اخبار عربية ودوليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

أردوغان يلعب بالنار ….!

د. نزيه منصور - محام ونائب سابق

بدأ أردوغان حياته في الحقل العام في عام ١٩٩٤، حيث انتخب رئيساً لبلدية اسطنبول عاصمة السلطنة العثمانية التاريخية، والتي تعتبر من أهم المدن التركية لموقعها الجيوسياسي بين قارتي آسيا و أوروبا، وانتهت في عام ١٩٩٨. وفي سنة ٢٠٠١، أنشأ حزب العدالة والتنمية، وخاض الانتخابات النيابية وفاز في أربع استحقاقات متتالية شكّل بموجبها الحكومة حيث كان نظام الحكم برلمانياً، ولدى انتخابه رئيساً عمل على تعديل الدستور وأصبح نظاماً رئاسياً، واستمر في موقع الرئاسة الأولى حتى تاريخه وهي الولاية الأخيرة إذ لا يحق له إعادة الترشح، والتي تنتهي في عام ٢٠٢٨…!
لم يترك فرصة إلا واقتنصها في العالم بشكل عام والإقليم بشكل خاص، فساهم في الأزمات من الصومال وليبيا والسودان ومصر حتى كانت محطته الأوسط والأشمل في سوريا، حيث غزا الجيش التركي شمال سوريا وكانت له اليد الطولى في الأزمة السورية منذ بدئها وإسقاط طائرتين روسيتين أثناء وقوف روسيا الاتحادية إلى جانب الحكومة السورية آنذاك، وكادت تندلع الحرب بين موسكو وأنقرة. أضف إلى دعمه حكومة الرئيس المصري محمد مرسي وخلافه مع دولة الإمارات…!
تعرض أردوغان لانقلاب عسكري في ٢٠١٦، أدى إلى أزمة داخلية، واتهم الحزب المعارض واعتقل العديد من قيادته ومن العسكريين. وآخر مشهد وليس آخراً في تاريخه، حيث عمت المظاهرات في معظم المدن التركية وفي مقدمتها مدينة اسطنبول بسبب إقالة رئيس بلديتها المنافس الأول للرئيس أردوغان الذي انطلق من البلدية ذاتها…!
ينهض مما تقدم، أن اردوغان يحاول بشتى الطرق إحياء الحلم العثماني من خلال عودة السلطنة العثمانية إلى الساحة الدولية، واكتساب لقب السلطان بعد أن سئم من مصطلح رئيس بلدية ورئيس وزراء ورئيس الجمهورية وخشية فوز منافسه المخلوع من رئاسة البلدية وحزبه الذي يتقدم على الساحة التركية، وتراجع حزب العدالة والتنمية وتدهور الوضع الاقتصادي العام وتدني الليرة التركية، وتورطه في الأزمة السورية وتشعباتها واصطدامه مع الأميركي والصهيوني والكردي واختلاف المصالح والتوجهات مع الأنظمة العربية باستثناء قطر، كلها اصبحت تشكل حاجزاً في تحقيق طموحاته، لذا عاد إلى الداخل لعله يحقق إنجازاً على المعارضة، وإذ بالشارع التركي يشتعل في وجهه…!
وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:
١- هل تشكل إقالة رئيس بلدية اسطنبول بداية النهاية وينتهي حيث بدأ بالبلدية وانتهى فيها؟
٢- هل ما يحصل في الشارع التركي تحرك عفوي أم وراء الأكمة ما وراءها؟
٣- ما موقف واشنطن من التطورات الدراماتيكية على الساحة التركية؟
٤- هل تتوحد القوى المتضررة من القوميات والديانات والأقليات والأحزاب المعارضة في إنهاء حكم حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى