مشوار ديشان مع منتخب “الديوك” ينتهي في عام 2026
أكّد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة تي أف 1، مشيراً إلى أنه قضى وقته مع “الزرق” الذين قادهم إلى لقب مونديال 2018 في روسيا، فيما يُعد الأسطورة زين الدين زيدان أبرز المرشحين لخلافته.
وقال المدرب البالغ 56 عاماً الذي ينتهي عقده بعد مونديال 2026 الصيف المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك: “سيكون عام 2026. أنا هنا منذ عام 2012، ومن المقرر أن استمر حتى عام 2026… كأس العالم المقبلة. سينتهي الأمر هناك، لأنه يجب أن ينتهي في لحظة ما. الأمور صافية في ذهني”.
تابع لاعب الوسط السابق الذي أحرز لقب كأس العالم عام 1998 على أرضه: “لقد قضيت وقتي، بالرغبة عينها، الشغف عينه لإبقاء منتخب فرنسا على أعلى مستوى، لكن عام 2026 هو الوقت المثالي”.
وسيغلق رحيل ديشان فصلاً رائعاً في كتاب تاريخ المنتخب الفرنسي، بعدما حقّق لقب كأس العالم عام 2018، ودوري الأمم في عام 2021، وحلّ وصيفاً في كأس أوروبا 2016 وكأس العالم 2022.
ومُدّد عقد المدرب لأربع سنوات بعد التأهل إلى نهائي مونديال قطر الأخير والخسارة أمام الأرجنتين بركلات الترجيح، وهي مدة أثارت الكثير من الانتقادات في ذلك الوقت.
وزادت النقاشات حول مستقبل ديشان في إدارة المنتخب، بسبب أسلوب اللعب الباهت في كأس أوروبا 2024، على الرغم من الوصول إلى نصف النهائي.
كما كانت نهاية عام 2024 صعبة بالنسبة إليه، في ظل الجدل حول استبعاد قائد المنتخب كيليان مبابي الذي عرف بداية متقلبة مع ناديه الجديد ريال مدريد الإسباني، وكان في قلب مزاعم قضية اغتصاب في السويد قبل إغلاق التحقيق بسبب نقص الأدلة.
ولا تزال الأهداف كثيرة بالنسبة إلى ديشان حتى موعد انتهاء عقده، إذ سيخوض مع المنتخب ربع نهائي دوري الأمم أمام كرواتيا في آذار/مارس.
وفي حال الفوز، ستلعب فرنسا مع أوكرانيا، إيسلندا وأذربيجان في المجموعة الرابعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى المونديال، أما في حال الخسارة، فستنتقل إلى المجموعة الثانية عشرة في التصفيات، مع جمهورية تشيكيا، مونتينيغرو، جزر فارو وجبل طارق.
وبعد إعلان ديشان موعد رحيله، يبقى السؤال حول هوية المدرب المقبل بعد 18 شهراً.
لطالما اعتُبر زين الدين زيدان الذي أحرز لقب بطولة العالم إلى جانب ديشان في عام 1998 على حساب البرازيل بثلاثية نظيفة، المرشح الأكثر ملاءمة لخلافته.
بعد انتهاء فترته الثانية مع ريال مدريد، لا يزال ابن الثانية والخمسين في قاعة الانتظار.
يُعد “زيزو” من أروع اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة الفرنسية إلى جانب ميشال بلاتيني. على الصعيد التدريبي، قاد ريال، فريقه السابق، إلى إحراز لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، لكنه لم يدرّب غير “الفريق الملكي”.
سيخيّم شبح زيدان فوق المنتخب الفرنسي في الأشهر المقبلة، مع استعداده للمباريات المقبلة.
قال زيدان لصحيفة ليكيب عام 2022 : “مع الزرق، لم ينته الأمر. لدي رغبة، بالطبع. آمل، في يوم من الأيام. لدي رغبة بإنهاء المسار مع منتخب فرنسا”.
ومن الأسماء المرشحة أيضاً لخلافة ديشان، نجم الهجوم السابق تييري هنري، بطل العالم 1998 وأوروبا 2000.
أقرّ ديشان بـأن “لا أحد غير قابل للاستبدال. حاولت أن أكون عنصراً ضرورياً قدر الإمكان مع النتائج التي تعلمونها، لكن هذا الأمر أصبح وراءنا”.
وفي حال تأهل فرنسا إلى نهائيات المونديال، ستكون بطولتها الكبرى السابعة تحت إشراف ديشان الذي تسلم فريقاً عادياً عام 2012 إثر رحيل لوران بلان.
قاده إلى ربع نهائي مونديال 2014 في أول بطولة له، ثم بلغ نهائي كأس أوروبا 2016 على أرضه، قبل أدائه المميز في النسختين الأخيرتين من كأس العالم.
كما أحرز المنتخب الفرنسي لقب دوري الأمم الأوروبية 2021، وإخفاقه الوحيد في بطولة كبرى حدث في كأس أوروبا صيف 2021 عندما ودّع من الدور الـ16 أمام سويسرا بركلات الترجيح.
وديشان هو أحد ثلاثة متوّجين بكأس العالم كلاعب ومدرب بعد البرازيلي ماريو زاغالو والألماني فرانتس بكنباور. لعب مع يوفنتوس ودرّبه وقاد موناكو إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2004.