
في تطور خطير عند الحدود الجنوبية، استهدف جيش العدو الاسرائيلي مرة جديدة يوم أمس، قوات «اليونيفل» الدولية، وذلك بعد يومين من اتهام هذه القوات «تل أبيب» ببناء جدار داخل الأراضي اللبنانية ، و»انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ولسيادة لبنان»، بما بدا أنه محاولة لـ «تأديب» هذه القوات، ومنعها من رفع الصوت بموضوع الانتهاكات المتواصلة للسيادة اللبنانية.
يذكر ان العلاقة بين الطرفين اتسمت منذ فترة بالتوتر والتصعيد، بعدما بدا واضحا أن العدو الاسرائيلي يسعى للتوسع في الأراضي اللبنانية، بغياب أي حسيب أو رقيب. لذلك ضغطت «تل أبيب» الصيف الماضي لانهاء ولاية هذه القوات، لكنها لم تنجح بذلك، وتم التفاهم دوليا على أن تنتهي هذه الولاية نهاية العام 2026.
اطلاق نار على «اليونيفيل»
وأعلنت «قوّة الأمم المتحدة في بيان أن «دبّابة «ميركافا» تابعة «للجيش الإسرائيلي» أطلقت النّار على قوّات حفظ السّلام التابعة لليونيفيل، قرب موقع أقامته «إسرائيل» داخل الأراضي اللّبنانيّة»، مشيرةً إلى أنّ «طلقات رشّاشة ثقيلة أصابت قوّات حفظ السّلام على بُعد حوالي خمسة أمتار، وكان الجنود يسيرون على الأقدام، واضطرّوا للاحتماء في المنطقة».
وأوضحت أنّه «عبر قنوات الاتصال التابعة لليونيفيل، طلب جنود حفظ السّلام من «الجيش الإسرائيلي» وقف إطلاق النّار، وتمكّنوا من المغادرة بأمان بعد ثلاثين دقيقة، عندما انسحبت دبّابة الميركافا إلى داخل موقع «الجيش الإسرائيلي»، لافتةً إلى أنّ «لحسن الحظ، لم يُصب أحد بأذى».
ووصفت»اليونيفيل» هذا الحادث بـ «الانتهاك الخطير لقرار مجلس الأمن رقم 1701»، مجدّدةً مناشدة «الجيش الإسرائيلي» بـ»وقف أي أعمال عدوانيّة أو هجمات تستهدف قوات حفظ السّلام أو بالقرب منها، الّتي تعمل على دعم جهود العودة إلى الاستقرار، الّذي تقول كل من «إسرائيل» ولبنان سعيهما لتحقيقه».
الجيش: تصعيد خطير يستلزم تحرّكاً سريعاً
بدورها، اعتبرت قيادة الجيش اللبناني أن «العدو الإسرائيلي يصرّ على انتهاكاته للسيادة اللبنانية، مسببا زعزعة الاستقرار في لبنان، ومعرقلا استكمال انتشار الجيش في الجنوب، وآخر هذه الاعتداءات المدانة استهدافه دورية لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل بتاريخ 16 /11 /2025». واكدت قيادة الجيش أنها «تعمل بالتنسيق مع الدول الصديقة على وضع حد للانتهاكات والخروقات المتواصلة من جانب العدو الإسرائيلي، التي تستلزم تحركا فوريا كونها تمثل تصعيدا خطيرا».
«اسرائيل تبرّر كالعادة
وكعادته، تحدث جيش الاحتلال عن خطأ أدى لاستهداف العناصر الدوليين. فقال المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي أنه «تم رصد شخصيْن مشتبه بهما في محيط الحمامص جنوبي لبنان، حيث قامت قواتنا بإطلاق نار تحذيري لابعادهما، فابتعدا عن المنطقة دون وقوع إصابات»، لافتا الى أنه «بعد فحص الحادث تبيّن أن المشتبه بهما هما جنديان من قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل)، كانا يقومان بدورية في الميدان، وقد جرى تصنيفهما كمشتبه بهما، بسبب سوء الأحوال الجوية والحادث قيد التحقيق».
واذ أكد أدرعي أن «جيش الدفاع يطلق النار بشكل متعمد باتجاه جنود اليونيفيل، وأن الموضوع يُعالج عبر قنوات التنسيق العسكرية الرسمية»، قال إنه «سيواصل العمل لإزالة أي تهديد يستهدف دولة إسرائيل».
وتأتي هذه التطورات بعيد طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، تكليف بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة، رفع شكوى عاجلة إلى مجلس الامن الدولي ضد «إسرائيل»، لاقدامها على بناء جدار إسمنتي على الحدود اللبنانية الجنوبية، يتخطى الخط الأزرق، الذي تم رسمه بعد الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000.
«رسالة اسرائيلية» بـ«النار»
ونبّهت مصادر رسمية من خطورة التطورات جنوبا، لافتة الى أن «اسرائيل تسعى للتوسع في الأراضي اللبنانية، معتمدة سياسة القضم التدريجي». وأضافت لـ «الديار»:»بدل أن تبدأ بالانسحاب من النقاط المحتلة، ها هي تحتل مزيدا من الاراضي اللبنانية».
واعتبرت المصادر ان «استهداف اليونيفل هدفه توجيه رسالة بالنار لهذه القوات، بأنه ممنوع عليها رفع الصوت باتجاه الانتهاكات الاسرائيلية، والا ستنال نصيبها من الاعتداءات».




