تدمير قواعد عسكرية واستخبارية ومصانع أسلحة ومطارات عسكرية!
يترقّب كيان الاحتلال والعالم الردّ الإيراني وحزب الله ومحور المقاومة، وانشغل المحللون العسكريون والسياسيون بتوقع طبيعة الردود والتداعيات المحتملة وفرضيّات توسيع الحرب وصولاً إلى الحرب المفتوحة.
واكتفت جهات مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” بالإشارة إلى أن القرار اتخذ بردّ مؤلم على العدو يتناسب مع العدوان الأخير على الضاحية وسيدفع العدو للندم على فعلته. وأوضحت أن طبيعة الهدف باتت ملك القيادة الميدانيّة والوقت مرهون بطبيعة الهدف. لافتة إلى أن المقاومة عاقلة وحكيمة ولا تتصرّف بانفعالات والردّ سيكون متناسباً مع حجم العدوان ووفق حسابات دقيقة وتخدم معادلات الردع وحماية لبنان والضاحية، خصوصاً لمنع العدو من تكرار عدوانه. وفي الوقت نفسه لخدمة استراتيجية محور المقاومة بحرب استنزاف كيان الاحتلال وعدم منح نتنياهو ذريعة لتوسيع الحرب وجر الأميركيين اليها. وحذرت المصادر من أن رد العدو على رد المقاومة سيدفع الأخيرة لردّ أقسى وأشد ايلاماً. مضيفة أن المقاومة مستعدّة لكافة الاحتمالات.
وفي سياق ذلك جدّد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، تهديد “إسرائيل” بالردّ على اغتيال القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر بغارات استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية.
وقال قاسم، في تصريح إعلاميّ: “كلما ارتقى لنا شهيد ازددنا تمسكاً، فكيف إذا كان قائداً من القادة”، مؤكداً أن “هذه الشهادة ستنتج نتائج كبيرة جداً، وأن الرد سيكون حاضراً ومهماً ومؤثراً”.
وتابع: “نحن مقتنعون بهذه النتيجة، وإن شاء الله تكون خطوة كبيرة على طريق النصر”، مردفاً: “نحن أصحاب حق ويجب علينا أن نواجه محور الشر وسننتصر”.
إلا أن خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لفتوا لـ”البناء” إلى أن إيران وحزب الله يملكان بنك أهداف واسعاً في “إسرائيل” ويدرسان الردّ لكي يكون متناسباً مع الضربة الإسرائيلية للضاحية وبالوقت نفسه لا يدفع للحرب الشاملة إلا اذا اتخذها العدو ذريعة لإشعال الحرب الإقليمية بقرار أميركي. واوضح الخبراء لـ”البناء” أن كل كيان الاحتلال ومصالحه في العالم هي ضمن بنك أهداف حزب الله وإيران، لكن المرجّح ان يكون الرد بإطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات المتفجّرة على قواعد عسكرية واستخبارية ومصانع أسلحة ومطارات عسكرية وتدميرها كلياً إضافة الى بنى تحتية ونفطية وغازية وموانئ ومحطات توليد كهرباء قد تكون على لائحة الأهداف. كما توقع الخبراء أن يكون الردّ من نقاط قريبة جغرافياً لـ”إسرائيل” لتجنب الدفاعات الجوية الأميركية والأوروبية والدول الحليفة لواشنطن ما يجعل أغلب الصواريخ والمسيّرات تصل إلى أهدافها بدقة وتُحدث مفعولاً كبيراً. وذكّر الخبراء بالمسيّرة اليمنيّة التي اخترقت كل الدفاعات الجوية الأميركيّة الإسرائيلية ووصلت إلى تل أبيب. كما توقع الخبراء ان يكون الردّ خلال أيام قليلة.
وقبيل منتصف الليل أفيد عن هجوم سيبرانيّ عطّل موقع هيئة الطيران الإسرائيليّة ومطار بن غوريون.
وعم الخوف والهلع كل أنحاء كيان الاحتلال في ظل سيل من التوقعات حول طبيعة الردّ وسط انتقادات وجّهها مسؤولون في المعارضة ورؤساء مستوطنات وجنرالات سابقين لحكومة نتنياهو على تنفيذ عمليات اغتيال في طهران والضاحية الحنوبية لبيروت لكون الخسائر ستفوق ما حققه نتنياهو.
وحذّر أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، في رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من “التوغّل البري في لبنان وفقاً للخطة الحالية للجيش الإسرائيلي”، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية. ونقلت “هيئة البث” عن أعضاء في الكنيست قولهم إنّ “خطة الجيش الحالية للتوغل البري إلى لبنان مغلوطة”. وقال نواب في الكنيست في رسالة موجّهة إلى نتنياهو: “نؤيّد التوغّل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكنّ الخطة التي عُرِضت علينا ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم”. واعتبر أعضاء من الكنيست أنّ “هذه الخطة قد تقود “إسرائيل” إلى فشل مأسوي له عواقب غير مسبوقة”، باعتبار أنّها “لم تُراعِ الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة”.
وفيما أشار مكتب نتنياهو الى ان الوفد التفاوضي الاسرائيلي سيعود الى المفاوضات الأسبوع المقبل في قطر، وأشارت اوساط دبلوماسية غربية لـ”البناء” الى ان المفاوضات ستتواصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين للتوصل الى هدنة مؤقتة في غزة تمهيداً لوقف إطلاق النار. كاشفة عن ضغوط أميركية كبيرة على الحكومة الاسرائيلية لوقف إطلاق النار قبل الانتخابات الأميركية لكون الإدارة الأميركية الحالية تريد وقف الحرب مؤقتاً لضمان فوز مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس في الانتخابات في تشرين المقبل. وأضافت الأوساط أنه وحتى لو صرحت الإدارة الأميركية بالدعم لـ”اسرائيل” في عملياتها الاخيرة، لكنها رسمت لها خطوطاً حمراء لكي لا تؤدي ضرباتها لحرب مفتوحة.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى ان نتنياهو تلقى رسالة من نواب في الكنيست تؤيد التوغل براً في لبنان.