عكار: المستقبل يفوز بأصوات 8 آذار
عقب إغلاق صناديق الإقتراع في دائرة الشمال الأولى، بدات الأخبار تسري سريعاً عن فوز تيار المستقبل بالأكثرية الساحقة في عكار، ومع مرور الوقت تبين ان التيار الأزرق خسر مقعد من أصل 6، فيما نجح التيار الوطني الحر من الفوز بالمقعد السادس، وبذلك يكون قد حقق اول تمثيل رسمي له في محافظة عكار.
المتابع لانتخابات المحافظة الأفقر في لبناني، يعرف كم كانت معركة فريدة من نوعها، بدءً من إعلان الترشيحات، والتحالفات، حيث واجه الابن والده، وتحدى الأخ اخاه، ووصولا الى النتائج التي كانت مخيبة لامال الكثيرين ممن عولوا على وعي الناخبين، وما عانوه من اهمال اقتصادي وانمائي واجتماعي طوال السنوات العشر الماضية.
لكن وبالرغم من ذلك، فقد حملت النتائج في طياتها الكثير من الرسائل والملاحظات التي سيبنى عليها في السنوات المقبلة، أبرزها كيف أن تيار تيار المستقبل أعلن تخليه عن كل نوابه السابقين، وإستبدالهم باخرين من خارج النسيج الأزرق، أمثال المرشح وليد البعريني الذي حقق الرقم الأول في عكار.
هكذا بدت المعركة في عكار.
مع فتح صناديق الإقتراع، شهدت المعركة إقبالاً كثيفاً من قبل الناخبين، خصوصاً في مناطق فنيدق ووادي خالد وببنين، ومع مرور الوقت بدات الأمور تميل حصراً لصالح لائحة “المستقبل لعكار”، والتي كانت تأمل في حصد المقاعد الستة في الدائرة.
ومع ظهور النتائج شبه اولية،تبين ان عدد المقترعين بلغ 280 الف، ما يعني ان الحاصل الانتخابي المفترض ان تؤمنه اي لائحة لدخول المنافسة ونيل حصة من المقاعد الانتخابية هو 20800 صوت تقريبا. وسرعان ما بدات تتكشف الأرقام، فكان أول الفائزين وليد البعريني، تلاه محمد سليمان وطارق المرعبي (عن المقاعد السنة) فيما فاز هادي حبيش عن المقعد الماروني، ووهبي قاطيشا مرشح القوات اللبنانية عن المقعد الأرثوذكسي، فيما فاز النائب خضر حبيب عن المقعد العلوي.
فيما تمكنت اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر الفوز بمقعد الارثوذكسي الثاني لصالح أسعد درغام.
في المقابل فشلت باقي اللوائح من اجتياز الحاصل الأنتخابي، أبرزها لائحة القرار لعكار والتي يرأسها النائب السابق وجيه البعريني، والذي كان يعد الرقم الأصعب في عكار، الا أن الحركة الملتوية التي قام بها نجله وليد، وبعدما اعلن تحالفه مع تيار المستقبل، ما ادى الى تضعضع قرار عائلة البعريني، والمناصرين، والت الغلبة الى الابن.
في المحصلة تمكن تيار المستقبل من الفوز بأصوات 8اذار، بعد أن ضم الى لائحته وليد البعريني، الذي جير قرابة 25000 صوت للائحة المستقبل، وهو ما يطرح تساؤلات عن شكل النتائج التي كانت ستصدر، لو أن البعريني بقي في خط والده، وهل كان المستقبل سيتمكن من الفوز بالمقاعد الخمسة من دون البعريني ؟
في المقابل، أدى تشرذم الصوت العلوي بين المرشح حسن السلوم، والنائب السابق مصطفى حسين، الى انقسام الصوت التفضيلي بينهم، ومنع لوائحهم من اجتياز الحاصل الإنتخابي، وهو ما اعطى فرصة لنائب المستقبل خضر حبيب للعودة الى المجلس النيابي لأربع سنوات جديدة.
“العهد”