الرئيسيةخاص دايلي ليبانون

عاشوراء ..النهضة “المدويّة” على مرّ التاريخ

بقلم الإعلامية زينب نعمة

منذ البدء كان الشعار الذي رفعه الإمام الحسين (ع) “طلب الإصلاح في أمة جده رسول الله (ص).
ولأجل هذا المطلب الجليّ قضى الحسين مع أهل بيته واصحابه في واقعة استثنائية خلّدها التاريخ لأنها شكّلت مفصلاً ومرتكزاً أساسياً لاستمرار الإسلام الصحيح السليم الذي كان يسعى آل أميّة لتشويهه دون اكتراث لماهية وجوهر هذا الدين.
ماذا لو سلّم الإمام الحسين (ع) ليزيد وأعطاه البيعة، هل كان هذا الفاسد سيحفظ الدين الحقيقي ؟
كيف سيقوم بصون أمانة الدين وهو رجل فاسق؟
الأمور هنا لا تحتاج إلى ذكاء مفرط لمعرفة أنّ الإسلام كان سيضيع حتماً على يد ابن معاوية شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة.

الخطير في ذاك الزمن وتلك الفترة من التاريخ أنّه كادت أن تُمحى آية الإسلام لولا هؤلاء النفر القليل الذين افتدوه بنفوسهم وأرواحهم الزاكية.
إنّ أيقاظ الامة آنذاك كان أمراً غاية في الصعوبة بعد ان عاث المفسدون واعتاد الناس دين ملوكهم، فلا مجال للنصح ولا معنى للوعظ لأنّ الداء عضال والدواء مر المذاق لا يتجرعه الا من ابتاع نفسه لله.
نعم لقد القى الله بالحسين (ع) كوتدٍ ليثبت به لائحة الإسلام الأصيل وتعود الامة للتأمل من جديد في حقيقة الدين وغاية الإصلاح وتقويم الإعوجاج الذي بلغ حداً كبيراً عظيماً.
إذاً كان لا بدّ من صرخة مدويّة ومن حدث جلل كي يُصان الدين الإسلاميّ الحنيف بكافّة أصوله وفروعه وتفاصيله.
واقعة الطف والشهادة العظيمة لابن بنت رسول الله في كربلاء وما تحويه من أحداث وما وصلنا من تفاصيل تثبت بحقّ أنّ الشهادة ونزف الدماء في جبهة الحقّ هو أقوى من احتشاد الجيوش وعتادها وعديدها الكثير في جبهة الباطل..

الحسين نصر الحقّ وحفظ الدين بشهادته الاستثنائية .. بندائه الخالد على مرّ الأزمان:

لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد”..

هذا الموقف هو الذي حفظ لنا الصلاة والصوم والأذان .. لتثبت الدماء والتضحيات أنّها مشاعل طريق وأنّها بوابة عبور وتأسيس للأجيال القادمة..
الشهادة هي الأثر الجميل الذي حفظ النهج القويم ..

مدينون للإمام الحسين (ع) ما بقي الليل والنهار .. وما بقي في الكون نداء لا إله إلا الله..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى