يبدو الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كأنه قد تولّى منذ السابع من تشرين الأول فتح «جبهة إسناد» سياسي للمقاومة في غزة والجنوب، وهذا ما تأكد مرة أخرى من خلال نمط تعاطيه مع تداعيات الصاروخ الذي أصاب بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
نجح جنبلاط في حماية الجبهة اللبنانية الداخلية من شرخ كبير، فيما المقاومة تخوض على جبهة الجنوب قتالا شرسا لا يتحمل الانشغال بأيّ اشتباك داخلي.
وقد انطوى موقف جنبلاط الحاسم في رفض الانجرار الى الرواية الإسرائيلية لصاروخ مجدل شمس، على أهمية استثنائية بالبعدين الوطني والدرزي، في اعتبار أنّ هذا الموقف شكّل درعاً سياسياً في مواجهة شظايا الصاروخ التي كان يُراد منها ان تصيب أيضاً نسيج البيئة اللبنانية، الهَش اصلاً، وصولاً الى افتعال فتنة بين الشيعة والدروز.
ويسجّل لجنبلاط في هذا الإطار انه تمكّنَ سريعاً من تفكيك صاعق الفتنة عبر تَصدّيه الفوري لمحاولة التلاعب بالعواطف المتأججة وجَزمه بأنّ الاتهام الاسرائيلي لـ»حزب الله» بالوقوف وراء إطلاق الصاروخ هو افتراء وادعاء كاذب، مؤكداً انه بالمرصاد لمشروع العدو الساعي إلى إشعال الفتن وتفتيت المنطقة وانه الى جانب المقاومة في مواجهة الإجرام والاحتلال الإسرائيلي.
وأتى كلام جنبلاط امتداداً للخيار الاستراتيجي الذي اعتمده منذ بداية الحرب على غزة ومعركة الإسناد من الجنوب، وقضى بدعم المقاومة في فلسطين ولبنان من دون تردد، مُستنداً الى إرث كمال جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي في مجال دعم القضية الفلسطينية، مع حرصه في الوقت نفسه على عدم الذهاب نحو توسعة الحرب.
كذلك اختار جنبلاط ان يتصدى لسياسات واتجاهات بعض الاوساط الدرزية في فلسطين المحتلة والتي تَماهت مع الكيان الاسرائيلي، مُصرّاً على التمسّك بالهوية العربية للدروز ورفض الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، ما ولّد انزعاجاً منه لدى تلك الاوساط وفي الدوائر الإسرائيلية.