معرض خان الحرير التخصُّصي موضع اهتمام الحكومة السورية
رئيس الوزراء: لتنسيق كامل بين اتحاد المصدّرين واتحادات غرف التجارة والصناعة
دمشق ـ إنعام خرّوبي
زار رئيس مجلس الوزراء السوري المهندس عماد خميس معرض خان الحرير التخصّصي الرابع في عالم الأزياء والأقمشة الذي تنظمه غرفة صناعة حلب بالتعاون مع وزارتي الصناعة والاقتصاد والتجارة الخارجية وهيئة تنمية الإنتاج المحلي ودعم الصادرات على أرض مدينة المعارض في دمشق.
وخلال جولة في أقسام المعرض، أكد خميس ضرورة التنسيق الكامل بين اتحاد المصدّرين واتحادات غرف التجارة والصناعة والعمل كفريق متكامل لوضع رؤية مشتركة للارتقاء بالصناعة المحلية وتأمين كلّ متطلباتها وتنظيم المعارض المشتركة في مختلف المحافظات السورية وتقديم المنتج الوطني الجيد.
ودعا خميس الصناعيين ورجال الأعمال إلى تقديم بيانات توصف واقع صناعتهم بشكل دقيق لتكوين قاعدة بيانات صحيحة تمكّن الحكومة من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجاوز الصعوبات التي تعاني منها الصناعة الوطنية.
وشهد المعرض المتخصِّص بالأقمشة والمفروشات والنسيج والألبسة والأحذية بحسب المنظمين إقبالاً كبيراً حيث تضاعف عدد زواره 5 مرات قياساً بالدورات السابقة بسبب وفرة الإنتاج الصناعي وتنوّعه الذي جاء نتيجة لتوجّهات الحكومة بتذليل الصعوبات التي تعترض الصناعيين من خلال تأمين المواد الأولية ودعم مدخلات الإنتاج والسماح للصناعيين باستيراد الآلات المستعملة والذي ساهم بشكل كبير في إعادة إقلاع المنشآت الإنتاجية.
وأوضح الصناعيون أنّ القسم الأكبر من المنتجات المعروضة صناعة وطنية بامتياز وهو ما يعطي دليلاً قوياً على استعادة الصناعة المحلية ألقها الذي لطالما تميّزت به مطالبين باستمرار الدعم الحكومي اللازم لإعادة إقلاع المعامل المتوقفة والتي كانت تشكل رافداً للسوق المحلية بالمنتجات ذات الجودة العالية ودعم المعارض الداخلية والخارجية واستقطاب رجال الأعمال الوطنيين المغتربين من أجل العودة للبلاد وتقديم التسهيلات اللازمة لجذبهم.
واستمع خميس إلى زوّار المعرض الذين عبّروا عن انطباعاتهم الجيدة عن المعرض والمنتجات التي يوفرها وخصوصاً الصناعة الحلبية المعروفة والتي تشكل الرافد الأساس للسوق المحلية والخارجية بالسلع والمنتجات ذات الجودة العالية وما تحمله هذه الفعالية من رسالة واضحة بعودة حلب الصامدة لتحتلّ دورها ومكانتها الصناعية المميزة.
وفي تصريح للصحافيين، أوضح رئيس الوزراء أنّ الجهود التي تقوم بها الحكومة تصبّ في إزالة العقبات والصعوبات التي خلفتها الحرب على الصناعة السورية وتجاوز التحديات التي فرضتها العقوبات الاقتصادية الجائرة بحق الشعب السوري، مشيراً إلى أنّ معرض خان الحرير كباقي المعارض التي تشهدها مختلف المحافظات السورية دليل على عودة مقوّمات التنمية الاقتصادية في سورية إلى ما كانت عليه قبل الحرب.
وكشف أنّ هذه المعارض ستتمّ إقامتها في الأسواق الدولية بعد تلبيتها لحاجة السوق المحلي وذلك لإيصال رسالة للعالم عن التعافي الذي تشهده العملية الإنتاجية في سورية بفضل انتصارات الجيش العربي السوري وإصرار السوريين على النهوض بالواقع الاقتصادي لبلادهم.
بدوره، أكد وزير الاقتصاد الدكتور محمد سامر الخليل أنّ الهدف من زيارة المعرض لقاء الصناعيين والاستماع إلى مطالبهم لتطوير القطاع الصناعي، مشيراً إلى أنه بفضل التسهيلات التي قدّمتها الحكومة للصناعيين بدءاً من مراحل صناعة الغزول وصناعة الأقمشة والألبسة ساهمت في عودة الكثير منهم بقوة إلى الأسواق المحلية والخارجية بنسبة جيدة وهو مؤشر على بدء تعافي القطاع الصناعي.
الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية:
نحو مشاريع إنتاجية مستدامة
ومن الأجنحة البارزة في المعرض، جناح الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية والتي تعنى بتقديم مجموعة من الخدمات التي تستهدف الأسر الأكثر حاجة، وتتركز هذه الخدمات بشكل أساسي على التعليم والتدريب المهني والدعم النفسي، وقد بدأت الجمعية تنفيذ مشاريع لدعم سبل العيش.
وتحدث منسق قسم المشاريع الإنتاجية في الجمعية موسى فيصل لـ”البناء” عن ولادة فكرة المشروع والتي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة، في حلب خصوصاً، تلك المدينة التي عانت الكثير ودمّرت مصانعها ما أدى إلى فقدان الكثير من الأسر لمصادر دخلها.
وأوضح فيصل “أنّ هدف الجمعية إنساني بحث، وهي تقدم الخدمات للعائلات المتضرّرة”، لافتاً إلى “أنّ هناك مجموعة كبيرة من العائلات خسرت مصادر دخلها نتيجة الأزمة التي مرت بها حلب والأضرار التي تعرضت لها مصانعها ومرافقها الحيوية، بحيث لم تعد هناك معامل ومصانع تؤمن لهؤلاء مصدر دخل يعينها على متطلبات الحياة ويؤمن لها حياة كريمة”. وقال: “وجدنا أن الحلّ هو تدريب شبان وشابات وسيدات من هذه العائلات، ثم تأمين عمل لهم عبر مشاريعنا الإنتاجية، ولدينا حالياً ثلاثة مشاريع إنتاج للألبسة، بالإضافة إلى مشاريع أخرى في مجالات النجارة والحدادة”.
وأشار إلى “أنّ الجمعية نفذت مشروعاً كبيراً في حلب هو عبارة عن مشغل للخياطة القطنيات، وتمّ تدريب ستين سيدة على خياطة الألبسة، وحالياً يضم المشغل ثلاثة أقسام: قسم الألبسة القطنية، وقسم الجينز، وقسم ثالث للملابس الداخلية، في ثلاثة مراكز إنتاجية”.
ولفت فيصل إلى “أنّ عدد العاملين في المشروع هو حوالي 150، متضمناً الموظفين الإداريين والأشخاص الذين تمّ تدريبهم”، آملاً “أن تكون هناك نهضة لصناعة الألبسة في سورية وأن يكون مشروعنا جزءاً من هذه النهضة، خاصة في حلب”.
وأضاف أنّ تركيز الجمعية اليوم هو على الريف الشرقي للمدينة “حيث الحاجة أكبر إلى مثل هذه المشاريع، ونحن نعمل ضمن هذه المنطقة على مشاريع غذائية وزراعية، وخلال هذا العام ستكون لنا مشاريع إنتاجية متعدّدة في مجالات مختلفة”.
وتابع: “نحاول أن ننظر إلى المشاريع من الناحية التسويقية لتصب في إطار التنمية المستدامة، فمشاريعنا ليست إغاثية، ومشاركتنا في هذا المعرض هدفها الأساسي تأمين أسواق لمنتجات مشاغلنا كي تبقى عجلة الإنتاج مستمرة وتساهم في رفع المستوى المعيشي .ونأمل أن نجد أسواقاً لمنتجاتنا في العراق من خلال وجودنا ضمن إطار هذا المعرض في بغداد، ولاحقاً سننظم معارض تخصُّصية في كلّ مدينة”.
وشدّد فيصل على “أنّ الرسالة الأساسية للجمعية هي أن لا أحد على الهامش والكل مركز ثقل في بناء المرحلة الجديدة في تاريخ سورية”، منوّهاً بالرعاية الحكومية الكاملة لنشاطاتنا، وتحديداً من وزارة الشؤون الاجتماعية ومحافظة حلب”.
وختم منسق قسم المشاريع الإنتاجية في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية: “نأمل تسليط المزيد من التركيز الإعلامي على مشاريعنا وعلى الهدف الأساسي لها بأبعاده الاقتصادية والتنموية والإنسانية”.
تصوير: يوسف مطر