
كشفت ستة مصادر مطلعة لوكالة «رويترز» أنّ الولايات المتحدة تستعد لعرض حزمة من صفقات الأسلحة على السعودية تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار.
وأشارت المصادر إلى أنّ العرض من المقرر إعلانه خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة في أيار.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية للوكالة إنّ «علاقتنا الدفاعية مع المملكة العربية السعودية أقوى من أي وقت مضى في ظل قيادة الرئيس ترامب. يظل الحفاظ على تعاوننا الأمني عاملاً مهماً في هذه الشراكة، وسنواصل العمل مع السعودية لتلبية احتياجاتها الدفاعية».
وأفاد مصدران لـ«رويترز» بأنّ شركة «لوكهيد مارتن» قد تزود السعودية بمجموعة من أنظمة الأسلحة المتقدمة، منها طائرات النقل «سي-130». وقال مصدر آخر إنّ «لوكهيد» ستزود السعودية أيضاً بصواريخ وأجهزة رادار.
وذكر أربعة من المصادر أنّه من المتوقع أيضاً أن تلعب شركة «آر.تي.أكس»، المعروفة سابقاً باسم «رايثيون تكنولوجيز»، دوراً مهماً في الحزمة، التي ستشمل إمدادات من شركات دفاع أميركية رئيسية أخرى مثل «بوينغ» و«نورثروب غرومان» و«جنرال أتوميكس».
وقال متحدث باسم «لوكهيد مارتن» إنّ المبيعات العسكرية الخارجية هي معاملات بين الحكومات، «ويفضل أن تتولى الحكومة الأميركية التعامل مع أي استفسارات بشأن المبيعات للحكومات الأجنبية»، وفق «رويترز».
Exclusive: Trump poised to offer Saudi Arabia over $100 billion arms package, sources say https://t.co/ZPnz0Y7HwL https://t.co/ZPnz0Y7HwL
— Reuters (@Reuters) April 25, 2025
وأشار اثنان من المصادر للوكالة إلى أنّ «الكثير من هذه الصفقات قيد الإعداد منذ فترة»، وأوضحا أنّه «على سبيل المثال فإنّ المملكة طلبت معلومات عن طائرات جنرال أتوميكس المسيرة لأول مرة عام 2018».
ولفت أحد المصدرين إلى أنّه «على مدى 12 شهراً حتى الآن، كان هناك تركيز على صفقة بقيمة 20 مليار دولار لشراء طائرات جنرال أتوميكس المسيرة من طراز أم كيو-9 بي سي غارديان وطائرات أخرى».
وقال ثلاثة من المصادر إنّ «عدداً من المسؤولين التنفيذيين من شركات الدفاع يفكرون في السفر إلى المنطقة ضمن الوفد».
وأوضحت ثلاثة من المصادر أنّه من المتوقع مناقشة صفقة محتملة لشراء طائرات «أف-35» التي تنتجها «لوكهيد مارتن»، إذ أفادت تقارير بأنّ المملكة مهتمة بها منذ سنوات. لكن المصادر رأت أنّ فرص توقيع صفقة لطائرات من هذا النوع خلال الزيارة ليست كبيرة.
تأتي هذه الحزمة بعد أن فشلت إدارة الرئيس السابق جو بايدن في التوصل إلى اتفاق دفاعي مع الرياض، ضمن صفقة شاملة كانت تتضمن تصوراً لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
«من المتوقع مناقشة صفقة محتملة لشراء طائرات أف-35» (أ ف ب)
«من المتوقع مناقشة صفقة محتملة لشراء طائرات أف-35» (أ ف ب)
وكان مقترح بايدن يتضمن الحصول على أسلحة أميركية أكثر تطوراً مقابل وقف مشتريات الأسلحة الصينية وتقييد استثمارات بكين في البلاد.
وتزود الولايات المتحدة السعودية بالأسلحة منذ فترة طويلة. وفي عام 2017، اقترح ترامب مبيعات أسلحة للمملكة بقيمة تُقارب 110 مليارات دولار. وحتى عام 2018، تمّ البدء فقط في مبيعات بقيمة 14.5 مليار دولار، وبدأ الكونغرس في التشكيك بشأن الصفقات في ضوء مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وفي عام 2021 خلال رئاسة جو بايدن للولايات المتحدة تمّ فرض حظر على مبيعات الأسلحة الهجومية إلى السعودية على خلفية مقتل خاشقجي وللضغط على المملكة لإنهاء حربها في اليمن والتي تسببت في خسائر فادحة من المدنيين.
وبموجب القانون الأميركي، يتعيّن أن تخضع صفقات الأسلحة الدولية الكبرى للمراجعة من جانب أعضاء الكونغرس قبل إتمامها.
وبدأت إدارة بايدن بتخفيف موقفها تجاه السعودية عام 2022 بعد أن أثّر غزو روسيا لأوكرانيا على إمدادات النفط العالمية.
ورفعت الولايات المتحدة الحظر عن مبيعات الأسلحة الهجومية للسعودية عام 2024، حيث تعاونت واشنطن بصورة أوثق مع الرياض، في أعقاب العدوان على قطاع غزة لوضع خطة لمرحلة ما بعد الحرب في القطاع.