اخبار محليةالرئيسية

النائب حسن فضل الله من ياطر: نراكم على إيجابيات الموقف الرسمي والشعب يريد الحماية

رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب د. حسن فضل الله أن علينا دائمًا أن نراكم على الإيجابيات ‏في المواقف التي تصدر عن المسؤولين في الدولة، سواء كانت مواقف رؤساء أو مواقف من ‏الحكومة، ونريد لهذه المواقف أن تصل إلى مرحلة التطبيق الفعلي من أجل أن يشعر الناس ‏بالاطمئنان إلى أن هناك دولة تحميهم، إذ لا يمكن اليوم لأي مسؤول ولأي صاحب ضمير في لبنان ‏أن ينام ملء جفونه أو أن يرتاح له بال، وهناك دم يُسفك على أرضنا هنا في الجنوب أو في البقاع أو ‏في أي منطقة من لبنان، بل يجب أن يكون هذا الدم المقدس الشغل الشاغل لكل القوى ولكل ‏المسؤولين ولكل من يشعر بالانتماء إلى لبنان، فهذه قضية مقدسة ويجب أن تبقى مقدسة عند ‏الجميع.‏
كلام النائب فضل الله جاء خلال مشاركته في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله بمناسبة ‏الذكرى السنوية لارتقاء شهداء بلدة ياطر الجنوبية، أقيم في ساحة البلدة بحضور الأهالي وعلماء ‏دين وعوائل الشهداء.‏
ولفت النائب فضل الله إلى أننا لا نزال نصر في هذه المرحلة المستمرة منذ وقف إطلاق النار، على ‏قيام مؤسسات الدولة بتحمل مسؤولياتها رغم الألم والوجع ورغم هذا الدم الذي يسيل على أرضنا، ‏لأن ظروف هذه المرحلة تقتضي هذا الموقف منا، ولكن في الوقت نفسه المقاومة تبقى هي ‏المقاومة بحكمتها وبشجاعتها وبشعبها وبمقاوميها.‏
وقال النائب فضل الله: المواطن ليس مسؤولًا عن عجز الدولة أو عن ضعفها، فهو يريد أن يراها ‏دولة قادرة على احتضان أحلامه وآماله وتطلعاته ومشاكله، لأنها هي المعنية بالتصدي لأي اعتداء ‏والمعنية بحماية السيادة.‏
وتابع النائب فضل الله: كلنا اليوم يشعر بأن هناك استباحة للبلد، وأنه عندما لم تعد المقاومة هي ‏التي تصنع هذه المعادلات، وألقت الدولة بالمسؤولية على نفسها، بتنا نرى هذا المشهد في كل ‏يوم بكل ما فيه من عمليات اغتيال وقتل واستهداف، والعدو يريد من استمرار اعتداءاته أن يبقى ‏القلق في الجنوب وحالة عدم الاستقرار، وأن يضطر الناس إلى ترك هذه البلاد وعدم إعمارها، ولئن ‏كان موقفنا اليوم هو بتحميل الدولة المسؤولية، فإن شعبنا الذي يصمد ويبقى ويعيد إحياء هذه ‏الأرض إنما يمارس فعل مقاومةٍ وإن كان ليس بالصاروخ ولا بالرصاص أو بالعبوة.‏
وشدد النائب فضل الله على أن العدو يريد منا أن نغادر هذه الأرض، وقد سعى خلال الستين يومًا ‏إلى احتلال جنوب الليطاني، إلا أن هؤلاء الشهداء صمدوا مع إخوانهم ومنعوه من ذلك، فقام ‏بالتدمير الممنهج، وهو يعمل اليوم من أجل الضغط على شعبنا لترك هذه الأرض ومنع إعمار هذه ‏القرى والبلدات، وللضغط على الدولة من أجل أن يجبرها على تقديم تنازلات سياسية بعد أن عجز في ‏الميدان عن فرض هذه التنازلات، وما لم يأخذه في الميدان نتيجة التضحيات الجسيمة التي قدمتها ‏المقاومة وأهلها لا يجوز أن يُعطى بالسياسة والضغط والترهيب.‏
وقال النائب فضل الله: إننا نعمل بكل جهد من أجل أن تتحمل الحكومة المسؤولية المباشرة عن ‏إعادة الإعمار، فهذه مسؤوليتها سواء من موازنتها أو من الهبات والتبرعات، ونحن نعرف أن هناك ‏حصارًا خارجيًا تفرضه تحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية من أجل منع وصول أي مبلغ إلى لبنان، ‏سواء كان عامًا من الدول أو خاصًا من جهات وهيئات أو حتى أفراد، وهناك بعض الإجراءات التي ‏تقوم بها المؤسسات الرسمية تلاقي هذه الضغوطات الأمريكية وهذا الحصار لمنع وصول الأموال، ‏لكن هذا كله نواجهه من داخل مؤسسات الدولة في الحكومة ومن خلال مجلس النواب وعبر ‏القوانين، وهذا مسار سنكمل فيه.‏
ولفت النائب فضل الله إلى أنهم يريدون الضغط على بيئة المقاومة وعلى أهلها وعلى هذا الشعب ‏المضحي من أجل إخضاعه ومن أجل أن يرتفع صوته في مواجهة هذه المعاناة، ولكن صوت شعبنا ‏دائمًا هو صوت هؤلاء الشهداء، ولذلك لن نخضع ولن نستسلم في مواجهة كل هذه الضغوط، بل ‏سنعمل معًا من أجل أن نعيد الإعمار ونلملم الجراح ونبلسمها.‏
وختم النائب فضل الله: حتى في القضية السياسية الداخلية، هناك استهداف دائم لهذه البيئة ‏وتحريض عليها، ونحن نسمع قولهم بأنهم ينتظروننا في الانتخابات، ونرى الحملة التي يشنونها على ‏دولة الرئيس نبيه بري في موضوع قانون الانتخاب، والتي تأتي كجزء من محاولات استثمار نتائج ‏العدوان لاستهداف هذه البيئة، وعندما نتحدث عن هذه البيئة فنحن هنا لا نتحدث عن الشيعة ‏فقط، إنما لدينا حلفاء ومخلصون من طوائف متنوعة، وهؤلاء جميعًا حلفاؤنا، وسنكون معًا في كل ‏استحقاق من أجل أن تبقى راية هذه المقاومة خفاقة، ولتبقى تضحياتها وإنجازاتها مصانة.‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى