اخبار محليةالرئيسية

بَيانُ للْمَرْجَعِ الرُّوحِيِّ الشَّيْخ أَبُو يُوسُف أَمين الصَّايِغ تعليقًا على الأحداث الأليمة في السُّويداء

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾

في زمنٍ تاهت فيه البصائِر وفي الوقتِ الذي كُنَّا نَأمُلُ فيهِ تَكريسَ العدالةِ الانتقاليةِ في سوريا، وفتحِ الأشقّاءِ السوريينَ من كافّةِ المذاهبِ الفكريّةِ والسياسيّةِ والدينيّةِ والعرقيّةِ صفحةً جديدةً تُسطّرُها حروفُ العدلِ والمساواةِ والعيشِ الكريم، تُطِلُّ علينا الأخبارُ المُروِّعةُ عن اعتداءاتٍ تَطالُ أبناءَ جبلِ العرب، وتحديدًا مدينةَ السويداء، المدينةِ التي حملتْ لواءَ العروبةِ والتحريرِ من الاستعمار، بقيادةِ الزعيمِ العربيِّ والإسلاميِّ سلطان باشا الأطرش.

وإذ نُؤكِّدُ على ضرورةِ تحقيقِ العدالةِ الانتقاليةِ التي تَضمنُ الأمنَ والأمانَ لكافّةِ أبناءِ سوريا الواحدةِ المُوحَّدة، فإنّنا نستنكرُ بأشدِّ العباراتِ الاعتداءاتِ التي تستهدفُ أبناءَ جبلِ العرب. وعلى السلطةِ الجديدةِ في دمشقَ الانتباهُ إلى مخاطرِ الانزلاقِ نحوَ فتنةٍ طائفيةٍ قد تكونُ عواقبُها كارثيّةً على الجميع.

وتُناشِدُ الهيئةُ الروحيةُ العُليا لطائفةِ الموحِّدينَ الدروز المجتمعَ الدوليَّ، والأشقاءَ الخليجيينَ والعرب، وفي مقدّمتِهم المملكةُ العربيّةُ السعوديّة، التدخُّلَ الفوريَّ لدرءِ الفتنةِ ووقفِ الاعتداءاتِ التي تتمُّ – وللأسفِ الشديد – على مَرأى السلطةِ التي يُفترَضُ أن تكونَ أولى أولويّاتِها تأمينَ الأمنِ والأمانِ لأبنائِها.

إنّ أبناءَ طائفةِ الموحِّدينَ الدروز كانوا – وأينما وُجِدوا عبرَ التاريخ – مثالًا في الحفاظِ على وحدةِ أوطانِهم، وعلى تَمَسُّكِهم بعروبتِهم وعمقِهم الإسلاميّ، تمامًا كما كانوا فُرسانًا في الدفاعِ عن الأرضِ والعِرض.

وعلى السلطةِ في سوريا أن تعيَ أنّ أبناءَ بني معروف هم نَبضُ الوحدةِ السوريّة، ولواءُ الدفاعِ عن مُكتسباتِ التحرير، وأنّ ما يجري من اعتداءاتٍ تحت ستار “الخارجينَ عن القانون” يُصيبُ في العُمقِ الدولةَ الواحدةَ المُوحّدةَ التي تقعُ على عاتقِها مسؤوليّةُ توحيدِ كافّةِ أبنائِها تحت سقفِ المساواةِ والعدالةِ والأمان.

وإنّ الهيئةَ الروحيةَ العُليا في لبنان، إذ تُؤكِّدُ أنّ الطائفةَ المعروفيةَ جسدٌ واحدٌ في أوطانٍ مُتفرّقة، وأنّ تاريخَنا واحدٌ ومصيرَنا واحد، فإنّها تأمَلُ أن يسودَ صوتُ الحكمة، ويَبرُزَ دَورُ العقلاءِ، وهم كُثرٌ.

قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى