رياضة

عودة موسم كروي ضبابي: فرصة لتقديم نجوم شباب للمنتخبات

عبد القادر سعد - الاخبار

حوالى 72 ساعة تفصلنا عن عودة الحياة إلى الدوري اللبناني لكرة القدم. ثلاثة أيام ويبدأ استكمال موسم 2024-2025 والذي انطلق في دوري الدرجتين الأولى والثانية بمرحلة واحدة فقط قبل اندلاع الحرب. الفارق الكبير بين الصورة مع انطلاق الدوري في منتصف أيلول 2024 وبينها في الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني 2025. فكيف ستكون صورة الموسم الاستثنائي الآتي بعد حرب مدمرة سيكون لها تأثيرٌ كبير على الصورة العامة

ثبّت الاتحاد اللبناني لكرة القدم جدول مباريات الأسبوع الثاني من الدوري اللبناني لكرة القدم والذي ستُقام مبارياته يومي السبت والأحد على خمسة ملاعب. الانطلاقة السبت بثلاث مباريات تجمع فريق تجمّع شباب بعلبك مع الشباب الغازية في بحمدون (14.15)، البرج والحكمة على ملعب العهد (14.15) والأنصار مع الراسينغ في جونية (16.00). وتقام الأحد باقي المباريات حيث يلعب عند الساعة 14.15 الصفاء مع الرياضي العباسية في العباسية، شباب الساحل مع التضامن صور على ملعب بلدة أنصار في الجنوب، ويختتم الأسبوع الثاني بلقاء العهد والنجمة على ملعب جونية عند الساعة 16.00.

تلك الفرق الـ 12 ستتنافس في الدوري بعناوين مختلفة. بعضها سيسعى للقب، والبعض الآخر للظهور بصورة جيدة ولعب دور الحصان الأسود أو «صانع» البطل أو الهابطين إلى الدرجة الثانية. وبعض آخر سيقاتل ليتفادى الهبوط.
لكن بعد توقف دام ما يقارب الأربعة أشهر وفي ظل أزمة اقتصادية خانقة، لعل السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هو كيف ستكون الصورة الفنية في الموسم الحالي؟
سؤال من الصعب تقديم إجابة مباشرة وواضحة عنه، لكن يمكن استشراف بعض ملامح هذه الإجابة.

معظم فرق الدوري خاضت مباريات ودية وبشكل تصاعدي منذ مطلع الشهر الماضي، انتهاءً بعطلة نهاية الأسبوع الأخيرة. بعيداً عن النتائح، كشفت المباريات عن تقارب في المستوى بين أقوى الفرق وأكثرها استعداداً وامتلاكاً للنجوم اللبنانيين وبين أقل الفرق استعداداً وإمكانيات. لكن المباريات الودية لم تكن في أي يوم من الأيام مؤشراً رئيسياً لواقع الفرق. هي لا تتعدى أن تكون وسيلة للمدربين للوقوف على نقاط الضعف والقوة في فرقهم من جهة، وضرورة للاعبين لرفع مستواهم تدريجياً. فالتمارين اليومية لا ترفع من مستوى اللاعب بقدر ما ترفعه عملية خوض المباريات. وهنا تتفوق المباريات الرسمية على المباريات الودية في دورها بالقيام بمهمة رفع المستوى الفني لدى اللاعبين، وبالتالي سيرتفع المستوى مباراة بعد أخرى بدءاً من يوم السبت.

من الممكن أن تبرز أسماء كانت تنتظر فرصة كمحمود زبيب وحسن فرحات وهادي جزيني وشادي الحاج وسعد الشويكي

وبالعودة إلى السؤال الرئيسي للموسم الجديد الذي يتمحور حول شكل هذا الموسم فنياً، وخصوصاً أن الاتحاد اللبناني لم يغيّر في نظام الدوري وأبقى على ما انطلق عليه دوري 2024-2025 وهو ينص على إقامة مرحلة منتظمة وثلاث سداسية، فقد يكون جزء من الإجابة كامناً في النقطة الأخيرة: المباريات.
يقول أحد الخبراء الفنيين في اللعبة والمتابع للفرق اللبنانية عن كثب بجميع فئاتها، لدى سؤال «الأخبار» له عن الموسم الجديد إن دوري 2024-2025 سينقسم إلى قسمين: المرحلة المنتظمة التي ستكون متوسطة المستوى وفرصة للفرق لاختبار مستواها، ومرحلة السداسيات التي تلي فترة الانتقالات الشتوية التي هي بين 1 آذار و1 نيسان 2025.
في المرحلة الثانية، ستقوم الفرق بتدعيم فرقها سواء على الصعيد الأجنبي أو اللبناني حيث يسمح النظام الفني بتغيير جميع الأجانب وبالتعاقد مع ثلاثة لاعبين لبنانيين، سواء شاركوا أو لم يشاركوا مع أندية أخرى في هذا الموسم.

لكن بالنسبة إلى الخبير الفني، فإن الأهم قد يكون من خلال الفرصة التي سيحصل عليها اللاعبون الشباب ولاعبو المنتخب الأولمبي للعب مع أنديتهم. فمعظم الفرق ونتيجة للوضع الاقتصادي الصعب إما خسرت بعض لاعبيها الأجانب أو غادرها عدد من اللبنانيين للاحتراف في الخارج. وعليه، فإن هذا سيفتح المجال أمام بعض اللاعبين للظهور وهو ما سيفيد المنتخب الأولمبي الذ بدأ تمارينه بقيادة المدير الفني جمال طه.

وحين تسأل الخبير الفني عن بعض الأسماء، يجيب «هناك حسن فرحات ومحمود زبيب في العهد، وخصوصاً الأخير الذي يعدّ موهبة كبيرة، لكن لم يكن قادراً على حجز مكان رئيسي له في التشكيلة العهداوية بسبب زحمة النجوم. وهناك أيضاً هادي جزيني في شباب الساحل، وشادي الحاج من الرياضي العباسية، وسعد الشويكي من فريق طرابلس وغيرهم وغيرهم. كلهم مواليد 2003-2004 ويتمتعون بمواهب كبيرة، لكن يحتاجون إلى الفرص».

إذاً، هي فرصة لتحويل النقمة إلى نعمة. إلى تحويل المشكلة الاقتصادية إلى فرصة لإبراز نجوم جدد وتقديمهم للمنتخبات الوطنية، سواء الشباب أو الأولمبي أو الأول. المهم أن يكون هناك قرار وشجاعة لدى الأندية إدارةً وأجهزة فنية. فالدوري في نهايته سيكون هناك بطل واحد وفريقان سيهبطان إلى الدرجة الثانية. وما غير ذلك قد يكون فرصة لبقية الفرق للبناء للمستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى