تتصاعد حماوة الطبخة الرئاسية وسط تفاؤل حذر تجاه فرص التوصل الى انتخاب رئيس جديد في جلسة 9 كانون الثاني المقبل، أي بعد ثلاثة أسابيع، ويجري التداول في الأوساط السياسية بتشاور بين الثنائي الوطني المكوّن من حركة أمل وحزب الله، ممثلا برئيس مجلس النواب نبيه بري مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وعدد من التكتلات المستقلة، فيما تحدثت تقارير صحافية عن دعم الوزير السابق سليمان فرنجية لترشيح النائب فريد الخازن الذي يزور معراب اليوم، مع وجود ثلاثة أسماء مرشحين بارزين في التداول، قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للأمن العام الياس البيسري والسفير السابق في الفاتيكان جورج خوري.
بانتظار موعد الجلسة النيابية المقررة في التاسع من الشهر المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية، سوف تتكثف الجولات ونقل الرسائل اعتباراً من هذا الأسبوع لانتخاب رئيس توافقي. وفيما أفيد أن التنسيق على قدم وساق بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، تشير المعلومات إلى زيارة مرتقبة لنائب رئيس حزب القوات جورج عدوان إلى عين التينة، وسط تأكيد مصادر سياسية أن جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني لم تنضج بعد، ومردّ ذلك غياب التفاهمات المحلية حولها حتى الساعة، فضلاً عن أن الأمور على المستوى الخارجي أيضاً لم تنضج بعد، مع تشديد المصادر على أن قائد الجيش العماد جوزاف عون الأكثر حظاً اليوم وهو يحظى بتأييد ودعم أميركي سواء من الإدارة الأميركية الحالية والإدارة المنتخبة، مع إشارة المصادر إلى ضرورة تلقف الفرصة السانحة اليوم وانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية.
وفيما يتّجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى إعلان انسحابه من السباق الرئاسي خلال إطلالة مرتقبة له، تردّدت معلومات نقلاً عن مصادر مقربة أنه أبلغ كل من يعنيه الأمر أنه سيكون داعماً لترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية أو النائب فريد هيكل الخازن اذا حصل على تأييد الكتل السياسية كافة، هذا ومن المتوقع أن يزور الخازن اليوم رئيس حزب القوات سمير جعجع.
وأكد النائب جورج عدوان أمس، أن “إذا لم تنضج جلسة 9 كانون الثاني يجب أن تنضج بعدها بأقرب وقت لكن تأخيرها لأسبوعين لن يكون جيداً”. ورأى أن “رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمامه خياراً مهماً والسؤال هل سيختار رئيساً قوياً؟”. وأوضح أن “جلسة 9 كانون لم تنضج بعد لأسباب داخلية وخارجية، ولكنها لم تسقط حتى الآن”.
إلى ذلك، يصل بيروت غداً وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي للقاء عدد من المسؤولين السياسيين في سياق المساعي القطرية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وترتيب العلاقة مع سورية، كما يقوم رئيس الحكومة اليونانية كيرياكوس ميتسوتاكيس بزيارة رسمية الى لبنان اليوم وليوم واحد وسيصل السراي الحكومية عند الساعة الاولى الا ثلثاً من بعد الظهر حيث تقام له مراسم الاستقبال الرسمية ثم يعقد محادثات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يليها لقاء صحافي مشترك.
ومن روما، أطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة مواقف خلال لقائه السفراء العرب المعتمدين في ايطاليا، حيث شرح الظروف التي يعيشها لبنان والجهود التي أدت إلى حصول توافق على وقف إطلاق النار، معتبرا “أن التحدي الأساسي يتمثل في إلزام اللجنة المكلفة متابعة هذا الملف اسرائيل بوقف خروقها وسحب قواتها من الاراضي اللبنانية”. وقال: “نحن ننتظر تنفيذ هذه التدابير بضمانة أميركية – فرنسية، ولكن لا نرى التزاماً إسرائيلياً بذلك”. أضاف: أن جيشنا بدأ توسيع انتشاره في الجنوب ومعنوياته عالية جداً، وهو يعمل على بسط سلطة الشرعية اللبنانية، ولكي لا يكون هناك سلاح خارج السلاح الشرعي. ونحن في هذا السياق نعوّل على استمرار دعم الأشقاء والأصدقاء الجيش على الصعد كافة لتمكينه من القيام بدوره كاملاً”. وعن ملف رئاسة الجمهورية قال: “صحيح أن حكومتنا تقوم بأقصى ما يمكن لإدارة شؤون الدولة وتتعاون مع كل المؤسسات الدولية، ولكن المطلوب أن ينتخب رئيس جديد للجمهورية لكي يكتمل عقد المؤسسات الدستورية. والأنظار متجهة الى جلسة التاسع من كانون الثاني، على امل ان تفضي الى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة تقوم بالإصلاحات المطلوبة”. وعن الملف السوري قال: “علينا أن نحترم إرادة الشعب السوري، ونتمنى له كل الخير، كما نتطلع الى علاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل ومصلحة الشعبين”.
وكان رئيس الحكومة عقد محادثات رسمية مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني مساء أول أمس، في مقر رئاسة الحكومة الايطالية في روما.
وأكد ميقاتي في المنتدى السياسي السنوي لرئيسة الوزراء الإيطالية “أن التنفيذ الشامل لتفاهم وقف إطلاق النار ووقف الانتهاكات الاسرائيلية له أمر بالغ الأهمية لحماية سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتسهيل العودة الآمنة للنازحين إلى بلداتهم وقراهم. وهذه مسؤولية مباشرة على الدولتين اللتين رعتا هذا التفاهم وهي الولايات المتحدة وفرنسا “.
وقال: “إن العدوان الإسرائيلي على لبنان، زاد معاناة شعبنا وأدى الى خسائر فادحة في الأرواح، كما ألحق أيضاً أضراراً جسيمة بالبنى التحتية والاقتصاد والاستقرار الاجتماعي. وأدّى النزوح الجماعي لآلاف اللبنانيين إلى نشوء أزمة إنسانية غير مسبوقة، مما يستدعي اهتماماً ودعماً فوريين من المجتمع الدولي. ووفقاً لتقديرات البنك الدولي، سيحتاج لبنان إلى ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار لدعم عملية إعادة الإعمار”.