اخبار محليةالرئيسية

“الوفاق الوطني” يتوج العماد جوزيف عون رئيسأ للجمهورية

يوسف الصايغ - مدير تحرير موقع دايلي ليبانون

إنطلاقاً من خطابه الوطني الجامع وبعد مسيرته الزاخرة على رأس المؤسسة العسكرية دشن الرئيس العماد جوزيف عون بعد إنتخابه بأكثرية 99 صوتاً مرحلة جديدة في تاريخ لبنان المعاصر، ووصوله الى كرسي بعبدا بموجب توافق دولي واسع وتفاهم وطني داخلي تم تثبيته في اللقاء الذي جمع الرئيس عون مع ممثلي ثنائي حزب الله وحركة أمل ممثلا بالنائبين محمد رعد وعلي حسن خليل، والذي ترجمت أولى نتائجه الايجابيه في صندوق الإقتراع في دورة الإنتخاب الثانية بتحويل أوراق الثنائي البيضاء الى أصوات تصب في مصلحة “القائد”، وتنتقل به من اليرزة الى بعبدا ليستهل مشواراً سياسياً سيكون حافلاً منذ اليوم الأول لتسلمه زمام رئاسة الجمهورية، وهذا ما عبّر عنه الرئيس العتيد في خطابه الأول من مجلس النواب بعد آدائه اليمين الدستورية رئيساً للجمهورية اللبنانية، وهي أحوج ما تكون الى ورشة إعمار وإصلاح وإعادة هيكلة لمؤسساتها وإداراتها على كافة المستويات، وصولا الى التحديات الأمنية جنوبا وشرقا وشمالا بعد سلسلة التطورات السياسية التي شهدها لبنان والمنطقة في الأشهر والأسابيع الأخيرة.
ما سبق ذكره يُلقي على عاتق رئيس جمهورية لبنان العماد جوزيف عون جملة من التحديات التي يبدو أنه إستعرضها مطولاً قبل تسلمه دفة رئاسة الجمهورية، فجاء خطابه الأول بحجم الآمال التي كانت معلقة على شخص الرئيس المقبل وبرنامج عمله بكافة تفاصيله وحيثياته، لا سيما على المستوى الأمني في ظل المخاطر المحدقة بلبنان من أكثر من جهة، وعليه يمكن القول أن خطاب الرئيس جوزيف عن الأول شكل بوصلة المرحلة المقبلة التي ستكون حافلة بالإستحقاقات والتحديات، وهذا ما يستدعي العمل على تسريع تشكيل حكومة العهد الأولى، من أجل إستكمال المشهد على المستوى السياسي بتأليف حكومة جامعة، بعد ان تم إنتخاب رئيس للجمهورية بأكثرية 99 صوتاً أكسبته زخماً للإنطلاق في مسيرته الرئاسية.
ولكن ما يجب التوقف عنده والتأكيد عليه أن جلسة الإنتخاب التي أراد البعض تصويرها وكأنها إنتصار لفريق سياسي في الداخل على حساب أفرقاء آخرين سرعان ما تبين عدم صحتها، فبعد أيام على كلام رئيس لجنة الإرتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا حيث أكد أن “لا فيتو على إسم قائد الجيش” والتي شكلت أولى الإشارات الإيجابية من قبل الثنائي بإتجاه جلسة التاسع من كانون الثاني، كان المشهد واضحاً في جلستي الإنتخاب بالأمس، لا سيما بعد اللقاء الذي جمع الرئيس جوزيف عون بثنائي “أمل” و”حزب الله” والذي كان بمثابة اطلاق صفارة إتمام الإستحقاق الرئاسي وتتويج العماد جوزيف عون رئيساً بموجب توافق وطني واضح وصريح، وهذا ما عبّر عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي أعلن بعد جلسة الانتخاب أن الهدف من تأخير تصويتهم (ثنائي أمل وحزب الله) لفخامة الرئيس كان من أجل إيصال رسالة مفادها أنه كما كنا حماة للسيادة الوطنية فإننا حماة الوفاق الوطني في البلد، فجاءت عبارة النائب رعد لتختصر المشهد بشكل عام، ومفادها بأن التوافق والوفاق الوطني هو المدخل لإنجازالإستحقاقات الوطنية، من منطلق الشراكة الحقيقية بعيدا عن لغة الإقصاء والعزل والكيديات السياسية التي لا تبني وطناً يشكل حاجة لجميع اللبنانيين دون إستثناء على إمتداد مساحة الوطن، ولعل هذا ما يحفظ بعضاً من سيادة وطنية ضحى البعض بها “نواب الأمة” كرمى لسفير من هنا وإكراماً لسفارة من هناك، لكن السيادة الحقيقية وعنوانها “الوفاق الوطني” هي التي توّجت العماد جوزيف عون رئيسأ للجمهورية، ومن منطلق الشراكة وحفظ السيادة الوطنية سياسياً بإنتخاب رئيس الجمهورية بعد ان تم حفظ سيادة لبنان بالدم على أرض الجنوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى