اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

ما بين “ستاربكس” و”الويمبي”.. رصاصات خالد علوان حاضرة – بقلم يوسف الصايغ

بفارق 42 عاما أعاد عاموس هوكشتاين من خلال دخوله الى مقهى ستاربكس – وهي إحدى الشركات الداعمة لكيان الاحتلال – الى الاذهان عملية الويمبي التي نفذها البطل القومي خالد علوان في ايلول من العام 1982على رصيف مقهى الويمبي في شارع الحمرا إبان الاجتياح “الاسرائيلي” للبنان، بعد ان وصلت قوات العدو الى العاصمة بيروت آنذاك قبل ان تنطلق رصاصات خالد علوان من قلب بيروت ومن مقهى الويمبي، لتعلن تسديد الحساب عن ضباط وجنود العدو ببضع رصاصات كان كفيلة بأن تعلن إنطلاق فجر المقاومة ضد المحتل، وبالفعل لم تكد دماء ضباط وجنود العدو تجف حتى أطل جيش الاحتلال بعبارته الشهيرة آنذاك “يا أهل بيروت لا تطلقوا النار إننا راحلون”.
ولعل ما استفز البعض بعد زيارة “الوسيط” هوكشتاين الى ستاربكس بالأمس لانهم يدركون أن القنابل التي تُلقى على الجنوب والضاحية والبقاع والعاصمة بيروت وباقي المناطق اللبنانية اميركية الصنع، وان الضوء الاخضر الاميركي هو الذي يتيح لكيان الاحتلال مواصلة عدوانه في لبنان بعد غزة منذ اكثر من عام، كيف لا وها هي الضاحية والجنوب تقصفان مجدداً بعد مغادرة الوسيط المفترض أرض بلاد الارز متوجهاً الى الاراضي المحتلة، بعد ان تناول القهوة من مقهى ستاربكس، بينما جزء كبير من الشعب اللبناني غارق بدمائه وجراحه بفعل الحرب الاسرائيلية على لبنان، فلا شك ان قهوة آموس جاءت بنكهة الغارات والقصف الهمجي وكل أنواع الاسلحة التي يستخدمها الاسرائيلي في إرتكاب مجازره بحق المدنيين اللبنانيين والتي بمعظمها تحمل ختم مصانع أسلحة بلاد العم سام.
اذاً وبعد اربعة عقود من الزمن وما بين زيارة عاموس الى ستاربكس في فردان ودخول ضباط وجنود العدو الى مقهى الويمبي في الحمرا مرحلة من الزمن عادت بسرعة لتعيد الى الأذهان تاريخ بيروت، الذي أبى الا ان يكون مقاوماً سواء بالنار او من خلال رفض شروط العدو المذلة عبر وثيقة استسلام يريدون فرضها على لبنان تحت ضغط الميدان، لكن رصاصات خالد علوان التي انزرعت في اجساد الغزاة والمحتلين في العام 82 حاضرة مجدداً ولكنها تحولت اليوم الى صواريخ تضرب عمق كيان الاحتلال في تل أبيب لترسم معادلة النار بالنار والحديد بالحديد، وهي نفسها الرصاصات التي اطلقها البطل الاردني ماهر الجازي قبل أشهر عند معبر الكرامة ليردي 3 من جنود العدو، وتسقط معها إتفاقية وادي عربة التي تحمي كيان الإحتلال.
فتحية الى رصاصات خالد علوان التي حفرت التاريخ من قلب العاصمة بيروت الصامدة على مرمى صلية تطلق نحو يافا وعكا وحيفا لتؤكد وحدة المصير والمسار، بعيدا عن كل أوراق التفاوض وأكواب القهوة المسمومة التي يتجرعوها على حساب أبناء شعبنا وأرض بلادنا التي ترفض الذل والهوان مهما كان الحساب باهظاً، فأمثال خالد علوان حاضرون دوما كي يسددوا الاثمان على الجبهات وفي الميادين مؤكدين حقنا في الوجود على أرضنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى