اخبار عربية ودوليةالرئيسية

البناء: نتنياهو يوقف الحرب بعد الفشل في تحقيق الأهداف نووياً وصاروخياً… والنظام باقٍ

مَن يحتاج الاتفاق أكثر ومَن يملك الأوراق بعد سقوط الحرب: إيران أم الغرب؟

 

بعيداً عن خطاب النصر والتباهي بالإنجازات الوهميّة لبنيامين نتنياهو، ونجاح دونالد ترامب بالانتقال سريعاً من صانع الحرب إلى صانع السلام، توقفت الحرب دون أن تحقق أهدافها، حيث تحتفظ إيران بأجهزة تخصيب اليورانيوم وكمية من اليورانيوم المخصب على نسبة مرتفعة، وآلاف العلماء النوويين، بينما سلاح الصواريخ الإيراني قدم أداء مبهراً فاق التوقعات لدى الأعداء والأصدقاء، وتسبّب بالذعر من المستقبل للمستوطنين، الذي سمعوا وزراء حكومة نتنياهو يبشرونهم بأن الحرب لم تنته، وفيما يعترف الغرب بأن ما خسرته إيران قابل للترميم، لا يبدو قرار الحرب قابل للترميم مرة ثانية، والأرجح أنها آخر محاولات إخضاع إيران بالقوة، بعدما انكشفت محدودية القوة الإسرائيلية على خوض الحرب دون مشاركة أميركية فعالة، وظهرت محدودية قدرة أميركا على خوض حرب كاملة، بينما الهدف الحقيقيّ للحرب المتمثل بفتح كوة في جدار التماسك الاجتماعيّ والسياسيّ الإيرانيّ أملاً بإسقاط النظام، سواء على الطريقة العراقيّة أو الطريقة السورية، ما جعل هذا الرهان نوعاً من الوهم الذي لم يعد يشكل جاذبية لاستقطاب أحد، وقد ظهرت الوطنيّة الإيرانية التي جمعت الموالين والمعارضين تحت سقف الدفاع عن الوطن.

السؤال المحوريّ الذي طرحته نهاية الحرب هو مَن يحتاج الآن للاتفاق أكثر إيران أم الغرب، حيث كان رفع العقوبات حافز إيران في السعي للاتفاق ومعه السعي لتفادي الحرب، وضمان سلامة كل المنشآت النووية، أما وقد وقعت الحرب وتضررت المنشآت النووية، بينما فقد الغرب ورقة القوة التفاوضيّة التي كان يمثلها التهديد بالحرب، وإلحاق الضرر بالمنشآت النووية الإيرانية، فيما صار التعامل مع النظام الإسلامي في إيران قدراً لا يمكن تفاديه مع سقوط أوهام إسقاط النظام، لكن هذا النظام بحوزته مخزون من اليورانيوم المخصب على نسبة عالية تثير القلق ومعه آلاف أجهزة التخصيب ولديه آلاف العلماء، ما يثير القلق من برنامج نوويّ سريّ ربما يذهب نحو المنحى العسكريّ في ضوء الطريقة التي جوبه بها برنامجه النووي السلمي سواء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أم من كل دول الغرب، وبعد احتراق ورقة الحرب واستنفاد ورقة العقوبات لم يتبق إلا الحوافز وسيلة لاستعادة إيران إلى التعاون النووي، والحوافز تبدأ من قبول الشروط التي كانت تفاوض إيران على أساسها قبل أن تغوي الحرب أصحابها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى