
على الرغم من الموقف «الحيادي» للحكومة السورية الجديدة من الحرب الدائرة بين إيران والعدو الإسرائيلي، إلا أن مصادر ميدانية أفادت «الأخبار» بأن القوات السورية المنتشرة على الحدود مع العراق عمدت إلى إطلاق النار في اتجاه نقاط لـ«الحشد الشعبي»، خلال ليل السبت – الأحد، بالتزامن مع تحليق مروحيات أميركية على طول الشريط الحدودي، وذلك بهدف إسقاط المُسيّرات الإيرانية.
وتشير مصادر من فصيل «أحرار الشرقية»، المنتشر في مدينتَي البوكمال والميادين في ريف دير الزور، إلى أن أوامر وُجهت من العاصمة إلى الوحدات العسكرية بـ«الاستنفار الكامل على امتداد الحدود السورية – العراقية»، مع تعليمات بالردّ على مصادر النيران إذا ما حاولت فصائل «الحشد الشعبي» إطلاق صواريخ في اتجاه نقاط أميركية في شرق الفرات، وتحديداً في حقلَي «العمر» و«كونيكو»، على الرغم من المزاعم الأميركية بإخلاء القاعدتين. كما تلفت مصادر محلية في دير الزور والحسكة إلى أن قواعد الاحتلال الأميركي في الشدادي في ريف الحسكة، والتنف في ريف حمص، شاركت في عملية التصدي للطيران الإيراني، من خلال إطلاق صواريخ مضادة للطيران.
تشهد سماء الجنوب، في درعا والسويداء والقنيطرة، نشاطاً إسرائيلياً مكثفاً
وتمتد هذه المؤشرات إلى الجنوب السوري؛ إذ تفيد مصادر عشائرية من محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، «الأخبار»، بأن سماء الجنوب تشهد نشاطاً إسرائيلياً مكثّفاً، في إطار التصدّي للهجمات الإيرانية. وأدّى اعتراض بعض هذه المُسيّرات إلى سقوطها في مناطق متفرقة، ما تسبب في وقوع إصابات مدنية. وفي مدينة الصنمين في ريف درعا، أُصيب أربعة أشخاص على الأقل، بعد سقوط بقايا صاروخ إيراني في قبو أحد المنازل، نتيجة اعتراضه من قبل الدفاعات الإسرائيلية. كما سقطت مُسيّرات في قرى حامر ونافعة في ريف درعا وعين الزبدة في ريف القنيطرة، حيث «عملت وحدات الأمن الداخلي التابعة لدمشق على نقل حطام المُسيّرات إلى العاصمة، من دون توضيح الأسباب»، وفقاً لمصادر ميدانية.
وفي السياق نفسه، أفادت وسائل الإعلام الحكومية والموالية للحكومة، بأن سيدة أُصيبت جراء سقوط طائرة مُسيّرة على منزل في قرية الطليعي في ريف طرطوس. وفيما وصفت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) الطائرة بـ«مجهولة الهوية»، قال «تلفزيون سوريا»، المملوك لمؤسسة «فضاءات» التي تتخذ من العاصمة القطرية مقراً لها، إنها إيرانية، من دون أي إشارة إلى سبب سقوط المُسيّرة التي تؤكد مصادر محلية أنها انفجرت في السماء بعد اعتراضها من قبل الطيران الإسرائيلي.
ووفق معلومات حصلت عليها «الأخبار» من مصادر في أكثر من محافظة، فإن عدد الإصابات الناتجة من عمليات اعتراض الطيران والصواريخ الإيرانية فوق الأراضي السورية، بلغ تسع إصابات، منها ثماني حالات في محافظة درعا، وواحدة في طرطوس، وُصفت جميعها بأنها غير خطرة.