من دون مقدّمات يقول الرئيس نبيه بري إن ترشيح العماد جوزف عون يحتاج إلى تعديل دستوري “حتماً”، إلا إذا فاز بالدورة الأولى بالثلثين ويصبح رئيساً ويكون انتخابه على غرار حالة الرئيس ميشال سليمان.
لم يحسم بري حتى الآن توجّه خيار كتلته في 9 كانون الثاني المقبل حيث سترتفع وتيرة الاتصالات بين الكتل النيابية مع حلول عيد الميلاد لتبيان وجهة كل فريق.
شغل إعلان النائب السابق وليد جنبلاط الجميع بدعمه الذي قضى بسير كتلته في اتجاه الرياح الانتخابية لقائد الجيش العماد جوزف عون.
وقد تأكد أن جنبلاط لم يقدم على خطوته الانتخابية هذه من دون أن يتشاور مع بري الذي رد عليه بجملة واضحة ومن دون أي لبس: “إن ترشيحه يحتاج إلى تعديل دستوري” ومن دون أن يدخل معه في أي شرح أكثر. وثمة من ينقل عن بري أكثر من هذا الموقف الواضح عنده ومن دون أي التباس عندما يقول إنه لا يمانع إقدام نواب على ترشيح قائد الجيش شرط أن يحصل في الدورة الأولى على ثلثي أصوات البرلمان أي 86 نائباً، وإذا تمكن من تحقيق هذا “الرقم الصعب” يكون قد حصل على التعديل المطلوب وأصبح رئيساً للجمهورية و”نبارك له”.
وتكمن المفاجأة هنا في كلام بري في أنه إن لم يتخطَّ عون هذه العتبة لا يمكن لمؤيّديه انتخابه في الدورة الثانية لعدم تمكنه من تجاوز امتحان التعديل أي بمعنى سيمنع على النواب انتخابه ليحصل على 65 صوتاً أو أكثر التي تمنحه الرئاسة لتسقط حظوظه في الرئاسة وسيكون النائب جبران باسيل هنا أول المرحّبين.
ومن هنا يتم التوقف عند موقف بري هذا إلى جانب كتلة “حزب الله” حيث لا يتوقع أن يفترقا انتخابياً على غرار تجربة انتخاب الرئيس ميشال عون عندما حجبت كتلة “التنمية والتحرير” أصواتها عنه. وفي لحظة جوجلة الأسماء المطروحة للانتخابات لا يغيب اسم المرشح جهاد أزعور الذي يتحرك منذ اليوم الأول من دون ضجيج بعدما التقت عليه مصالح أكثر من كتلة نيابية جمعت الجزء الأكبر من القوى المسيحية.
ويقول متابعون هنا لمسار الاتصالات الانتخابية إنه إذا أقدم بري على القبول بأزعور فهو يحدث مفاجأة من العيار الثقيل قد تؤدي إلى إرباك النواب الذين يؤيّدون انتخاب عون ومن بينهم تكتل “اللقاء الديموقراطي” ويكون بهذا المخرج قد التقى مع رؤيتين، أميركية وخليجية، لا تعارضان الرجل. ويتلاقى في هذه الحالة في منتصف الطريق مع أكثر القوى المسيحية التي أيّدت أزعور وهو يحظى بـ”مباركة سياسية” من بكركي. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن جعجع لم يقدم جواباً نهائياً حيال قائد الجيش في شكل علني على غرار جنبلاط. وثمة من يتهمه بأنه لا يريد إنتاج رئيس في الجلسة المقبلة قبل تبيان المشهدين السياسي والعسكري في المنطقة.