اخبار عربية ودوليةالرئيسية

مخاوف من إعلان رامي مخلوف.. مبرر لإرتكاب مجازر جديدة بالساحل؟

في منشور منسوب إلى رجل الأعمال السوري، رامي مخلوف، تمّ نشره على حساب ظهر عليه الرجل، أكثر من مرة، خلال السنوات الماضية، طالب مخلوف، وهو ابن خال الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بدعم «إقليم الساحل»، وأعلن عن تشكيل عسكري، قال إنه قام بإنشائه بالتعاون مع الضابط في الجيش السوري المنحل، سهيل الحسن المعروف باسم «النمر»، لحماية العلويين الذين تعرّضوا لمجازر عديدة على يد فصائل تابعة، أو مرتبطة بالإدارة السورية الجديدة.

ووسط تكهّنات حول المكان الذي يعيش فيه مخلوف الذي اختفى عن الأنظار، بعدما كان تحت الإقامة الجبرية في عهد الأسد وخرج من سوريا بالتزامن مع سقوط نظام الرئيس السابق، وقتل شقيقه إيهاب مخلوف أثناء محاولته الهرب إلى لبنان، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن شهودَ عيان رأوا مخلوف في موسكو، في وقت رجّحت فيه مصادر متقاطعة تحدّثت إلى «الأخبار» أنه يعيش حالياً في بيلاروسيا.

وفي منشوره الجديد، بدا لافتاً استعمال مخلوف صيغة ذات صبغة دينية، كان اتّبعها نفسها خلال السنوات الماضية. وقال إن «مشاهد مجزرة الساحل لم تفارقنا حتى يومنا هذا، وما زالت جثث شهداء المذبحة تتوافد على شواطئ البحار هنا وهناك، مشوّهةَ الوجه، مقطوعةَ الرأس.

الله يرحمكم جميعاً يا شهداءنا الأبرار، ويسكنكم فسيح جنانه، مطهّرين من رجس هذه الدنيا الدنية، ولعن الله أدوات هذه المجزرة المروّعة، التي والله، وقسماً بالله، والذي لا إله إلا هو، سيعاقبهم شر عقاب». وتابع: «لكل من ذبح بدم بارد وقتل واغتصب واعتدى على الأطفال والنساء والرجال، بمعجزة إلهية سيُقلَب عاليها سافلها، ويغيّر المشهد السوري والمنطقة بأكملها، وسيقهر الظالمين ويذلّهم ويسحقهم».

وبينما وصف مخلوف الرئيس السابق بأنه «أسد مزيّف»، قال: «لبّينا النداء أنا وأخي القائد النمر، وعملنا ليلاً ونهاراً لعدة أسابيع، فبقدرة الله، جمعنا صفوفنا، وهيّأنا نفوسنا، وأعدنا قوات النخبة من جديد إلى فعاليتها. فبفضل الله ورعايته، شكّلنا خمس عشرة فرقة، تعدادها قارب مئة وخمسين ألفاً من رجال النخبة (القوات الخاصة) إلى جانب قوة احتياطية مماثلة بهذا العدد، ولله الحمد.

وقد هيّأنا بعون الله لجاناً شعبية تصل إلى مليون شخص جاهزين لتلبية نداء الحق. فنحن شعب ظُلمنا في عهد النظام السابق، وذُبحنا في عهد النظام الجديد، فمن حقّنا الدفاع عن أنفسنا بوجه كل من يأتي لذبحنا».

وأضاف: «لا نريد الانتقام من أحد، ولا الاعتداء على أحد، ونريد أن نمحو مشاهد الماضي ونبدأ عهداً جديداً مبنياً على الأخوّة والمحبة والتسامح، ونبذ الخلافات وحل المشكلات».

وفي رسالة وجّهها إلى الحكومة السورية الجديدة، قال: «لم تقدروا على حمايتنا من الذبح والقتل والخطف والسبي الذي ما زال مستمراً حتى ساعاتنا هذه، فمجزرة حمص راح ضحيتها العشرات، خير شاهد على فقد الأمن والأمان. فدعونا نتعاون على حماية البلاد، ونحقّق فيها مصلحة العباد، ونوفر فيها الأمن والأمان، وخاصة في إقليم الساحل السوري، وإعادة تنشيطه اجتماعياً وتفعيله اقتصادياً بالتعاون في ما بيننا. وها أنا أمدّ يدي إليكم لنبدأ عهداً جديداً يكون فيه الخير للجميع، وعنوانه الأمن والأمان».

وأشار، في الوقت نفسه، إلى أنه رفض عروضاً لتسوية وضعه، مناشداً المجتمع الدولي، وعلى رأسه «أصدقاؤنا في دولة روسيا الاتحادية، أن تشمل إقليم الساحل السوري برعايتها على أن نسخّر كل إمكاناتنا الاقتصادية والعسكرية والشعبية ونضعها تحت إشرافهم في الوقت نفسه»، معلناً ولادة ما سمّاه «فتى الساحل».

وتأتي التصريحات الجديدة لمخلوف، الذي كان يُعتبر أكبر رجل أعمال سوري في عهد الأسد، وأحد أبرز الداعمين للنظام السابق (قام بتشكيل فصيل عسكري كبير عمل إلى جانب قوات الجيش السابق، إلى جانب إنشاء جمعية خيرية كانت تنشط في الساحل)، بعد يومين من اجتماع لمجلس الأمن، شهد توافقاً روسياً – أميركياً – صينياً على انتقاد الإدارة السورية الجديدة، في ظل استمرار الفلتان الأمني، وعمليات الخطف والقتل، مقابل حالة عجز، أو تجاهل، من قبل سلطات دمشق.

وكانت الأخيرة حاولت تبرير المجازر التي شهدها الساحل بأنها جاءت بعد «محاولة انقلابية»، و«إشعال فتنة»، قبل أن تعلن القضاء عليها، ويقوم الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بتشكيل لجنة تحقيق في هذه المجازر، ثم يمدّد عملها لثلاثة أشهر بعد انتهاء الشهر الذي كان من المُفترض أن تقدّم بعده تقريرها، علماً أن قسماً كبيراً من الأحداث تمّ توثيقها من قبل مرتكبيها، وتداول التسجيلات المتصلة بها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

وأثار إعلان مخلوف عن تشكيل مسلح جديد، ردود فعل متفاوتة في الشارع السوري، وسط مخاوف من استغلال الفصائل هذا الإعلان لارتكاب مجازر جديدة. واعتبر كثيرون أن هدف الرجل من خطوته تلك استثمار مجازر الساحل لاستعادة حضوره، وتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، وسط تشكيك في قدرته على جمع ذلك العدد من المقاتلين وتنظيمهم، واستهجان للكشف عن تنظيمه الجديد قبل أن يقوم بإثبات أي وجود فعلي على الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى