عودة مرتقبة لباراك إلى بيروت… لبنان ينتظر الردّ “الإسرائيلي” على الورقة اللبنانية

انتهت زيارة المبعوث الأميركي توم بارّاك بمشاركة مورغان أورتاغوس بعد قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة، في مناخٍ إيجابي، وتوجّهت الأنظار إلى ما يمكن أن ينتزعه الوسيط الأميركي من تل أبيب تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار و”الورقة اللبنانية”، كما أسماها رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون.
إلى ذلك، يفصلنا أقل من أسبوعين على تقديم الجيش اللبناني الخطة الخاصة بحصر السلاح بيد الدولة الى مجلس الوزراء، في إشارةٍ إلى الأعباء الكثيرة الملقاة على عاتق الجيش والقوى الأمنية اللبنانية المختلفة، والتي تشمل حفظ الأمن على طول الحدود اللبنانية – السورية لمنع تسلّل أي إرهابيين، وفي محيط المخيمات الفلسطينية تمهيدًا لسحب السلاح منها، فضلًا عن الاستعداد لتنفيذ قرارات الحكومة اللبنانية في شأن حصرية السلاح ضمن مؤسسات الدولة، بما يشمل الأسلحة التي يملكها حزب الله، وتلبية التزامات لبنان في شأن التفاهمات الواردة في ورقة المبعوث الأميركي توم باراك.
وفي المعلومات أيضًا أن باراك عرض الورقة الأميركية على لبنان قبل تعديلها من دون أن يناقشها مع الجانب الإسرائيلي، لذلك كان يتحدّث عن عدم وجود ضمانات بتنفيذ إسرائيل المطلوب منها ضمن اتفاق وقف اطلاق النار.
لكنّه تعهد أمام الرؤساء الثلاثة في بيروت بالضغط على إسرائيل للقيام بخطواتٍ تلاقي خطوات لبنان.
ومن المرجّح أن يعود باراك وأورتاغوس إلى بيروت نهاية الشهر الحالي بالتزامن مع خطة الجيش اللبناني لنزع السلاح غير الشرعي برفقة 8 شخصيات أميركية، من مجلس الشيوخ.
على هذا الصعيد، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أنه من غير الممكن لحكومته التراجع عن مهلة تطبيق حصرية السلاح بيد القوى الشرعية في الدولة.
وأكد سلام في مقابلة على شاشة قناة “المملكة” الأردنية، أن “الحكومة لن تلغيَ القرار الذي اتخذ بضرورة حصرية السلاح بيد القوى الشرعية”.
وأوضح أن “موضوع حصرية السلاح ليس جديدًا ونحن نسميه سحب سلاح حزب الله لكنّه ينضوي تحت ما سمّي باتفاق الطائف 1989 القاضي ببسط سلطة الدولة اللبنانية”.
وكشف سلام أنه طلب من الملك عبد الله الثاني الاستمرار بدعم الجيش اللبناني لمواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها خاصة الوضع في الجنوب.
وفي خبرٍ لافتٍ، أعلن جهاز الأمن الداخلي السوري أمس، عن ضبط شاحنة محمّلة بصواريخ “غراد” في حمص، كانت متوجهة إلى لبنان، وصادر جميع الأسلحة التي كانت على متنها، والصواريخ عائدة لحزب الله”.
وأصدرت الداخلية السورية بيانًا قالت فيه إنه بعد ضبط سيارة محمّلة بصواريخ غراد كانت معدة للتهريب باتجاه الحدود اللبنانية. وبالمتابعة الدقيقة ورصد الكاميرات لتحديد خط سير السيارة ومصدرها، إضافةً إلى الاستعانة بمعلومات الأهالي وتمشيط المنطقة، تم العثور على كميات كبيرة من القذائف المدفعية والهاون وأنواع متعدّدة من الذخائر، مخبأةً في منطقة شرقي الفرقلس، وكانت معدّة للتهريب.
ويجري التحقيق لتحديد المسؤولين عن تخزين هذه الأسلحة والجهة التي كانت وراء محاولة تهريبها، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
على صعيد متصل، فكّك الجيش اللبناني مخزن أسلحة لـ “حزب الله” في إحدى بلدات قضاء صور وصادر محتوياته. وأفاد مصدر أمني بأن المخزن “ضُبِطَ بطريق الصدفة، خلال تعقّب أحد الأشخاص الذين شاركوا في الاعتداء على ضابطَيْن الأسبوع الماضي”.
وكشف المصدر لـ “هنا لبنان”، أنّه “خلال التحقيق في حادثة الاعتداء على ضابطَيْن في بلدة حوش بسما، تمّت مداهمة منزل أحد المشتبه بهم وهو “ح.ح” داخل منزله وتوقيفه، وتمّ العثور في أسفل المنزل على مستودع أسلحة يحوي رشاشات خفيفة ومتوسطة وقنابل وأعتدة عسكرية يستخدمها المقاتلون في المعارك”.
ووفق تأكيد المصدر الأمني، اعترف الموقوف بأنّه ينتمي إلى “حزب الله” وبأن مخزن الأسلحة تابع للحزب، وبأن قائده المباشر طلب منه تحويل الطابق السفلي من منزله إلى مستودع أسلحة، وبأنه أبقى هذه الأسلحة في بيته ولم يتلقّ أوامر بنقلها إلى مكان آخر”، مشيرًا إلى أنّه “جرت مُصادرة هذه الأسلحة لصالح الجيش بإشارة من القضاء العسكري الذي أعطى إشارةً بتوقيف الشخص المذكور”.