التحقيقات تتواصل حول دور “المجموعة النرويجية” في جريمة “البيجر”؟
امتدت خيوط التحقيقات في جريمة أجهزة النداء “البيجر” المفخخة، التي أصابت نحو 4 آلاف لبناني الى النرويج، حيث يتوارى عن الأنظار شخص يدعى، رينسون خوسيه (39 عاماً)، يبدو أن له دوراً مركزياً في تفخيخ الأجهزة المذكورة.
وقامت الشرطة النرويجية بمداهمة منزله في منطقة مورتينسرود، وهي ضاحية راقية على مشارف أوسلو، لكنها لم تعثر عليه، ويعتقد أنه غادر هذه الشقة قبل أسابيع.
وأرخت شركة “دي إن” DN Media الإعلامية النرويجية، وهي مجموعة داعمة لسياسة “إسرائيل” كان خوسيه يعمل لديها، حالة من الضبابية على تحركات خوسيه، اذ نُقل عن هذه المجموعة أنها اتصلت بجهاز الاستخبارات المحلي النرويجي مساء الأربعاء 18 أيلول/ سبتمبر 2024 بعدما فقدت الاتصال معه، وبعد أن علمت بارتباطاته بالهجمات التي حصلت في لبنان، لكن مدير هذه الشركة قال لوكالة “رويترز” لاحقاً إن خوسيه مسافر إلى الولايات المتحدة.
لكن معلومات أخرى من أوسلو تقول إن خوسيه غادر أوسلو باتجاه ليتوانيا بعد 12 ساعة فقط من انفجار الأجهزة في لبنان، ولم تعرف وجهته التالية التي يتوقع أن تكون “تل أبيب”.
ويبدو أن خوسيه لم يكن الوحيد ممن وجهت اليهم أصابع الاتهام، فمعه 6 أشخاص آخرين جميعهم يهود من أصول هندية يحملون الجنسية النرويجية، ويجري الحديث في أوسلو أن كل أفراد المجموعة قد اختفوا ولم يبق لهم أي أثر في النرويج.
واستناداً إلى مجموعة من التحقيقات الصحافية التي أجريت في أوسلو، فإن خوسيه، وهو خبير تقني ويتردد إلى “إسرائيل” باستمرار، هو مالك الشركة البلغارية الوهمية “نورتا جلوبال المحدودة” التي أسسها في نيسان/ أبريل عام 2022، ولها عنوان سكني في العاصمة البلغارية صوفيا، وقد قامت هذه الشركة بدفع مبلغ 1.6 مليون يورو لكريستيانا أركيدياكونو بارسوني (يهودية إيطالية مقيمة في هنغاريا) الرئيسة التنفيذية لشركة “بي إيه سي” الهنغارية المسؤولة عن صناعة الأجهزة، بحسب تأكيد الشركة الأم التايوانية Gold Apollo.
وعلم أن الشرطة الهنغارية حققت مع أركيدياكونو بارسونيو، واعترفت بضلوعها بالصفقة ولكن بصفة “وسيط”، ويعتقد أن دور هذه الشركة يتراوح بين توريد هذه الأسلحة كوسيط بين مجموعة شركات وهمية، أو أنها انتجت بالفعل هذه الأجهزة وسلمتها لطرف ثالث، دون معرفة وجهتها النهائية أو معرفتها بعملية التفخيخ.
لكن بكل الحالات، فقد نقل الإعلام الهنغاري عن مصادر أمنية هنعارية أن شركة “نورتا جلوبال” المحدودة الهنغارية سهلت بيع أجهزة النداء، وأن مبلغ 1.6 مليون يورو المرتبط بالصفقة مرّ عبر بلغاريا وأُرسل إلى هنغاريا.
حتى الآن، لم تثبت التحقيقات التي بدأت في النرويج وعدد من الدول الأوروبية ما اذا كانت عملية التفخيخ، التي يعتقد أن خوسيه ومجموعته الهندية–النرويجية قد شاركت فيها، قد حصلت في بلغاريا أو في النروج، أو ربما في دولة أوروبية أخرى.
وتشير المعلومات إلى أن المخابرات البريطانية بدأت بدورها بالتحقيقات لأن خوسيه عاش في لندن لمدة سنتين بين عامي 2013 و2015، وعمل في شركة التسويق Levetron Ltd، ومقرها لندن كمدير لتطوير الأعمال، وأن كريستيانا أركيدياكونو بارسوني/ مديرة شركة “بي إيه سي” الهنغارية تلقت علومها في بريطانيا، ويتوقع أن تتوسع التحقيقات في عدد من الدول الأوروبية استناداً إلى الحديث عن وجود عدد كبير من الشركات الوهمية التي شاركت بشكل أو بآخر في صفقة الأجهزة.
ورغم تأكيدات لوسائل إعلام نرويجية وأوروبية على ضلوع شركة “نورتا غلوبال” البلغارية في هذه العملية، إلا أن السلطات البلغارية تحاول نفي الأمر، إذ أعلنت وكالة الدولة البلغارية للأمن القومي في 19 أيلول/ سبتمبر 2024 أنه”على عكس التقارير بشأن “نورتا غلوبال” Norta Global، لم تظهر سجلات الجمارك أي أثر لأجهزة النداء التي غادرت الأراضي البلغارية”، وأصدرت في اليوم التالي (20 أيلول/ سبتمبر) بياناً آخر نفت فيه دور الشركة في الانفجارات اللبنانية.
الواضح، أن هذه القضية بدأت تأخذ أبعاداً جديدة، فهي تحظى باهتمام واسع من قبل الإعلام النرويجي، والحكومة النرويجية مصرة على إجراء تحقيقات معمقة وموسعة، ويقال في أوسلو إن هذه التحقيقات قد تكشف عن عدد كبير من الشركات الوهمية التي أسستها الأجهزة الإسرائيلية كواجهة لعملياتها.
الميادين علمت أن دعوى رفعت أمام القضاء النرويجي فور اكتشاف الارتباط المرجح لرينسون خوسيه ومجموعته في صفقة أجهزة النداء، وطُلب من الشرطة النرويجية اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستدعائهم والتحقيق معهم، وهذه الدعوى شملت الأسماء التالية بصفتهم مشاركين في العملية:
– جوجي أبراهام توماس مواليد 1982
– جايروس جوزيف ميتي مواليد 1987
– إيفان بياروهانجا/ ذكر/ مواليد 1977.
– بونيفاس مويلا شيمبابوي مواليد 1984.
– نالد تيبيتا مواليد 1986.
– رسول موديندا مواليد 1973.