رياضة

عين لبنان على مجموعة مكتسبات في نهائي «كأس مرديكا»

شربل كريّم - الاخبار

يخوض منتخب لبنان لكرة القدم المباراة النهائية لكأس «مرديكا» لكرة القدم المقامة في كوالالمبور، وذلك غداً الأحد عند الساعة 16:00 بتوقيت بيروت، في مواجهة صاحب الضيافة منتخب ماليزيا الساعي إلى استعادة اللقب الذي أحرزه 12 مرّة آخرها عام 2013

حظي منتخب لبنان باهتمامٍ إعلامي أكثر من غيره منذ انطلاق كأس «مرديكا» في ماليزيا. هنا تسابق الإعلام للحضور إلى تمارين منتخبنا سعياً إلى الحديث مع المدرب ميودراغ رادولوفيتش، فهم يعرفونه جيّداً منذ أعوامٍ عدة، إذ واجههم مرتين في مدينة جوهور وفي بيروت وفاز بالمباراتين بالنتيجة نفسها (2 ـ 1)، ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا 2019.الصحافيون استذكروا مع «رادو» المواجهتين في المؤتمر الصحافي الذي غصّت قاعته عشية اللقاء الذي فاز فيه منتخب لبنان على طاجيكستان حاملة اللقب (1 ـ 0) ليعبر إلى المباراة النهائية لمواجهة ماليزيا الفائزة بدورها على الفيليبين (2 ـ 1).
هم يهتمون بكل تفصيل. يريدون مقابلة ربيع عطايا الذي دكّ مرماهم بالهدفين في جوهور (13 حزيران 2017)، والذي تعرفوا إليه من كثب عندما لعب في الدوري الماليزي بين عامي 2020 و2021 مع فريقَي «UiTM» و«Kedah». كما يسألون عن الدولي السابق محمد غدار الذي لمع نجمه هنا ولعب لفريقين معروفين هما كيلانتان وجوهور من أصل ثلاثة فرق ارتدى ألوانها في ماليزيا.

منتخب ماليزي مختلف
بالفعل تبدو البلاد وكأنها تعيش حالة خوض منتخبها نهائي النسخة الـ43 لهذه الدورة، وذلك في موازاة طغيان الحديث عن كرة القدم عبر شاشات التلفزة، ومناقشة مقاطعة مجموعة «الألتراس» لمباريات المنتخب لعدم رضاها عن إدارته وإدارة الاتحاد المحلي.
لكن هذا لن يمنع بحسب المعطيات من أن يحتشد جمهور كبير لمؤازرة المنتخب الأصفر الذي يبدو مختلفاً تماماً بالشكل والأسلوب عن ذاك الذي واجهه لبنان وفاز عليه سابقاً.
هي مسألة لفتت المدرب رادولوفيتش وجهازه الفني بعدما تابعوا اللقاء ضد الفيليبين في ملعب «بوكيت جليل الوطني» الذي سيحتضن المباراة النهائية، وهو يقول بهذا الشأن في حديثه إلى «الأخبار»: «لقد قمنا بتحليل أداء المنتخب الماليزي الذي يتمتع بالنوعية بوجود 6 لاعبين مجنّسين في صفوفه الذين أضافوا إليه الكثير. هذا هو الفارق بين هذا المنتخب ونسخاته السابقة». وأضاف: «الواضح أنهم جاهزون بدنياً ويتمتعون بقوةٍ أكبر على هذا الصعيد، إضافةً إلى انضباطٍ تكتيكي وتنظيم جيّد، لذا إن جهوزيتهم كبيرة».
يلعب لبنان أمام منتخبٍ ماليزي جدّد نفسه وجنّس عدداً كبيراً من اللاعبين

بالفعل «النمور» باتوا خطرين على أي خصم مع «الإضافة الأجنبية» التي أوجدوها بمنحهم الجنسية إلى حوالى عشرة لاعبين في وقتٍ سابق، يشارك عددٌ منهم حالياً مع المنتخب، وأبرزهم الأسترالي المولد القائد ماتيو ديفيس، ديون كولز صاحب الأصول البلجيكية، البرازيليان إندريك وباولو جوزويه، إضافةً إلى الكولومبي روميل موراليس، الإنكليزي دارين لوك، والفنلندي نوا لاين.
كل هؤلاء يعتمد عليهم المدرب الإسباني باو مارتي فيسنتي لتحقيق ما يصبو إليه الماليزيون منذ زمن، إذ إن هذه البطولة تعني لهم كونها حدثاً تقليدياً يحرصون على تنظيمه بمعايير قارية، ويستقطب اهتماماً كبيراً، وهو ما يبدو جليّاً عبر العدد الكبير للرعاة.

العين على التصنيف
في المقابل، لا يخفى بأن هذه المباراة النهائية تعدّ مهمة بالنسبة إلى لبنان أيضاً، إذ إن فوزاً آخر سيرفع أكثر من منسوب المعنويات، ويبني على الأداء الجيّد الذي قدّمه منتخبنا أمام طاجيكستان في المواجهة الأولى حيث استحق الفوز في بداية مرحلةٍ تشهد تغييرات تدريجية من أجل الوصول إلى تشكيلةٍ مثالية قبل خوض بقية مشوار التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2027 في السعودية.
ويشدّد رادولوفيتش على مسألتين، الأولى هي رضاه عمّا قدّمه لاعبوه من انضباطٍ تكتيكي ومجهود على أرض الملعب خصوصاً في مدةٍ سبقها ركود كروي بفعل عدم بداية الموسم المحلي. أما المسألة الثانية، فهي مواصلة منح الدقائق للاعبين لم يشاركوا كثيراً سابقاً بغية إدخالهم أكثر في أجواء متطلبات المباريات الدولية، وهو قال: «الهدف الرئيسي من هذه المباريات وتلك المقبلة هي تجربة لاعبين جدد وتحديد شكل خطوط الفريق. وصلنا إلى النهائي وهي نتيجة ممتازة لأن منتخب طاجيكستان وصل حاضراً لكون لاعبيه يخوضون النصف الثاني من الدوري هناك. سنسعى إلى لعب مباراة جيّدة أخرى ومحاولة الفوز باللقب».
بكل تأكيد الفوز هو مطلب لأكثر من اعتبار، وأهمها مواصلة حصد النقاط لتحسين مركز لبنان في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وهي مسألة ستؤخذ في الحسبان عند تحديد المستويات قبل سحب الاتحاد الآسيوي للعبة لقرعة التصفيات التكميلية التي ستنطلق في شهر آذار 2025.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى