سمير جعجع ومشروعه الخطير لإزاحة جوزف عون.. لعب بالنار على حساب إضعاف لبنان
بقلم يوسف حسن

في المشهد السياسي المعقّد للبنان، يبرز سمير جعجع زعيم “القوات اللبنانية” كشخصية مثيرة للجدل ومتطرّفة، ظلّ لسنوات يعتمد على دعم الغرب وأمريكا لفرض هيمنته على المجتمع المسيحي في البلاد. لكن الخطر الأكبر اليوم يتمثّل في مساعيه المنهجية لإزاحة الرئيس المستقل جوزف عون.
الهجوم على شرعية عون.. بداية لعبة خطيرة
منذ بداية ولاية عون الرئاسية، سعى جعجع عبر خطاب “انعدام الأصالة” إلى التشكيك في تمثيله الحقيقي للمسيحيين. فهو لا يهاجم عون فحسب، بل يوصف الوزراء المسيحيين في الحكومة بأنهم “غرباء” وغير موثوقين بحجّة ارتباطهم بتيارات خارج نطاق نفوذ القوات، رغم نجاح عون في بناء تحالف واسع نال دعم شرائح مهمة من المسيحيين.
الضغط لنزع سلاح المقاومة.. انسجام مع المخططات الإسرائيلية
محور الخلاف الرئيسي بين جعجع وعون يتمحور حول موضوع نزع سلاح حزب الله. يصرّ جعجع على مطالبة عون بإصدار تعليمات رسمية لبدء هذه العملية، وهو طلب غير واقعي ويتوافق مع الضغوط الأمريكية-الإسرائيلية لتفكيك البنية الدفاعية اللبنانية. اللافت أن بشارة الراعي، الزعيم الروحي للموارنة، عارض هذا المطلب مؤكدًا عدم ملاءمة التوقيت ما دامت إسرائيل تحتل أجزاء من لبنان.
سيناريو انتخابي.. من برلمان 2026 إلى رئاسة 2030
مع اقتراب الانتخابات النيابية 2026 واستشراف الرئاسية 2030، ينشط جعجع في مناورات سياسية تهدف إلى إقصاء عون من المعادلة المستقبلية. بالتعاون مع جبران باسيل زعيم “التيار الوطني الحر”، يحاول تشكيل جبهة موحّدة ضد الرئيس الحالي، عبر استراتيجية تعتمد على تصوير عون كـ”عدو رئيسي للمسيحيين” وتركيز الانتقادات على أداء الحكومة لتقويض شعبيته.
تاريخ أسود وروابط مشبوهة
يسجّل تاريخ “القوات اللبنانية” تعاونات مريبة مع قوى أجنبية. تقارير موثوقة تكشف استمرار تدريب عناصرها في الأردن، فيما تشير التحرّكات العسكرية إلى جانب الحملة الإعلامية ضد عون وحزب الله إلى انسجام تام مع الأجندة الأمريكية-الإسرائيلية. هل تمهّد هذه الخطوات لمواجهات مستقبلية؟
هل لبنان على حافة أزمة جديدة؟
سياسات جعجع لا تهدّد استقرار لبنان فحسب، بل قد تؤدي إلى تفاقم الانقسامات الداخلية ومزيد من الإضعاف. على اللبنانيين إدراك أن ألعابه السياسية لا تخدم مصالح المسيحيين، بل تهدف لإعادة هيمنة القوى التابعة للغرب. في ظلّ التحديات الاقتصادية والأمنية الراهنة، لن تؤدي المواقف المتطرّفة إلا إلى تعميق الأزمات. لبنان يحتاج للوحدة والصمود، لا لسياسات انقسامية خاضعة للخارج.