
منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق الاسد في 8 كانون الاول الماضي، ويعاني اكثر من 3 مليون علوي حسب تعداد 2016 من ممارسات وانتهاكات وتجاوزات السلطة الجديدة في سوريا.
وتكشف اوساط علوية بارزة لـ”الديار”، ان انتفاضة العلويين السوريين وفي قرى الساحل السوري، تأتي في ظل “حرب إبادة” يتعرض لها العلويون اليوم، في اكثرمن منطقة علوية، وعلى طول الساحل شرق وغرب جبلة وطرطوس واللاذقية.
وتشير الاوساط، الى انه ومنذ سقوط النظام السابق يتعرض العلويون لحملة اقصاء ممنهجة من مؤسسات الدولة، بعد طردهم من الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة الادارية والعسكرية والامنية وحتى الطبية والانسانية. وهذا يعد عقاباً جماعياً لطائفة بعينها.
وتضيف: معروف ان العلويين يعتاشون من وظائف الدولة والزراعة والتجارة، وكانوا يحصلون على امتيازات ليست كبيرة في ظل النظام السابق وطردهم من وظائفهم يعني نشر المجاعة الجماعية والظلم والقهر ويعتبر عقاباً جماعياً بسبب الانتماء الطائفي والسياسي.
وتكشف الاوساط ايضاً عن تعرض العلويين وقبل الانتفاضة في الفترة الماضية الى “خديعة” عبر نظام المصالحات والتصريح عن العنوان والوظيفة، ومن ثم يصفى جسدياً، او يرسل اليه قوات اعتقال الى العنوان المصرح عنه في اليوم التالي.
وتشير الاوساط الى ان انتفاضة الساحل منذ ايام هي شعبية، وليس صحيحاً انها منظمة او عسكرية، بل هي للدفاع عن النفس. وما يجري من قتال من قبل بعض سكان القرى العلوية فردي وغير منظم ولحماية الاعراض والارواح.
وتنفي اي علاقة لا للعقيد سهيل النمر او ضباط الفرقة الرابعة بالقتال الجاري، وتصف ما قام به الضابط غياث دلة وهو ضابط في الفرقة الرابعة (تأسيس مجلس عسكري علوي)، بأنه عمل فردي وغير منظم، ولا ينم عن توجه لعمل عسكري بل هو دفاع بحت عن النفس.
وتكشف الاوساط عن مجازر ترتكب في مئات القرى العلوية، وبلغ عدد الضحايا اكثر من 3 الاف في احصاء اولي وفي 70 قرية علوية مسالمة، ولم تحمل السلاح او تقاتل ولم تشارك حتى بالانتفاضة. وتشير الى ان اكبر المجازر هي في قرية المختارية -اللاذقية التي سقط فيها 70 ضحية امس.
كما قتل إمام الطائفة العلوية الشيخ حسان شعبان ونجله حسين بعد خطفهما صباح امس.
كما قصفت قوات الجولاني قرية الدالية في ريف جبلة بالمسيرات والطائرات الحربية وارتكبت مجازر في قرى الصنوبر.
في المقابل يكشف الشيخ احمد عاصي مدير مكتب رئيس المجلس الاسلامي العلوي في لبنان علي قدور لـ”الديار”، عن نزوح كبير بالالاف من قرى الساحل السوري في اتجاه القرى العلوية في عكار والى جبل محسن، حيث بدأ المجلس الاسلامي العلوي حملة للايواء وفتح المدارس بعدما اكتظت المنازل بالنازحين.
ويشير عاصي الى ان ما يجري في الساحل السوري إبادة جماعية وجريمة حرب، والعلويون انتفضوا على الظلم الذي يمارس ضدهم وعلى تكفيرهم من قبل العصابات التكفيرية التي اصبحت اليوم سلطة الامر الواقع.
في المقابل وفي تعليق رسمي من قبل “هيئة تحرير الشام”، تؤكد اوساطها لـ”الديار” ان الحملة العسكرية ليست موجهة ضد طائفة بعينها او ضد العلويين او الساحل السوري، بل هي حملة لملاحقة “فلول الاسد” والعصابات الخارجة عن القانون، والتي تقوم بتمرد عسكري لتبرير حماية بعض المطلوبين والمسؤولين عن المجازر خلال “العهد الاسدي البائد”، ومنهم كبار الضباط في الفرقة الرابعة وفروع الاستخبارات.