اخبار محليةالرئيسية

الجنوبيون لرئيس الحكومة: متى تحرّرون وتعيدون الإعمار؟

الاخبار

بين جولة رئيس الحكومة نواف سلام النهارية في الجنوب، وحديث رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى «الشرق الأوسط» مساء، ينتظر اللبنانيون نتائج «تحرك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسياً»، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، وتواصل الاعتداءات والخروقات في مناطق عدة.

والدولة – أي رئيس الجمهورية بوصفه حامي الدستور والمجلس النيابي بكونه مصدر السلطات والحكومة بوصفها السلطة التنفيذية – معنية بالإجابة على التساؤلات التي سمعها رئيس الحكومة من الجنوبيين مباشرة أمس حول ما سيقوم به لتحرير أراضيهم وإعادة إعمار بيوتهم التي دمّرها العدوان.

ففي الخطاب العام، يكثر كل المسؤولين من الحديث عن التزام لبنان بتطبيق الشق المتعلق به من القرار 1701، ويطالبون الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار بممارسة الضغط على العدو لتنفيذ الاتفاق. لكنّ كل هذا الكلام لا يبدو مقنعاً لأحد، في ظل إعلان العدو بأن احتلاله مستمر حتى إشعار آخر، بغطاء ومباركة من الجانب الأميركي نفسه الذي يعوّل عليه المسؤولون.

ولأن الأمر على هذا النحو من الوضوح، كانت التعليقات العفوية من المواطنين الذين أتيح لهم لقاء سلام في جولته الجنوبية، والذين ذكّروه بأن المقاومة هي الطرف الذي يستحق الشكر أولاً، وحمّلوا حكومته مسؤولية تحرير الأرض وإعادة الإعمار، سيما أن نمط التعامل مع إعادة الإعمار في المناطق الجنوبية لا يبشّر بالخير، خصوصاً أن الجانب الأميركي يربط الأمر بتنازلات وبضغوط سياسية – وليس «مطالبات» كما سمّاها رئيس الجمهورية – هي أكبر من أن يتحمّلها لبنان وقد تؤدي إلى تفجيره. وهذا ما يفترض أن سلام لمسه بنفسه أمس، من غضب من تحدّثوا إليه معبّرين عن عدم رضاهم عن الأداء الحكومي الذي لا يعيد أرضاً ولا ينهي احتلالاً، مؤكدين أن المقاومة وحدها من حرّرت وتحرّر الأرض.

رئيس الجمهورية: سنتابع تحرك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسياً

وجال سلام أمس على الجنوب لمعاينة آثار العدوان الإسرائيلي، وخلص بعد نهاره الطويل إلى «ضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها لأن أي تأخير في ذلك، يشكّل خرقاً للقرار 1701 وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية كما وافقت عليه الحكومة السابقة».

في المحطة الأولى للجولة في ثكنة الجيش اللبناني في صور، انتظره عدد من أهالي الضهيرة ويارين والبستان ومروحين، وعرضوا له معاناتهم من الاحتلال المتمادي لبلداتهم بعد 18 شباط، ومن توغّل جنود العدو فيها واستحداث سواتر ترابية لمنعهم من الوصول إلى الأحياء القريبة من الحدود، مطالبين بالإسراع في إعادة الإعمار، فتعهّد بأن «إعادة الإعمار على رأس أولويات الحكومة».

وبعد تفقّد ثكنة الجيش في مرجعيون، زار سلام مدينة الخيام، حيث انتظره أهالي الخيام والوزاني والجوار، وشكوا من اعتداءات مواقع الاحتلال المستحدثة. ولم يجب سلام لدى سؤال أحد أبناء الخيام له: «هل بالحوار نسترد تلة الحمامص المحتلة؟»، كما التزم الصمت لدى زيارته النبطية أمام ردّ فعل الأهالي على تغريدة صباحية له شكر فيها الجيش واليونيفل من دون الإشارة إلى المقاومة وأبناء الجنوب، وأمام أسئلتهم عن جدوى الدبلوماسية التي لم تحرر الجنوب سابقاً، وطالبوه بالإقرار بتضحيات المقاومة وفضلها في عودة الناس إلى أرضهم.

وفي تغريدة لاحقة، نشرها بعد زيارته، وجّه تحية إلى «الأبرياء الذين استشهدوا تاركين وراءهم أيتاماً وأرامل ومفجوعين»، مقراً بأن ما شاهده من دمار في البناء والأراضي يفوق ما قرأ وسمع عنه في التقارير والدراسات حول الأضرار. وعليه، وبعد ما لمسه سلام شخصياً، بات الأمر رهناً بما ستضعه الحكومة من أولويات أمامها، خصوصاً ملف إعادة الإعمار الذي لا يمكن للدولة التذرّع بانتظار المساعدات الخارجية، وتقع على عاتقها مسؤولية توفير هذا التمويل من الموجودات الحالية في خزائن الدولة ومصرف لبنان.

إلى ذلك، أكّد رئيس الجمهورية الالتزام «على كامل الأراضي اللبنانية بكل ما يقوله القرار 1701»، موضحاً أنّ «التجاوب كامل في الجنوب»، و«هناك تعاون من الجميع».

وعن الضغوط الأميركية، قال: «حتى الآن لم نرَ أي ضغط أساسي. كل المطلوب تطبيق القرار 1701 والإصلاحات. وهذه نراها مطالب وليست ضغوطاً». واعتبر أنه «لم يعد مسموحاً لغير الدولة القيام بواجبها الوطني في حماية الأرض والشعب. وليس مسموحاً لأحد آخر بلعب هذا الدور. عندما يصبح هناك اعتداء على الدولة اللبنانية، الدولة هي من يتخذ القرار، وترى كيف تجنّد عناصر القوة لصالح الدفاع عن البلد».

وأوضح أن مقاومة الاحتلال «مهمة الدولة أولاً، وإذا الدولة وجدت ضرورة للاستعانة بشعبها، فهي تتخذ القرار، وتحدد مقدار هذه الاستعانة في الاستراتيجية الدفاعية».

ورأى أن «مفهوم السيادة هو حصر قرارَي الحرب والسلم بيد الدولة واحتكار السلاح بيدها»، وأشار إلى أنّ «الثقة التي أعطتها كتلة الوفاء للمقاومة، ومواقف رئيسها الحاج محمد رعد وكلامه عن الانفتاح على الحوار ومسؤولية الدولة بالعمل الدبلوماسي، تطور إيجابي كبير يُبنى عليه». كما أثنى على خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «الذي أشار في محطات عدة في كلمته إلى الدولة»، وقال: «المقاومة هي أساس وخيارنا الإيماني والسياسي. وسنتابع تحرك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسياً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى