عرقجي إلى الـ NBA: “الحلم الأميركي” المؤجّل
قبل 5 أعوام أطلّ نجم الرياضي ومنتخب لبنان لكرة السلة بقميص فريق دالاس مافريكس المنافس في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين.
وقتذاك لعب عرقجي في الدوري الصيفي وسط آمالٍ بالالتحاق بدوري العمالقة الذي رأى كثيرون ان هذا الشاب الموهوب يستحق التواجد فيه.
أمرٌ تأكّد أكثر طوال الأعوام الخمسة الأخيرة مع تألق عرقجي موسماً بعد آخر إن كان بقميص المنتخب او ناديه الأم او الأندية التي احترف معها في الخارج، انطلاقاً من بيجينغ رويال فايترز الصيني، مروراً بالشمال القطري والاتحاد المنستيري التونسي، ووصولاً الى الجهراء الكويتي.
ببساطة، كان وائل الأفضل آسيوياً اداءً وجوائز، فعاد الجمهور ليجدّد معه حلم الظهور في الـ “أن بي آي”. الحلم الذي لا يجرؤ ان يطارده سوى قلّةً من النجوم المميزين.
الواقع أن عددهم لا يمكن ان يصل حتى الى أصابع اليد الواحدة، اذ قبل “إبن المنارة”، طارد النجم فادي الخطيب “الحلم الأميركي”، وكان يستحق تحقيقه بنظر الكثيرين استناداً الى رفعة مستواه، لكن في نهاية المطاف تأجّل اعلان اسمٍ لبناني أوّل في الـ “أن بي آي” منذ ان لمع اسم روني صيقلي الذي برز كأحد افضل لاعبي الارتكاز في الدوري مع ميامي هيت، أورلاندو ماجيك، نيوجيرسي نتس، وغولدن ستايت ووريرز.
الوقت يقتل الحلم
هذا الأخير الذي يضمّ نجوماً كبار على رأسهم افضل مسدّد ثلاثيات في تاريخ الدوري برأي الأكثرية الساحقة من الخبراء، ستيفن كوري، فتح الباب امام عرقجي في خضم الاستعدادات لانطلاق الموسم الجديد للتوقيع على عقدٍ خاص لفترة محدّدة، تماماً كما فعل أخيراً زميله السابق في الرياضي الأسترالي ثون مايكر الذي كان قد وقّع مع هيوستن روكتس، وهو الذي سبق له ان خاض تجارب مختلفة في الدوري الأميركي مع ميلووكي باكس، ديترويت بيستونز، وكليفلاند كافالييرز.
لكن المؤسف ان إتمام الاتفاق توقّف في المرحلة الأخيرة لاسبابٍ تقنية ترتبط بعملية تسجيل النجم اللبناني على لوائح بطل الدوري ٧ مرات (آخرها عام 2022)، اذ رغم ارسال كتاب الاستغناء الخاص بعرقجي من قبل الرياضي عبر الاتحاد اللبناني لكرة السلة الأسبوع الماضي، كانت هناك استحالة لاتمام الإجراءات اللازمة من اجل تسجيله.
المسألة برمّتها أوضحها اللاعب قائلاً: “ما حدث بالضبط هو أنه خلال بطولة كأس القارات في سنغافورة، التقيت بكشّاف من فريق غولدن ستايت ووريرز كان يعمل مع فريقهم في دوري الـ G League. وبعد اندلاع الحرب وتأجيل بطولة لبنان، سألته عبر رسالة إذا ما كان هناك أي مكان شاغر أو فرصة للخضوع الى تجربة، فكانت إجابته: دعني أتحقق لأن القائمة ممتلئة، ولكن قد يكون هناك فرصة”.
وتابع: “بعد أيامٍ قليلة، اتصل بي وأخبرني أنه قد يكون هناك مكاناً شاغراً قريباً، وفي الوقت ذاته “دعنا نكمل جميع الأوراق اللازمة لأن هذا قد يستغرق بعض الوقت”. بعدها، قاموا بإرسال بريد إلكتروني إلى الاتحاد اللبناني يطلبون فيه كتاب الاستغناء”.
وختم: “كانت النقلة قريبة جداً، لكن للأسف، ولأسبابٍ معينة، لم تسر الأمور كما هو متوقّع. آمل أن تتاح الفرصة لي أو لأي لاعب لبناني آخر في المستقبل”.
في قمّة مستواه
فعلاً سيئ الحظ كان عرقجي هذه المرّة، اذ انه مع بلوغه الـ 30 من العمر، يكون قد بلغ قمّة النضج الفني في الملاعب، وهو ما أظهره في الموسم الماضي في أكثر من مناسبة، والدليل تلك التسديدة التي لا تُنسى من خارج القوس ضد الغريم التقليدي الحكمة في المواجهة بينهما ضمن الدوري السوبر لمنطقة غرب آسيا (وصل)، التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة.
وائل بالتأكيد عاش أفضل أيامه، فهو فاز بكل شيء ممكن مع الرياضي فردياً وجماعياً، بإبقائه بطولة لبنان في المنارة، ولقب “وصل” ايضاً، ومن ثم بطولة آسيا. كل هذا بأداءٍ بطولي يترك أسَفاً على الفرصة الضائعة للانضمام الى الدوري الأميركي الذي عَبَر اليه اكثر من لاعب مباشرةً من الدوري اللبناني، ولو أنهم من الأجانب على غرار الأميركي حسان وايتسايد والأسترالي دويوب ريث المنتقل من الرياضي الى بورتلاند ترايل بلايزرز بعد نهاية الموسم الماضي، ليترك سريعاً بصمةً رائعة في الدوري السلوي الأقوى في العالم.
“طار الحلم” مجدداً، لكن ما يعزينا هو ان وائل باقٍ في دورينا ليمتعنا بأدائه، وليحمل الانتصارات الى لبنان والألقاب الى النادي الرياضي والى خزانة جوائزه الخاصة، ففي النهاية لا يجب ان ننسى أن “ولدنا” الرائع هو أفضل لاعبٍ في آسيا.