إيران تعزّي باستشهاد القائد السنوار: دماؤه ستجعل المقاومة أقوى وأكثر عزمًا وإرادة
عزّت مختلف القوى السياسية والعسكرية في إيران باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد القائد يحيى السنوار، مؤكدة أنه واصل نضاله بشجاعة حتى اللحظة الأخيرة من حياته، وأن مشهد صبره واستقامته وشجاعته في آخر لحظات حياته يعكس أنّ تيار المقاومة لن يتوقف.
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رأى في موقف له أنّه “باستشهاد الجنرالات والأبطال والقادة، لن يكون هناك تراجع في مقاومة الأمة الإسلامية ضد الاحتلال “الإسرائيلي”.
وشدد بزكشيان على أنّ “الشهيد السنوار واصل نضاله بشجاعة، وحتى اللحظة الأخيرة من حياته ولم يستسلم”، مقدمًا تعازي إيران بـ “استشهاد هذا القائد البطل للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، وأحرار العالم والإمام السيد علي الخامنئي”.
وتابع الرئيس الإيراني أنّ نبأ استشهاد السنوار، “رغم أنه كان مؤلمًا ومؤثرًا لكل الساعین إلی الحرية في العالم”، لكنه كان “مؤشرًا واضحًا على جرائم الكيان الصهيوني المحتل”.
وأردف “لقد ظلّ الشهيد السنوار في أسر الكيان الصهيوني سنوات طويلة خلال حياته الثمينة، وبعدها ناضل ببطولة حتى اللحظة الأخيرة من حياته المجيدة ولم يستسلم”.
بدورها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إنّ “الشهيد يحيى السنوار سيبقى حيًّا”، مضيفةً أنّ “مشهد صبره واستقامته وشجاعته في آخر لحظات حياته يعكس أنّ تيار المقاومة لن يتوقف”.
من جهته، كتب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي في تغريدة له عبر منصة “أكس” عن استشهاد السنوار قائلًا: “يحيى السنوار لم يكن يخشى الموت، بل سعى للشهادة في غزة. لقد قاتل بشجاعة حتى النهاية في ساحة المعركة”.
وأضاف عراقتشي: “إنّ مصيره – الذي صوّره بشكل جميل في صورته الأخيرة – لا يشكل رادعًا، بل مصدر إلهام لمقاتلي المقاومة في جميع أنحاء المنطقة، فلسطينيين وغير فلسطينيين”.
وتابع وزير الخارجية الإيراني “الشهداء يعيشون إلى الأبد”، و”قضية تحرير فلسطين من الاحتلال أكثر حيوية من أي وقت مضى”.
ونعت وزارة الخارجية الايرانية في بيان الشهيد السنوار، هنّأت فيه بشهادته، معزّية “الشعب الفلسطيني العظيم الصابر والأمة الإسلامية، وجميع شعوب العالم الحرة والكريمة”.
كما أعرب البيان عن إدانة إيران بشدة “لجريمة الكيان الصهيوني المتمثّلة في استشهاد وقتل القادة والنخب الفلسطينية”، وقالت إنه “يتم تنفيذها كجزء من خطة الإبادة الجماعية الأخيرة” التي تستمر منذ 13 شهرًا في فلسطين المحتلة.
ورأى البيان أنّ “الشهيد السنوار كان غصنًا من شجرة المقاومة المشرّفة، وقضى حياته المباركة كلها يناضل من أجل الحقوق القانونية والإنسانية للشعب الفلسطيني وتحريره”، مؤكّدًا أنّ اسم السنوار “سُجل في قائمة الأبطال الأسطوريين للأمة الإسلامية، مثل الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وقاسم سليماني، واسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله، الذين بذلوا كل كيانهم للإبقاء على طريق المقاومة والنضال حيًّا”.
كما أعرب البيان عن أنّ تصفية المجاهدين جسديًا “لن يؤثر على مدرسة ومسار المقاومة”، بل أنّ “موتهم المشرف سيكون تأكيدًا قويًا على استقامة طريقهم وثباتهم”.
كما تحدث رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، عن مشهد استشهاد السنوار في آخر لحظات حياته، ورأى أنه “سيولد ويربّي آلاف الأشخاص مثل السنوار وفي كل أنحاء العالم”.
من جانبه، قال مستشار الإمام السيد علي الخامنئي للشؤون السياسية علي شمخاني: “شاهدت المقطع المعبّر والبطولي للشهيد يحيى السنوار وهو يقاتل أشقى أشقياء العالم مرارًا وذرفت الدموع كثيرًا”.
وأضاف شمخاني: “أنحني إجلالًا واحترامًا أمام هذه البطولة من أجل تحرير القدس”.
بدوره، ممثل الإمام السيد علي الخامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، قال إنّ “السنوار
استشهد في معركة ملحمية، وجسّد رجل الميدان الذي سخر من هيبة العدو الزائفة”.
ورأى أنّ عملية طوفان الأقصى التي أطلقها الشهيد السنوار “مزّقت الهيبة الصهيونية الكاذبة”.
وشدد جليلي على أنّ “ملحمة السنوار، أقامت ثورة في القلوب”، مشيرًا إلى أنّ “الجيل الحاضر سيواصل طريق السنوار في الميدان وبقوة”.
الحرس الثوري في إيران: مشهد استشهاده فضح ما روّج له الاحتلال
من جانبه، قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي إنّ “اسم الشهيد يحيى السنوار سيشعل نيران غضب المقاومة”، وأشار إلى أنه “في مستقبل ليس ببعيد سيحوّل محتلي الأرض المقدسة إلى رماد”.
وأضاف سلامي أنّ “الشهيد السنوار لم يستشهد في أعماق الأنفاق السرية بغزة، وإنما في قلب المعركة وفي الجبهة الأمامية مع العدو الصهيوني، وهو يرتدي الزي العسكري، وأثناء قيادته وتوجيه المقاتلين وفضح بذلك الصورة الكاذبة التي روّج لها الكيان الصهيوني”.
من جهته رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد حسين باقري، قال إنّ “الشهيد السنوار حقق حلمه بالاستشهاد على يد العدو “الإسرائيلي””، وشدد على أنّ “على “الإسرائيليين” أن يعلموا أنّ مشعل المقاومة لن ينطفئ باستشهاد السنوار”.
ورأى أنّ “دماء الشهيد السنوار ستبقى تغلي في عروق مجاهدي حماس، وستجعل المقاومة أقوى وأكثر عزمًا وإرادة”، وأنه “على “الإسرائيليين” أن يعلموا أنهم اقتربوا من نهايتهم وهذا ما سيحصل حتمًا”.