحوثي: “مؤسف جدًا أن تُترك القدرات العسكرية السورية للاستهداف “الإسرائيلي” والتدمير، وهذا “زهدٌ” غريب عجيب..”، وأضاف “بعض المشاهد المصورة لتدمير القدرات في سورية تترافق مع بعض التكبيرات، كأنه مشهد عادي يثير الاندهاش”، مؤكدًا أن تدمير العدو للقدرات السورية “يمثل عدوانًا إجراميًا واستباحةً ووقاحة وانتهاكًا للسيادة، وهذا شيء مؤسف جدًا”.
وأسف السيد الحوثي لأن “يتوغل العدو “الإسرائيلي” برًا في مناطق سورية ويستدعي الأهالي ويجردهم مما بأيديهم من السلاح الخفيف ويفرض عليهم في بعض الحالات البقاء في منازلهم..”، وقال “رغم الاستباحة الصهيونية الشاملة هناك منع في داخل سورية من أي تحريض ضد الأميركي و”الإسرائيلي””، ولفت إلى أن “الاعتداءات بكل ما فيها من وقاحة واستباحة واضحة، ولا تستند إلى أي مبرر إطلاقًا”.
وسأل: “كيف يدافع “الإسرائيلي” عن نفسه بالسيطرة على جبل الشيخ ومناطق في سورية وتدمير القدرات رغم أن السلطة الجديدة ليست بصدد حتى التفكير في أي حرب معه؟”، وقال: “في المنطق الغربي أن الاعتداء على أمتنا واحتلال بلدانها وقتل شعوبها ونهب ثرواتها والإذلال لها يُسمّى دفاعًا عن النفس، طالما أن من يقوم به هو “الإسرائيلي” أو الأميركي”.
وتابع: “أميركا والدول الغربية تدين وتصف بـ “الإرهاب” دفاع شعوبنا عن حقّها المشروع في مواجهة الظلم والعدوان.. هناك تخاذل كبير من المسلمين وتواطؤ من بعض الأنظمة وبعض الجماعات مع العدو “الإسرائيلي”، وهذا من أكبر الأسباب التي شجعت العدو على استهداف عدة بلدان”.
وأضاف: “لو أن ما يحصل اليوم في فلسطين حصل في بلد أوروبي، هل كان الأوروبيون سيسكتون؟ انظروا ماذا يفعلون وما فعلوه مع أوكرانيا التي ورّطها الغرب في مشكلة مع روسيا؟”، وأوضح “رغم الاستغلال الأميركي للدول الأوروبية، فإن الأوروبيين يتجهون باهتمام بالغ إلى دعم أوكرانيا بالمال والسلاح والإعلام والمقاطعة لروسيا في كل شيء حتى على مستوى الألعاب الرياضية”، مؤكدًا أن “كل الأمم على الأرض ما كانت لتصمت لو أنها استُهدفت كما هو حال الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
العدوّ “الإسرائيلي” مكشوف في فعله وقوله
وشدد السيد الحوثي على أن “القضية الفلسطينية تعني الأمة بكلها، والخطر “الإسرائيلي” تهديد على الجميع وفي المقدمة العرب، وهذا يفرض أن يكونوا أكثر الأمم وعيًا بقضاياهم المصيرية”، مشيرًا إلى أن “صرخات ونداءات وهتافات الأطفال والنساء في قطاع غزة يتعامل معها معظم أبناء الأمة بالصمم والعمى والتجاهل، وبعضهم يتواطأ ويشجع العدو “الإسرائيلي” على ما يرتكبه”.
ورأى أن “الأمة الإسلامية لم تعد تحمل البصيرة ولا الوعي، وأصبحت بنظر أعدائها أمة ساذجة وغبية وجاهلة، تصدق أكاذيبهم، وتتقبل خدعهم، وتنصاع لمؤامراتهم وتتجه حيث يوجهونها”.
وأكد السيد الحوثي أن “العدوّ “الإسرائيلي” مكشوف في فعله وقوله، سواء في نظرته إلى العرب والمسلمين أو في مخطّطاته التي يسعى إلى تحقيقها، وكلّ هذا لم يُفد العرب ليتحركوا ضدّه..”، وأضاف: “العرب والمسلمون يملكون القضية العادلة المقدسة والموقف الحق، وفي الوقت نفسه هي قضية مصيرية ذات تأثير كبير فيهم في كلّ شؤونهم، ومع ذلك لا يتحركون.. الأعداء يتحركون بجدية كبيرة وهم في إطار الموقف الباطل، فأصبحوا أكثر إخلاصًا لباطلهم من المسلمين تجاه حقهم”.
وأوضح أن ما يعطي فاعلية أكبر لمؤامرات الأعداء هو “تحرك بعض أبناء الأمة للتجند لصالح الأميركي للتدمير الداخلي للأمة..”، وأضاف: “بعض أبناء الأمة يعملون على الانحراف ببوصلة العداء عن العدوّ الحقيقي وصرف الناس عن الموقف اللازم، والاتّجاه بالعدو نحو من يقف عائقًا في الطريق “الإسرائيلي”.. بعض الأفرقاء في الأمة يعملون على حظر أي نشاط ولو في الحد الأدنى لتعبئة الأمة وتوعيتها حول العدوّ “الإسرائيلي” وخطورته”.
الحديث عن تغيير الشرق الأوسط الجديد هو المشروع الصهيوني بذاته
ولفت السيد الحوثي إلى أنه “في معظم البلدان العربية، حتّى الأعمال البسيطة التي في مقدور الناس والمؤثرة في نتيجتها مثل المقاطعة للبضائع الأميركية لا تلقى اهتمامًا بين أوساط شعوبنا..”، وأضاف: “البلدان المكبّلة عن أي تحرك ضدّ العدوّ “الإسرائيلي” والأميركي، كما هو الحال في معظم بلدان الخليج، يمكن أن يكون لها تأثير كبير في العدوّ على مستوى المقاطعة الاقتصادية، وهي عمل متاح ومؤثر في الأعداء، علاوة على أن هناك بضائع أخرى تلبّي الاحتياجات الضرورية لشعوبنا”.
وتابع: “لا يوجد توجه إعلامي واسع تجاه العدو، ومعظم الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في حالة من الضياع والتيه العجيب جدًا، وبعض وسائل الإعلام في بلداننا تعمل لصالح الأميركي وبعضها يعمل على إلهاء شعوبنا عن القضايا الكبرى، والجزء المحدود يتحرك لنصرة قضايا الأمة وتوعيتها”.
وبيّن أنّ “هناك تقصيرًا في الجانب التعليمي في المناهج والأنشطة والبرامج في ما يتعلق بالعدو..”، وقال “الوضع السائد في معظم الأنظمة والشعوب الإسلامية عامل كبير في جرأة الأعداء الذين ينظرون إلى معظم البلدان كفريسة سهلة ولقمة سائغة وهذا يشكّل خطرًا حقيقيًا”، وأوضح أن “الأعداء يتحركون بمشروع واضح، وليس كرد فعل على ما يستفزهم من بعض البلدان أو القوى والجهات في بلداننا”.
ولفت إلى أن “الحديث عن تغيير الشرق الأوسط الجديد هو المشروع الصهيوني بذاته، وهو مشروع تدميري كارثي على أمتنا الإسلامية، والمؤسف أن يجرؤ العدوّ على الحديث عنه بكلّ وقاحة.. والمؤسف أيضًا أن تنفيذ جزء كبير من مشروع “الشرق الأوسط الجديد” موكول إلى أنظمة وجماعات وكيانات، وتتحمل أنظمة عربية أعباءه الكبرى في التمويل”.
وأوضح السيد الحوثي أن “المشروع الصهيوني يهدف إلى توسيع الاحتلال المباشر للعدو “الإسرائيلي” على الأرض العربية وفق خريطة “إسرائيل الكبرى”.. ويسعى إلى تدمير البلدان العربية وتفكيكها إلى كيانات صغيرة مبعثرة، تحت عناوين طائفية وقومية ومناطقية وسياسية”.
الجيش المصري مهدد بأن يحدث له ما حدث للجيش السوري
ونبّه من أن “الأميركي ينهب النفط السوري، و”الإسرائيلي” ينهب كل ما في فلسطين من ثروات ويركز على مناطق منابع المياه العذبة في سورية وبقية الثروات، ويريد أن تكون شعوب الأمة ضائعة وشبابها مجندين لصالحه ويقاتلون في الفتن التي يخطط لها باستماتة واستبسال..”.
وأضاف: “السيطرة على المقدسات هي الصورة الأخيرة للمشروع الصهيوني الأميركي “الإسرائيلي” بأن تكون القدس ومكة والمدينة تحت السيطرة “الإسرائيلية””، ولفت إلى أن “”الإسرائيلي” يُراد له أن يكون الوكيل الأميركي الحصري في المنطقة، وبعد أن يكمل الآخرون أدوارهم سيتم القضاء عليهم بعد أن فقدوا عناصر القوة”.
وأكد السيد الحوثي أنّه “لولا الجهاد ومواجهة العدو من قبل المقاومة في فلسطين ولبنان على مدى عقود من الزمن لكان الوضع قد تغيّر في مصر وسورية وغيرها”، وحذّر من أن الجيش المصري مهدد بأن يحدث له ما حدث للجيش السوري، وقال: “مصر مهددة في اللحظة التي يتمكن فيها الأعداء من إثارة فوضى عارمة لتدمير كل القدرات العسكرية المصرية”.
خلاص الأمة في زوال الكيان المؤقت
وشدد على أن خلاص الأمة في زوال الكيان المؤقت الذي لا بد حتمًا من زواله، مشيرًا إلى أن “في غزة النموذج الراقي للصبر والصمود والتضحية”، منوّهًا بعمليات المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني في قطاع غزة، والتي كبدت العدو خسائر كبيرة، واصفًا الأداء الجهادي للشعب الفلسطيني بأنه “إنجاز مهم ومسار مهم في الجهاد”.
ولفت إلى أن “من واجب المسلمين والأنظمة العربية في المقدمة إسناد حركة المقاومة الإسلامية حماس وكتائب القسام والحركات الفلسطينية المجاهدة.. ومن واجب الأنظمة التي صنفت المجاهدين الفلسطينيين ظلمًا بالإرهاب أن تشطبهم من قوائم الإرهاب وأن تكتب العدو “الإسرائيلي” في قوائم الإرهاب لديها”.
وشدد على أن القضية الفلسطينية قضية الأمة جميعًا وليست قضية يُعنى بها بلد وحده. وينبغي ألا يقوم بعض أبناء الأمة بواجبهم، بينما يتنصل بعضهم الآخر من مسؤولياته.
العدوان “الإسرائيلي” على اليمن لن يثنينا أبدًا عن موقفنا المناصر للشعب الفلسطيني
وتطرّق إلى عملية القوات المسلحة اليمنية فجر اليوم الخميس 19/12/2024 والمتمثلة باستهداف كيان الاحتلال بصاروخ فرط صوتي، وقال: “عملية القصف الصاروخي الذي طاول يافا المحتلة أدت إلى إحداث حالة كبيرة من الرعب والهلع والذعر الشديد في أوساط اليهود”، ورأى أن “توقف عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون لأكثر من ساعة رسالة إلى شركات الطيران المتوقفة منذ المواجهة بين حزب الله والعدو “الإسرائيلي” بأن الوضع غير آمن لشركات الطيران وعليها ألاّ تعود للطيران”.
وأكد أن العدوان “الإسرائيلي” على اليمن “لن يثنينا أبدًا عن موقفنا المناصر للشعب الفلسطيني ومجاهديه في غزّة، ولن يؤثر في مستوى التصعيد الذي نقوم به في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد والإسناد للشعب الفلسطيني”، مضيفًا: “نحن حريصون على الارتقاء دائمًا بمستوى عملياتنا ضدّ العدوّ “الإسرائيلي” وعلى مستوى زخمها من حيث الكثافة أكثر”.
وقال: “نحن على قناعة تامة بموقفنا وعلى استعداد لمواجهة أي مستوى من التصعيد بمعونة الله تعالى، ولسنا أبدًا ممن يقبل الاستباحة كحال بعضهم”.
ونوّه السيد الحوثي بعمليات القوات المسلحة اليمنية موضحًا أنه “منذ بداية الإسناد للشعب الفلسطيني وإلى اليوم تم القصف بـ1147 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرة مسيّرة مع عمليات البحرية بالزوارق الحربية، وتم استهداف 211 سفينة مرتبطة بالأعداء، ومنع الملاحة البحرية للعدو “الإسرائيلي” في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي، وتعطيل وإغلاق ميناء أم الرشراش الذي هو من أهم الموانئ التي يعتمد عليها العدوّ “الإسرائيلي””، مؤكدًا أن العدوّ “الإسرائيلي” تكبّد خسائر كبيرة على المستوى الاقتصادي باعتراف مراكز الدراسات والأبحاث لدى العدوّ.
وأكد أن الشعب اليمني ثابتٌ على موقفه ولن يتزحزح عن نصرة الشعب الفلسطيني “مهما كانت التحديات والاعتداءات من الأميركي أو “الإسرائيلي” أو ممن يدورون في فلكهم”، داعيًا الشعب للخروج المليوني المشرف والشجاع يوم الغد لإعلان التحدّي للعدو “الإسرائيلي” وللتأكيد على ثبات موقفه العظيم، في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه.
بدوره نشر الإعلام الحربي اليمني مشاهد لإطلاق صاروخين فرط صوتي من نوع (فلسطين2) على هدفين عسكريين للعدو الصهيوني في يافا المحتلة المسماة “تل أبيب”.