بعد الميدان.. “إسرائيل” تُهزم أمام بيئة المقاومة
يوسف الصايغ - دايلي ليبانون
في وقت كان إعلام العدو ينقل صور الدمار والنيران التي أحدثتها صواريخ المقاومة في قاعدة “تسنوبار” اللوجستية، وبمستوطنة “كتسرين” في الجولان المحتل ومعبّراً عن حجم الخوف والرعب الذي بات يسكن قلوب وعقول المستوطنين بفعل صواريخ المقاومة، إنبرى أحد النواب متطوعاً عبر شاشة تتبنى دائما الرواية المعادية في التعامل مع الاعتداءات الاسرائيلية التي تستهدف جنوب لبنان، ليكشف عن موعد الحرب القادمة معلنا أنها “ستبدأ خلال ساعات او أيام إستنادا الى ما وصفها بـ”المصادر الرفيعة”، قبل ان يتراجع النائب المذكور عن كلامه، كذلك سارع بعض الخبراء والإعلاميين الى الترويج لرواية “الحرب الواسعة” والكشف عن سيناريوهات من هنا ومعارك طاحنة من هناك، ما يطرح السؤال عن الهادف الكامن خلف هذه البروباغندا التي تصب في خدمة العدو أولا وأخيراً، بحيث أنها تندرج في سياق الحرب النفيسة التي يحاول العدو عبر إعلامه ومسؤوليه ترويجها على صعيد الجبهة الشمالية أي جهة لبنان.
لكن المفارقة التي يجب التوقف عندها أنه في الوقت الذي يحاول بعض الداخل اللبناني تقديم خدمات مجانية الى كيان العدو عبر الترويج للحرب الواسعة، فإن هذا الكيان نفسه قام بنشر مشاهد لحجم الدمار وللحرائق في قواعد ومستعمرات الجولان، والتي شكلت مادة للإعلام الإسرائيلي لتوجيه الانتقاد الى حكومة نتنياهو، واعتبار ان ما تعرض له الجولان من قصف صاروخي دليل جديد على تآكل قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي، فلماذا يحاول بعض الداخل اللبناني تقديم أوراق مجانية للعدو من خلال المشاركة في حملة التهويل والترهيب، وبالمناسبة هي لن تقدم او تؤخر كثيراً في بيئة المقاومة، خصوصا عندما نشاهد ونسمع والدة الشهيد علي دقماق وهي تدعو رفاق إبنها الى مواصلة المسيرة واكمال دربه وتقول بالحرف الواحد “بدنا ننتصر ونحن من يجب أن نهزم هذا العدو”، فأمام هذه الروحية المنتصرة يصبح المشهد واضحا وعنوانه “إسرائيل تهزم أمام بيئة المقاومة في الحرب النفسية، بعدما هُزمت أمام المقاومة في الميدان”، فألا يخجل أولئك الذين يطلقون التصريحات مما يقترفون من جريمة بحق الوطن وأهله لا سيما أهالي الشهداء، الذين يقدمون أغلى ما لذيهم من فلذات أكبادهم من أجل عزة وكرامة لبنان؟
أما عن توقيت الميدان والرد الآت فلا كلام كثير يقال لأن التوقيت مضبوط في أياد أمينة ومعاصم رجال يدركون متى يحين الموعد المنتظر كي يقول الميدان كلمته التي لن يعلو بعدها كلام، بعيدا عن مواعيد تضرب من من هنا وتوقيت يعلن من هناك، فالمنتصر هو من يعرف متى يدخل الحرب ومتى لا يدخلها، وما يشهده الميدان منذ أكثر من عشرة أشهر حتى اليوم خير دليل على ان الكلام الفصل في الميدان وحده، وليس عبر الشاشات او من خلف طاولات المفاوضات التي لن تمنع الحساب والثأر لدماء الشهداء في بيروت وطهران وغزة وكل فلسطين، وعلى إمتداد محور إسناد غزة من جنوب لبنان وصولا الى اليمن مروراً بالجولان والعراق.