عودة حافلة بالأهداف والانتصارات في الدوري اللبناني
عادت بطولة لبنان لكرة القدم من حيث توقّفت، إذ بعدما غابت التعادلات عن الجولة الافتتاحية التي أقيمت قبل الحرب في أيلول الماضي، تكرّر المشهد في الجولة الثانية التي شهدت 6 انتصارات في 6 مباريات، ما وضع 5 فرق على المسافة نفسها بالنقاط الكاملة.
جولةٌ ثانية كشفت في بدايتها عن إمكانية دخول فرق جديدة إلى دائرة سداسية الأوائل، ولو أنه من المبكر الحديث عن الترتيب النهائي، لكنّ فريقاً على غرار الحكمة مثلاً ترك انطباعاً بأنه يمكنه تصعيب الأمور على أي فريق.
«الأخضر»، وبعد فوزه في الجولة الأولى على شباب الساحل بهدفين نظيفين، تمكّن من التغلّب على جاره البرج 3-1 على ملعب العهد، في مباراةٍ كشفت عن اسم هدّافٍ سنغالي كبيرٍ جديد في الدوري اللبناني هو باب ديينغ، الذي وقّع على أول «هاتريك» هذا الموسم مقابل هدفٍ وحيد سجّله حسن مهنا للخاسر.
ديينغ الذي تصدّر ترتيب الهدّافين برصيد 4 أهداف، قد يأخذ مكان مواطنه هدّاف الأنصار والدوري السابق الحاج مالك تال المنتقل إلى النهضة العُماني، في حال واصل النسج على المنوال عينه، كاشفاً عن مدى أهمية العنصر الأجنبي في صناعة الفارق، وهي المسألة التي افتقدها البرج الذي يغيب عنه الأجانب.
خاسرون بلا أجانب
الافتقاد للقادمين من الخارج، بدا جليّاً على فريق الراسينغ الذي صمد شوطاً واحداً أمام الأنصار رغم لعبه منذ الدقيقة 19 بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعه حسين صالح.
لكنّ الشوط الثاني كان كارثياً على الفريق الأبيض الذي خسر 0-3، بعدما أقحم المدرب يوسف الجوهري جناحه الفلسطيني محمد حبوس الذي أهدى حسن معتوق الهدف الأول، ومن ثم تسبّب بركلة جزاء نفّذها علي طنيش بنجاح، قبل أن يضيف الأخير واحدة أخرى، ليحرز فريقه انتصاره الثاني توالياً.
فعلاً، اللعب من دون أجانب أضرّ بالمفتقدين لهم إلى أبعد الحدود، والنجمة حامل اللقب كان أحدهم، إذ تلقّى خسارةً أولى أمام العهد 1-2، على ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية.
صنع العنصر الأجنبي الفارق عند فرقٍ عدة وغيابه أثّر سلباً في فرقٍ أخرى
العهد الذي خاض اللقاء بأجنبييْن اثنين هما المصري إبراهيم عيد والأنغولي ماريو مانويل أوليفيير «إيتو»، وجد التوازن معهما ومع وجوهٍ شابة وأخرى مخضرمة، فكان محمود زبيب وحسن فرحات وحسين عز الدين في قلب الانتصار الذي جاء بفضل هدفين في الشوط الأول للمهاجم محمد ناصر، وفي الثاني بعد تمريرة من الأخير إلى زميله زين فران الذي قام بمجهودٍ فردي رائع قبل أن يهزّ شباك النجمة الذي حمل هدفه توقيع البديل محمد صادق بكرة قوسية رائعة من خارج منطقة الجزاء أطلقها في الوقت المُحتسب بدلاً عن ضائع، مسجّلاً هدفه الثاني هذا الموسم.
«بروفة» رسمية مهمة
كما نجح الصفاء في تحقيق انتصاره الثاني بعدما قلب تأخره أمام الوافد الجديد الرياضي العباسية إلى فوز 2-1.
وتقدّم العباسية بهدف فضل عجمي، لكنّ الدولي علي قصاص عادل النتيجة للصفاء، قبل أن تطلّ البصمة الأجنبية مجدداً لتهدي «العميد» الفوز من خلال المهاجم الكاميروني جيروم إيتامي.
ورغم افتقاده للبرازيلي مارياس دوس سانتوس الذي قاده إلى فوزه الأول هذا الموسم، وجد التضامن صور ضالته مجدداً في لاعبيه الشبان، فكان المهاجم الواعد حسن بزي على الموعد بتسجيله ثنائية أهدى من خلالهما «سفير الجنوب» انتصاراً مهماً على شباب الساحل 2-0، على ملعب الإمام موسى الصدر.
هذا، وقد شهدت هذه الجولة انتصاراً تاريخياً لفريق تجمّع شباب بعلبك الذي حقّق أول فوز في تاريخه في دوري الأضواء الذي صعد إليه حديثاً، وكان على حساب الشباب الغازية 1-0، على ملعب أمين عبد النور في بحمدون، سجّله ياسر دمشق.
ورغم هذا المشهد الهجومي والتهديفي اللافت، تحتاج بعض الفرق إلى الوقت من أجل أن ترتقي إلى المستوى البدني المطلوب، ما يجعلها قادرة على مجاراة الفرق التي تمكّنت من الحفاظ على قسمٍ كبير من هيكليتها الأساسية أو تمكّنت من الحدّ من تأثيرات الحرب التي أصابت الجميع من دون استثناء، وهو ما أزعج كل المدربين الذين اضطروا إلى اللعب بتشكيلات منقوصة أو بإشراك لاعبين في غير مراكزهم، ما أفقد فرقهم التوازن الضروري.
إذاً كانت هذه الجولة بمثابة «بروفة» رسمية مهمة لكل فرق الدوري التي استطلعت نواقصها، وستدرس بالتأكيد أخطاءها قبل أن تطلّ الجولة الثالثة التي ستحمل مباريات مهمة كتلك التي ستجمع الصفاء مع شباب الساحل، والنجمة مع الحكمة.