الضاحية تحت النار بتواطؤ اميركي: نتانياهو يريد الحرب؟
ابراهيم ناصر الدين - الديار

في تصعيد عسكري خطير، وبتواطؤ اميركي فاضح اقرت به «اسرائيل»، شنت طائرات العدو غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت مستهدفة 8 مبان سكنية في حارة حريك وبرج البراجنة والحدث- الكفاءات، بزعم استهداف مصانع للمسيرات، وهي تبريرات كاذبة، وفق مصادر مطلعة، تحدثت عن حجج واهية لا صلة لها بالواقع لان ما تم استهدافه مناطق سكنية لا تحتوي على اي مستودعات او مواقع عسكرية، وكل الدول الضامنة والاجهزة الامنية اللبنانية تعرف ذلك، وقد فشلت الاتصالات العاجلة التي اجراها رئيس الجمهورية جوزاف عون بالدول المعنية في منع الاعتداءات غير المفهومة في توقيتها،علما ان مصادر عسكرية اكدت بان وحدات الجيش اللبناني كشفت على احد المباني ولم يجد فيه اي سلاح، وتم ابلاغ لجنة المراقبة عبر الالية المتبعة، لكن اسرائيل رفضت الالتزام بالامر واصرت على تنفيذ ضرباتها، ما اضطر وحدات الجيش الى الانسحاب من المواقع المستهدفة، ويبدو من ردود الفعل الاسرائيلية بان العدو يستدرج لبنان الى التصعيد، في ظل ازمة سياسية في كيان العدو تهدد بسقوط حكومة اليمين المتطرف، وقد يكون الاعتداء الاسرائيلي بمثابة خطوة من بنيامين نتانياهو «للهروب الى الامام» بافتعال حرب واسعة على الجبهة الشمالية، بعد الاقرار بان هذا الهجوم هو الاكبر، وقد يستتبعه رد من الاراضي اللبنانية . وفي هذا السياق، اكدت وسائل الاعلام الاسرائيلية اعلان الاستنفار في الجبهة الداخلية في مستوطنات الشمال، وطلب من المستوطنين انتظار تعليمات الجبهة الداخلية بعد تفعيل سلاح الدفاع الجوي ،خوفا من رد محتمل من لبنان على تلك الغارات التي اقر الاعلام الصهيوني انها الاكثر عنفا على العاصمة بيروت منذ وقف اطلاق النار، وقد اشارت القناة الرابعة عشرة الاسرائيلية الى ان هذه الموجة من الضربات تم تنسيقها مع الولايات المتحدة الاميركية.
هذا العدوان الجوي الخامس على الضاحية الجنوبية منذ وقف النار، سبقته نحو 9غارات تحذيرية حيث شهدت الضاحية حركة نزوح مؤقتة ليلا، فيما يسود الترقب بانتظار المواقف الاطراف المعنية بوقف النار الذي يتعرض لاكثر الاختبارات خطورة، ما يستدعي ردود فعل مختلفة هذه المرة من قبل الدولة اللبنانية المحرجة بعد اخفاق الدبلوماسية بردع اسرائيل، وبعدما اعلن وزير الحرب الصهيوني ان «اسرائيل» تواصل فرض قواعد الاشتباك على الجبهة الشمالية، ما يعني استمرار الاستباحة بوتيرة قد تكون تصاعدية.
جنوبا، استهدفت غارة اسرائيلية سيارة رابيد قرب المدرسة في بلدة قلاويه في بنت جبيل، لكن سائقها نجا وتعرض لإصابة طفيفة. الى ذلك، تجاوزت قوة مشاة اسرائيلية مؤلفة من عشرين جنديا بعد منتصف الليل، الخط الازرق شرق بلدة ميس الجبل في منطقة كروم المراح، ثم اتجهت الى منطقة كروم الشراقي برفقة جرافة، وعملت على استحداث خندق ورفع سواتر ترابية داخل الاراضي اللبنانية في منطقة كروم الشراقي في بلدة ميس الجبل. واستقدم الجيش اللبناني تعزيزات قبالة منطقة الاعتداء. وطال قصف مدفعي اطراف بلدة الوزاني الغربية.
قبل هذا العدوان كانت البلاد قد دخلت في مدار عطلة عيد الاضحى المبارك، حيث قدم رئيس الحكومة نواف سلام جردة حساب واقعية لاول مئة يوم لعمل حكومته، فيما تعود الحركة الى طبيعتها، مطلع الاسبوع المقبل حيث سيكون قانون الانتخابات في مقدمة الملفات الساخنة، على ان يبدأ الموفدون الاجانب بالوصول الى بيروت وأولهم جان ايف لودريان المبعوث الفرنسي، في اطلالة جديدة على الملف اللبناني، على ان يليه موفد اميركي لم تحدد هويته النهائية بعد.
رد عون وسلام على العدوان الإسرائيلي
في موقف رسمي هو الأشد لهجة منذ التصعيد الأخير، أدان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون العدوان الإسرائيلي الذي استهدف محيط العاصمة بيروت، واصفاً إيّاه بـ»الاستباحة السافرة لاتفاق دولي ولبديهيات القوانين الأممية والإنسانية»، معتبراً أن «هذا العمل الإجرامي عشية مناسبة دينية مقدسة هو رسالة دموية موجّهة إلى الولايات المتحدة الأميركية، عبر صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها».
وأكد عون أنّ «لبنان لن يرضخ لهذا المنطق ولن يساوم على سيادته واستقراره»، مشدداً على أن ما حصل «دليل دامغ على رفض العدو لكل مقومات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في المنطقة».
من جهته، وصف رئيس الحكومة نواف سلام الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت بأنها «استهداف ممنهج ومتعمد للبنان واستقراره»، داعياً المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته وردع إسرائيل وإلزامها بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة».
واعتبر سلام أن «هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية وللقرار الدولي 1701»، محمّلاً إسرائيل مسؤولية تداعيات التصعيد ونتائجه على الاستقرار الإقليمي.