السفير غملوش: تمسك الرئيس المكلف بالدستور رسالة للقوى السياسية بأن عمله سيكون مستندا الى الاطر القانونية والدستورية
رأى السفير العالمي للسلام رئيس جمعية “تنمية السلام العالمي” حسين غملوش، أن “مشهدية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام متأبطا الدستور اثناء دخوله القصر الجمهوري تحمل دلالات وابعادا عدة أراد من خلالها القاضي الدولي أن يطمئن القوى السياسية والمجتمع الدولي واللبنانيين على حد سواء، بأن عمله سيكون مستندا الى الاطر القانونية والدستورية، وأن نيته العمل بجدية من اجل تنفيذ الاصلاحات المطلوبة وفقا للدستور، وهو في الوقت نفسه أراد ان يوجه رسالة الى الطبقة السياسية الحاكمة مفادها انه لن يرضخ للضغوط السياسية، وهو بذلك يعلن تمسكه بمبدأ سيادة القانون”.
واكد غملوش في بيان، ان “التمسك بالميثاقية، هو السبيل لخلاص البلد من التشرذم الذي يعيش فيه”، وقال: “غياب اي مكون عن الحكومة يفهم كاقصاء لطائفة باكملها عن الحكم، ونحن متأكدون بان رئيس الحكومة المكلف ليس بوارد الدخول في هذا النفق وهو يعمل جاهدا لايجاد قواسم مشتركة للاتفاق عليها. فلبنان بلد قائم على الشراكة الوطنية واي حكومة تستثني فريقا كبيرا سيؤدي ذلك الى أزمات سياسية وربما فقدان الشرعية ما قد يعوق قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات فعالة”.
واضاف: “يعول اللبنانيون كثيرا على خبرة رئيس الحكومة وكفايته لاحداث تغييرات ايجابية على كل المستويات، وأبرزها، الى الوضع الاقتصادي المنهار ومحاربة الفساد، المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله، فكل دولة تحاول أن “تنتش” من خيراته وارضه وبحره حصة وكأنه بلد مستباح للقاصي والداني اولا عند ترسيم الحدود البحرية حيث قيل ان لبنان كان بامكانه التفاوض على خط أبعد بكثير من الخط 23 وهو الخط 29 الذي يمنحه نظريا نحو 1430 كيلومترا مربعا اضافيا، ثانيا عند ترسيم الخط الازرق حيث خسر لبنان 485 الف متر مربع من مساحته لصالح اسرائيل، اما اليوم فهو يواجه خطرا كبيرا يتمثل بخسارة 25 كيلومترا مربعا من ارضه في ظل توجه سوريا الى التمسك بأحقيتها في مزارع شبعا”.
وبالنسبة الى السياسة الخارجية، دعا غملوش الرئيس المكلف الى اعادة العلاقات الخارجية للبنان بما يضمن استقلالية قراره الوطني والحفاظ على الحياد الايجابي والابتعاد عن التدخل في الصراعات الاقليمية واخيرا اعداد لانتخابات نيابية نزيهة وشاملة وتحديث قانون الانتخابات ليعكس الارادة الشعبية بشكل افضل “.
وتابع: “يقول الرئيس الاميركي دونالد ترامب انه سيعمل على تحويل منطقة الشرق الاوسط الى منطقة اتصالات ومواصلات، وان عهد الحروب والصراعات ولى الى غير رجعة، فهل سيستطيع لبنان مواكبة هذا التطور والدخول الى عصر التطور والحداثة من بابه العريض، فتبنى المدن الذكية وتعزز الخدمات ويتم التقليل من التأثير البيئي وتعطى الاولوية لتحسين شبكات النقل وتوقيع اتفاقية السوق العربية المشتركة للكهرباء وصولا الى الربط الكهربائي العربي وغيرها من المشاريع او نبقى مقيدين بالمحاصصة والمناكفات والكيدية”.
وختم غملوش: “ان رئيس الحكومة المكلف يتمتع بفرصة كبيرة لقيادة لبنان نحو الاصلاح بسبب سجله المهني وادائه الدبلوماسي، لكن نجاحه سيعتمد بشكل كبير على الدعم الذي ستقدمه القوى السياسية، لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية”.