اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

قائد إعلام المقاومة شهيداً على طريق القدس.. الحاج محمد عفيف لن نقول وداعاً

يوسف الصايغ - دايلي ليبانون

لأن القادة لا يبخلون بتقديم أغلى ما لديهم وبعد مسيرة زاخرة بالمقاومة حتى الرمق الأخير، شيّع حزب الله وعائلة الشهيد، مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب، الحاج محمد عفيف النابلسي، إلى مثواه الأخيراليوم الاثنين، في مجمع الزهراء (ع) – بمدينة صيدا شهيداً على طريق القدس، بحضور حشد من أهل السياسة والإعلام وشخصيات علمائية وفعاليات، حيث أثنى المشيعون على دور ومسيرة الشهيد في الميدان الإعلامي المقاوم.
مضى الحاج عفيف شهيداً على طريق القدس.. كيف لا وأمثاله لا يخلفون الوعد وهو الذي أعرب عن خجله في أربعين السيد نصرالله لأن يعتلي المنبر وسيد المقاومة شهيداً.. هو شخصية إستثنائية في الإعلام المقاوم الذي قدم نموذجا حياً وكان ضمير وصوت المجاهدين والمقاومين على الجبهات أمام الإعلام حيث كان فارس جبهة الإعلام المقاومة لا منازع… من قلب الضاحية أطل بكل بأس وصلابة مجسداً دور المقاوم الإعلامي ليكسر القاعدة التي تقول بأن الإعلام نصف المعركة فكان الحاج محمد عفيف جبهة إعلامية كاملة متكاملة العناصر في المواجهة وكشف وفضح مزاعم إعلام العدو وتعريته أمام الرأي العام والإعلام المحلي والدولي، وبدون شك نجح الحاج عفيف في خلق لوبي إعلامي مؤثر ومناهض لجبهة إعلام العدو بشقيه العربي والعبري، ولعل هذا ما دفع بكيان العدو الى إتخاذ قراره الجبان بإغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الذي لم يتخلف يوما منذ إنطلاق معركة طوفان الأقصى عن الرد على أي مكالمة لأي وسيلة إعلامية وتلك المناوئة للمقاومة قبل الحليفة، ليشرح ويجيب على كل التساؤلات والإستفسارات التي تخطر ببال أي إعلامي وكان يتحدث دوما بلغة الواثق من النصر..
أخطأ العدو الحساب بإغتياله الحاج محمد عفيف الذي نال المنزلة التي كان يريدها والتي تليق به طبعا وهل لأمثاله مما أمضى عمره بجوار سيد المقاومة مستشاراً إعلامياً وصولا الى قيادته وحدة العلاقات الإعلامية في المقاومة أن لا ينال هذا الوسام الرفيع، فكان صاحب رؤية وبصيرة في إدارة المعركة الإعلامية وتجلى هذا الدور مع إنطلاق معركة طوفان الأقصى فكان الذراع الإعلامية المساندة للميدان، وبعد إستشهاد السيد نصرالله حمل اللواء فكانت إطلالاته الإعلامية تقدم جرعات دعم معنوي للإعلام المقاوم، والأهم أن خطاباته كانت ترفع معنويات المقاومين على الجبهة وتعطيهم مزيدا من العزم لمواصلة المعركة بكل عزم وثبات وإرادة، فكان الحاج محمد عفيف صوت الإعلام المقاومة وضمير الأحرار الصامدين المناصرين لفلسطين والقدس والأقصى وللمقاومة على إمتداد ساحة المواجهة، وإنطلاقا من هذا الدور المحوري كان قرار قيادة العدو بإغتيال الحاج عفيف، تأكيدا على أهمية هذا الدور ومحوريته في خضم المعركة حيث إعلام المقاومة يلعب دوراً أساسياً تنعكس نتائجه على الميدان، لجهة الكشف عن خسائر العدو على الجبهة ويؤكد على ثبات المقاومين على خطوط المواجهة الأمامية، ما يدحض كل مزاعم إعلام العدو والجوقة التي تدور في فلكه.

رحل الحاج محمد عفيف شهيداً.. فهو شخص إستثنائي في مرحلة فاصلة حيث المعركة لا تزال قائمة بين جبهتي حق والباطل بين جبهة فلسطين التي تركت وحيدة الا من قلة ليست بقليلة مؤمنة تؤمن بالمقاومة خياراً وطريقاً أوحداً من أجل التحرير والنصر مهما كانت التضحيات كبيرة وعظيمة، لأن الهدف العظيم يحتاج الى تضحيات عظيمة، وما إستشهاد الحاج محمد عفيف الا جزءاً من هذا الثمن الذي كان لا بد من دفعه كي تسهم دماؤه في تعزيز صمود جبهة المقاومة، كما ان دماء السيد نصرالله وباقي الشهداء القادة كانت البوصلة من أجل إستمرار المعركة وتحقيق الإنجازات.

يطول الكلام عن شخصية إستثنائية بحجم الحاج محمد عفيف وقد لا نفي الرجل الا بعضا من حقه في تعداد مآثره، لأن من يقدم واجب الشهادة تصغر أمامه كل الكلمات والعبارات، والأكيد أن العدو يصبح صغيراً أمام عظمة دماء وشهادة الحاج محمد عفيف الذي سيبقى قدوة ونبراساً لكل إعلامي وصوت مقاوم يأبى أن يذل او يهان من قبل عدو غاشم لا يتورع عن إرتكاب المجازر واغتيال صاحب كل صوت حر في هذا العالم، فكيف إذا كان هذا الرجل بحجم قائد إعلام المقاومة الشهيد الحاج محمد عفيف النابلسي، الذي نال ما تمنى وبات وسام الشهادة يكلل إسمه بعد مسيرة زاخرة بالعطاء والبذل والجهاد في ميادين المقاومة والى جانب سيدها الشهيد.
فالسلام لروح الحاج محمد عفيف وكل من إرتقى معه من شهداء بالجسد لكنهم أحياء في قلوب وعقول وضمائر كل من واكبهم على إمتداد مسيرتهم، لأن المقاومة فكرة والفكرة لا تموت وصوتها لا يندثر وصورتها تبقى أزلية سرمدية ما بقي الليل والنهار ومهما عظمت التضحيات، الى الشهيد الحاج محمد عفيف النابلسي لن نقول وداعاً بل إلى اللقاء في مواسم العز والنصر حيث سيكون طيفك حاضراً وصوتك هادراً بأن المقاومة ثابتة وراسخة ومنتصرة لا محال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى