اخبار محليةالرئيسية

وزراء “الآي يو بي” والمشهد الانقلابي

مفيد سرحال - الافضل نيوز

كل المؤشرات تشي أن الخارج وبعض من في الداخل يندفع باتجاه تسييل مآلات الحرب اليهودية على لبنان في الحكم والحكومة اللبنانية استنادًا إلى قراءة تقديرية نظرية واهمة تضع المقاومة في خانة الهزيمة على قاعدة أن الفائض زال، والقوة اضمحلت جراء الضربات التي طالتها كجسم عسكري أمني زائد الأضرار الماحقة للبيئة الحاضنة بأرزاقها وممتلكاتها واقتصادها.

 

هذا التقدير المبالغ فيه يتغافل ويتعامل عن الركون إلى معادلة ثابتة في ألف باء الحروب، تقول بأن النزاعات ليست بأكلافها بل بحجم ما تحقق من أهدافها. ومما لا شك فيه أن الفاتورة باهظة، غير أن السقف الذي رسمه قادة الكيان العبري لم ترق إليه طاحونة الحرب. فلا المقاومة سُحقت ولا المستوطنون عادوا إلى مغتصبات الشمال ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن جدولة للخسائر المادية والمعنوية للكيان العبري وسقوط قادته أخلاقيًّا وقيميًّا في العالم تضاف إليه الهجرة النهائية المتناسلة خارج الكيان الكفيلة بتحديد أعطاب الكيان البنيوية في شتى القطاعات الحيوية.

 

هذا الخارج المتماهي مع مصلحة اليهود الحريص على أن تتوفر كل الظروف الضامنة لأمن الكيان وتفوقه، بما يحقق فرض شروطه في الترتيبات الأمنية المنتهكة بوقاحة على حافة الـ 1701، والمأمول بالغطرسة، أن تقود تلقائيًّا إلى ترتيبات سياسية مع لبنان يجري صياغتها بالتسويف في الانسحاب، والتمديد وتجديد التمديد، وهكذا دواليك في مماحكة فظة قاهرة متجبرة قابلها لبنان الرسمي بمقبولية باردة غير مفهومة ومستهجنة !.

والحال فإن بعض الداخل يستعرض عضلاته المنتفخة بالحقن الخارجية لاستكمال الانقلاب السياسي في الداخل من خلال الافتتان بالذات واستضعاف الثنائي الوطني وفرض شروط وابتكار مصطلحات، تارة تقضي بتقليص الوزراء الشيعة إلى ما دون الخمسة، وزراء درجت العادة تسميتهم من قبل الثنائي أمل_حزب الله، أو طورًا بابتكار آليات توزيرية، وفق ما بات معروفًا (أعطوني اسم طبيب خريج ال(AUB) لوزارة الصحة.

 

هذا التجرؤ على الثنائي إذا ما نجح في اختراق الأسماء الخمسة، فإنه وحسب مصادر سياسية مطلعة سيستكمل بالتعيينات وملء الشواغر لما ينوف عن 400 وظيفة من الفئات الأولى والثانية في الدولة بمعنى اجتثاث ممنهج وتدريجي من الإدارة اللبنانية بعد تقليص الحضور الوزاري… ويبدو أن الخطة مستمرة بوهج خارجي يرفض السير به فخامة الرئيس جوزيف عون وكذلك الرئيس المكلف.

 

السؤال الكبير المطروح اليوم: هل يدرك بعض من في الداخل من أهل الداخل، أن ممارسة الحقن والشحن والضغط على الثنائي وابتزازه تارة بورقة الإعمار، وطورًا بالعقوبات، بات أشبه بمن يحرك الرمح في الجرح؟ وماذا لو انفجر غضب جمهور الثنائي وارتد إلى الداخل؟. أسئلة مشروعة فشهادة ال “الآي يو بي” محترمة وتعزز الإدارة السمية بالكفاءة، غير أن الشهادة اللبنانية أيضاً محترمة، وتصنيف الشيعة وفق شهادتهم أي شيعة خريجي ال”AUB” وشيعة خريجي اللبنانية أو غيرها، لا تعدو كونها مناورات وتحايل ولعب مفضوح بأوراق تسويقية مفروضة، موحى بها من خارج حلف يمارس الوصاية منتهكًا كل أدبيات السيادة والقرار الحر… و في الحقيقة التي لا تقبل الجدل فإن الكسر والعزل والتهميش عواقبه وخيمة، ولبنان مر بتاريخه في مثل هذه التجربة على صهوة الدم والدموع واختبر الرضوخ للخارج بوجه مكونات الداخل استقواء واستكبارًا فكانت النتائج مأساوية مدمرة.

باختصار لبنان يحكم بالتفهم والتفاهم.. معادلة صاغها الرئيس الراحل صائب سلام والكل يرى في الرئيس المكلف نواف سلام ترجمانًا صادقًا للفعل الصائب، علَّنا كلبنانيين بكل أطيافنا نعبر المرحلة بسلام….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى