
صرح الرئيس الأميركي جورج بوش الابن عقب عملية ١١ ايلول ٢٠٠١ التي استهدفت أبراج التجارة العالمية في نيويورك والبنتاغون، وفشلت في إصابة البيت الأبيض، بواسطة أربع طائرات تجارية قادها تسعة عشر انتحارياً، “من ليس معنا فهو ضدنا”، وها هي الولايات المتحدة الأميركية تعتمد هذا الشعار عملياً من دون إعلانه في زمن الحرب الباردة مع المعسكر الاشتراكي، وبعد انهياره اعتبرت نفسها سيدة العالم من دون منازع واتخذت من الحرب الاستباقية نهجاً خاصاً بها بهدف استراتيجي يتضمن:
١- حماية نفوذها ومصالحها
٢- الحفاظ على قوتها الدولية وضمان مصالحها العسكرية والاقتصادية
٣-حفظ خطوط الملاحة الدولية وانتشار قواعدها العسكرية في مختلف القارات والمحيطات والبحار
٤- سيطرتها على الأسواق العالمية بذريعة حماية الحلفاء (الأتباع)…!
وتتذرع بنشر الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان والأقليات وتبيض الأموال والإرهاب، حتى بلغ بها الأمر خلق نزاعات بين الدول وحروب أهلية ضمن البلد الواحد على قاعدة الحرب طويلة الأمد وتغذيتها بشتى الوسائل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إلى أن تستغيث وتستسلم فتكون حمامة السلام وتضع الحلول التي تخدم مصالحها وتفكك المجتمعات وتجعلها أداة تحركها ساعة تشاء، والأمثلة كثيرة تُعد ولا تُحصى في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا والبلقان في أوروبا، وآخر ضحاياها العراق وليبيا والصومال والسودان واليمن وسوريا والحبل على الجرار والمشهد ماثل في قطاع غزة أو ما يُعرف بحرب الإبادة الجماعية وهي تستغل وتستثمر المؤسسات والمنظمات الدولية القانونية والسياسية والمالية (الأمم المتحدة، البنك الدولي، مؤسسة النقد الدولي، محكمة العدل الدولية…)…!
وفي لبنان، تعطي الإملاءات للحكومة اللبنانية التي تنفذها دون اعتراض، مع استمرار للعدوان على لبنان بواسطة قاعدتها في فلسطين المحتلة، كما عمدت إلى إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن بذريعة عدم تنفيذ نزع سلاح من حرر وهزم الكيان الصهيوني….!
ينهض مما تقدم، أن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر ما تقوم به واجباً إنسانياً تجاه العالم بل حقوقاً له عليها تأمينه وصيانته من دون أية غايات خاصة بها، كونها قائدة العالم من دون منافس فعلي فهي أكبر منتج للأسلحة والعملة الأميركية هي المعتمدة عالمياً منذ اتفاقية بريتون ووتز سنة ١٩٤٤ وشعار جورج بوش الابن هو السائد من دون أي اعتراض عليه….!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا أعلن جورج بوش الابن هذا الشعار ولم يروّج له أي من الرؤساء الأميركيين؟
٢- هل يخشى العالم بأمه وأبيه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مواجهتها؟
٣- هل الدول التي دفعت ثمن هذا الشعار قادرة على الانتفاض ضد واشنطن؟
٤- هل تخضع المنظمات الدولية والمؤسسات المالية للهيمنة الأميركية؟




