الرئيسيةخاص دايلي ليبانون

ترامب إلى فنزويلا دُر …!

بقلم - د. نزيه منصور

دأب الرئيس الاميركي ترامب  منذ عودته إلى البيت الأبيض التصريح عن طموحاته وأحلامه الدولية بالتهديد والوعيد بدءاً من كندا والمكسيك وغرينلاند والمريخ وضم وفرز الدول، والذي عجز عن تحقيق أي منها، وفجأة هرب نحو فنزويلا الغنية بالموارد الطبيعية وخاصة النفط والمعادن وأرسل سفنه الحربية وطائرات F-16، مما دفع بالرئيس الفنزويلي مادورو إلى استنفار قواته المسلحة…!
تتذرع واشنطن باتهام كاراكاس بتجارة وتهريب المخدرات وانتهاكها لحقوق الإنسان وتزوير الانتخابات، لكن جلّ ما في الأمر أن فنزويلا اختارت النظام الاشتراكي مع انتخاب الرئيس الراحل شافيز اليساري عام ١٩٩٩ الذي  أمم المصانع وعارض السياسة الأميركية وتوجه نحو الصين وروسيا الاتحادية وتعاطف مع الشعب الفلسطيني وبنى علاقات وطيدة مع إيران، مما أثار حفيظة الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات اقتصادية كان لها تداعيات من الفقر والهجرة وتدهور العملة الوطنية. مع وفاته عام ٢٠١٣، أعاد الشعب الفنزويلي انتخاب خليفة في التوجه السياسي والاقتصادي ذاته، وواجه حصاراً أميركياً، وضاعف في الأزمة وتم تنصيب خوان غوايدو بدعم أميركي حيث أضحت فنزويلا منقسمة بين ثلاث جبهات مؤيد للنظام ومعارض وحيادي محلياً واقليمياً ودولياً، وتحولت من بلد غني إلى بلد مصاب بالفقر والحصار والهجرة…!
ينهض مما تقدم، أن الرئيس الأميركي يحاول تحقيق إنجاز ما في القارة الأميركية بعد فشله في طروحاته الأولية، وإذ به يقفز باتجاه فنزويلا لعله في ذلك يحقق هدفاً على الساحة الدولية، لكن الشعب الفنزويلي هو صاحب القرار الأول والأخير، والقادر على الاختيار بين الرضوخ والاستسلام أو المواجهة وإفشال جشع ترامب، خاصة أنه قد مرّ ما يزيد على ربع قرن من الزمن ولديه العديد من الأصدقاء وأصحاب المصالح الذين عليهم دعم ومساعدة ومساندة الشعب الفنزويلي…!
وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:
١- لماذا تحمس ترامب وتوجه نحو فنزويلا وأهمل طموحاته الرئاسية؟
٢- هل يتنازل الشعب الفنزويلي عن سيادته واستقلاله ويرفع الرايات البيضاء؟
٣- هل تتضامن الدول  الصديقة والمتعاطفة مع فنزويلا ضد المشروع الترامبي؟
٤- هل تنتهي الأزمة بعدوان أميركي أم بموجب تسوية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى