
زار رئيس كتلة الوفاء للمقا.ومة الحاج محمد رعد في الثاني من أكتوبر ٢٠٢٥ قصر بعبدا، والتقى رئيس الجمهورية جوزاف عون، وهي الأولى بعد عودة الأخير من الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم تبعها زيارة إلى قيادة الجيش في اليرزة جارة بعبدا، وقد أصاب عصفورين بحجر واحد، ولكل من الزيارتين حيثياتها السياسية والأمنية. ففي الأولى، من الطبيعي أن ينقل الرئيس تفاصيل زيارته ولقاءاته مع مختلف الوفود وخاصة الفاعلة في الملف اللبناني ووجهة النظر اللبنانية في مختلف التوجهات والرؤية الخاصة به، وكيفية الخروج من الأزمة اللبنانية وخباياها في الغرف المغلقة والرسائل للحزب من القريب والبعيد، حيث استمع الحاج اكثر ما تكلم، لأن موقف الحزب ثابت ومرن ومتعاون إلى أبعد الحدود في تحصين وحدة لبنان والحفاظ على سيادته واستقلاله وقوته تحت راية (جيش وشعب ومقا.ومة) والأولوية هي لانسحاب العدو وإعادة الإعمار وعودة الأهالي إلى قراهم وبلداتهم ومدنهم..!
في الزيارة الثانية، تكمن أهميتها في دعم الجيش وتقدير دوره في حفظ الأمن وعدم دخوله في الخلافات السياسية، وتوجيه رسالة لكل من يراهن على اصطدام الجيش مع الحزب ونزع السلاح أنه أشبه بحلم إبليس بالجنة، وأن كل التباين يعالج بالحوار الايجابي بما يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين ومواجهة العدو، وأن تناعم من قبل البعض مع العدو مجرد تمنيات ورغبات وأضغاث أحلام…!
ينهض مما تقدم، أن زيارة رعد إلى بعبدا واليرزة جاءت في التوقيت المناسب، وردت على كل المراهنين على التباين بين الحزب والرئاسة الأولى وقيادة الجيش، فأحبطت التحريض وشهوة فرض أمر واقع وتوريط الجيش وإعادة عقارب الساعة إلى ثمانينيات القرن الماضي، كما أن جوزاف عون يحرص على الاستقرار وصلة الوصل مع الحزب وضابط إيقاع في الداخل والخارج، وهذا ما ثبت بعد همروجة وطوشة الروشة…!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا هذه الزيارة المفاجئة من رئيس كتلة المقا.ومة لكل من عون وهيكل؟
٢- هل ستشهد زيارة إلى السراي الكبير من قبل الحاج أبو حسن والاجتماع مع الرئيس سلام قريباً؟
٣- هل باكورة هذه الزيارات هي تنفيذ لما ورد في خطاب الأمين العام لحز.ب الله بالتواصل مع الجميع؟
٤- هل تصمت الأفواه المأجورة بانتظار الحلول الكبرى؟