الشيخ قاسم في خطابه الأول كأمين عام: نواجه مشروعًا كبيراً وحرباً عالمية ضد المقاومة
أعلن الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله قرر إطلاقة تسمية “معركة أولي البأس” على الحرب القائمة حاليًا مع العدو الصهيوني، وقال مخاطبًا العدو الصهيوني: “ستُهزمون حتمًا لأنّ الأرض لنا وشعبنا متماسك حولنا.. فاخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم وإلاّ ستدفعون ثمنًا غير مسبوق”.
وفي كلمة هي الأولى له بعد انتخابه أمينًا عامًا لحزب الله اليوم الأربعاء 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024، لفت الشيخ قاسم إلى أن الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على لبنان منذ العام 2006، ولم يكن ملتزمًا القرار 1701 منذ إصداره وارتكب 39 ألف خرق جوي وبحري لهذا القرار.
واستهل الشيخ قاسم كلمته بـ”كلمات وفاء للشهيد القائد السيد هاشم صفي الدين الذي كان شخصًا منظمًا يواكب الأعمال، وله رؤية ثاقبة، اهتم بالمقاومين وعمل على تلبية متطلبات الجبهة، وهو أحد أبرز الذين اتكأ عليهم الشهيد السيد حسن نصر الله”.
وأشار إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد الكبير يحيى السنوار واصفًا إياه بأنه “أيقونة البطولة والمقاومة لفلسطين وأحرار العالم، استشهد في المواجهة حتّى آخر رمق، صلبٌ شجاع مؤمن مستقيم عزيز وحر”.
وأضاف: “سيدي سماحة السيد حسن نصر الله (رض) 32 سنة وأنت تضخ الإيمان والولاية والمقاومة في قلوب الشباب والنساء والشيوخ والأطفال، كنت وستبقى راية المقاومة المنصورة، وحبيب المقاومين، وخزان الأمل، وبشير النصر، ومعشوق التواقين إلى الحياة العزيزة”.
وشكر الشيخ قاسم ثقة قيادة حزب الله والشورى الموقرة المؤتمنة من المجاهدين والناس على هذه المسيرة على اختياره “لهذا الحمل الثقيل”، معتبرًا ذلك “دليل ثقة”.
وأكد أن “هذه الأمانة هي أمانة السيد عباس الموسوي (رض) الذي قال لنا، إنّ الوصية الأساس حفظ المقاومة، هذه الأمانة هي أمانة القائد الكبير السيد حسن نصر الله، وهنا استحضرت كلمته عندما استشهد السيد عباس الموسوي، وخطب قائلًا: أرادوا من قتلهم أميننا العام أن يهزموا فينا روح المقاومة وأن يحطموا إرادة الجهاد، ولكن دماءه سوف تبقى تغلي في عروقنا، وستزيدنا عزمًا على المضي في هذه الطريق”.
وأعلن سماحته أن برنامج عمله “هو استمرارية لبرنامج عمل قائدنا السيد حسن نصر الله في كلّ المجالات السياسية والجهادية والاجتماعية والثقافية”، وقال: “سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها السيد نصر الله مع قيادة المقاومة، وسنبقى في مسار الحرب ضمن التوجّهات السياسية المرسومة”.
وشدد على أن مساندة غزّة كانت واجبة لمواجهة خطر “إسرائيل” على المنطقة بأسرها من بوابة غزّة ولحق أهل غزّة، وعلى الجميع أن ينصروهم، لافتًا إلى ان المقاومة الإسلامية وُجدت لمواجهة الاحتلال ونواياه التوسعية ومن أجل تحرير الأرض.
وردّ الشيخ قاسم على من يقولون إن “إسرائيل” استُفزت، قائلًا: “هل تحتاج “إسرائيل” إلى ذريعة؟ وهل نسينا 75 سنة من قتل الفلسطينيين وتهجيرهم وسلب الأرض والمقدسات وارتكاب المجازر؟”.
ولفت إلى أن “المقاومة هي التي أخرجت “إسرائيل” من أرضنا في الماضي بالتعاون مع الجيش والشعب، والقرارات الدولية لم تُخرج “إسرائيل” من أرضنا بل المقاومة، وسنبقى في مسار الحرب ضمن التطورات المرسومة”.
أضاف: “نتنياهو نفسه قال لدى بدء عدوانه على لبنان، إنّ ذلك هو من أجل الشرق الأوسط الجديد، وكسرنا مجموعة من المباغتات”، مؤكدًا أننا “في المقاومة نعطل المشروع “الإسرائيلي” أمّا بالانتظار فنخسر كل شيء”.
وتابع: “نواجه مشروعًا كبيرًا في المنطقة، وهي حرب لا تقتصر على لبنان وغزة بل هي حرب عالمية ضد المقاومة.. يتم استخدام كل الوحشية والإبادة في هذا العدوان من أجل تمرير المشروع ويجب علينا المواجهة وعدم الاكتفاء بالتفرج.. هذه المواجهة ستكشف أن القيم الغربية هي شعارات كاذبة وقد سقطت أمام الانحياز للمتوحش”.
وأكد الشيخ قاسم أن “صمود المقاومة الأسطوري في غزة ولبنان ملحمة العزة وهي ستصنع مستقبل أجيالنا، قلناها مرارًا إنّنا لا نريد حربًا كما أكّد سيدنا، ولكننا جاهزون إذا فرضت علينا وسنواجهها”.
وقال: “لا أحد يقاتل نيابةً عنّا، ونحن لا نقاتل نيابةً عن أحد، ومشروعنا هو حماية الأرض والدفاع عن بلدنا.. إيران تدعمنا ولا تريد شيئًا منّا، ونحن نرحب بأي دولة عربية وإسلامية تريد دعمنا في مواجهة “إسرائيل”.. إيران تدرك الثمن الذي تدفعه بسبب دعمها للمقاومة وهي أعطتها عبر الشهيد الفريق سليماني ما لم يعطه أحد.. نقاتل على أرضنا ونحرر أرضنا المحتلة ولا أحد يطلب منا شيئًا ولا يلزمنا بشيء”.
وأوضح أن حجم الاستهداف لحزب الله ولا سيما استهداف قائده بعد تفجيرات “البيجر” كان مؤلمًا لنا، لكنّ الحزب استعاد وضعه، والميدان يثبت ويؤكد تعافي الحزب من الهجمات التي تعرض لها، لأنّه مؤسسة كبيرة ومتماسكة وذو إمكانات كبيرة.. حزب الله ذو تاريخ جهادي حقيقي، وكان يقوى عامًا بعد عام ويكسب المزيد من الخبرات، والإمكانات لدى حزب الله متوفرة وتتلاءم مع حرب الميدان الطويلة”.
أضاف: “المقاومون على الجبهات الأمامية زاخرون بالإيمان والشجاعة وهم استشهاديون، ولا أحد يمكنه التقدم عليهم، وكما قال سيدنا “نحن ننتظر الالتحام” والمواجهات تتركز على الحافة الأمامية والعدو خائف وهو يُغيّر تصريحاته وأهدافه، كل الإمكانات المطلوبة موجودة لدى المقاومين على الجبهات وهم صامدون وقادرون”، لافتًا إلى أن غرفة عمليات المقاومة وثّقت خسائر العدو وهي فقط على الحافة الأمامية، ومقاومتنا أسطورية وهي مدرسة أجيال الحرية.
وأشار إلى أن الاحتلال اعترف بعجزه أمام صواريخ الحزب والطائرات المُسيّرة وهي تضرب ضمن برنامج ميداني مدروس.. قدرة المقاومة على نصب المنصات على الرغم من الغارات الجوية المتواصلة هي استثنائية ونحن نقاتل بشرف، ونحن نستهدف القواعد والعسكر، أمّا هم فيستهدفون الإنسان والبشر والحجر ويريدون إيلامنا”.
وتابع سماحته: “على العدو أن يعلم أنّ قصفه لقرانا ومدننا لن يجعلنا نتراجع، والمقاومة قوية وهي تمكنت من إيصال مُسيّرة إلى غرفة نتنياهو.. نجا هذه المرة وربما أجَله لم يحن بعد.. نحن نؤلم العدو، واستهدافنا لقاعدة “بنيامينا” دليل على ذلك، وكذلك استهدافات حيفا وعكا وغيرهما”.
وإذ لفت إلى أن حزب الله قرر تسمية الحرب الحالية مع العدو الصهيوني “معركة أولي البأس”، شددّ على حتمية انتصار المقاومة وهزيمة العدو، وقال مخاطبًا العدو: “ستُهزمون حتماً لأنّ الأرض لنا وشعبنا متماسك حولنا.. فاخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم وإلاّ ستدفعون ثمنًا غير مسبوق”، مضيفًا: “كما انتصرنا في تموز 2006، سننتصر الآن وسنبقى أقوياء مع صعود متزايد لقوتنا”.
وتوجه إلى السفيرة الأميركية في لبنان بالقول: “لن تري لا أنت ولا من معك هزيمة المقاومة ولا حتى في الأحلام.. وسيخرج حزب الله من هذه المواجهة أقوى ومنتصرًا”.
كما توجه سماحته إلى النازحين بالقول: “هذه المعركة تتطلب هذا المستوى من التضحيات، ونحن في مرحلة إيلام العدو، تُضاف إليها مرحلة الصمود والصبر، لا يمكن للمقاومة أن تنتصر من دون تضحياتكم، والآخرون مندهشون من صبركم وسنبني معًا.. حزب الله قوي في المقاومة ببركة المجاهدين وقوي في الداخل السياسي بفضلكم”.
أضاف: “نقول لمن يراهن على مرحلة ما بعد الحرب، إنّكم ستضطرون إلى لعن أميركا وحلفائها لأنّهم كذبوا عليكم.. العدو لن يتمكن من الرهان على الوقت لأنّ خسائره كبيرة وهو سيضطر إلى وقف عدوانه..”.
وأعلن أن المقاومة مستمرة في التصدي للعدوان “وإذا أراد العدو وقفه نقبل بالشروط التي نراها مناسبة وأي حل يبقى بالتفاوض غير المباشر”، مشددًا على أن “دعامة أي تفاوض هي وقف إطلاق النار أولًا”.
وختم الشيخ قاسم متوجهًا إلى المقاومين بالقول: “كما قال سيدنا القائد “ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات”.. نحن منتصرون.. فاصبروا وصابروا”.