على الرغم من عدم نيلها الشعبية الكافية في لبنان إلا أن ألعاب القوى تضم بعض الأسماء الجيدة من عدائين وعداءات، وهناك اقبال ومثابرة من بعد الأبطال الذين يحلمون بالذهاب بعيدا، ومن بينهم مارك انطوني إبراهيم الذي خصّ “الديار” بهذا الحديث الذي حمل هموم الرياضيين المحليين.
يقول إبراهيم في مستهل حديثه “بدايتي مع ألعاب القوى كانت في المدرسة في عمر 12 سنة إلى جانبها مارست كرة اليد والتايكواندو، لكنني فضلت هذه الرياضة الفردية لأنها تحتاج إلى تصميم ومثابرة ولأن أرقامها ونتائجها تظهر مدى جدية كل عداء وتعبه وسهره ومن هنا يرتبط التألق بالشخص نفسه، أنا حاليا طالب في الجامعة اللبنانية الأميركية ولكنني هذا العام انقطعت عن الدراسة حتى أضع كل تركيزي على التأهل الى الألعاب الأولمبية في باريس على أن أعاود الدراسة في العام المقبل وتخصصي هو علوم الكومبيوتر”.
يتابع “أول انجاز لي كان في عام 2019 حين حللت في المركز الأول في مسابقة رمي الرمح في بطولة العرب والمركز الثالث في 400 متر حواجز وفي عام 2021 تأهلت الى بطولة العالم للشباب وتم تصنيفي في المركز التاسع وكنت اول لبناني يتأهل إلى نصف النهائي وفي العام الحالي أحرزت بطولة دولية في دبي وكسرت رقم البطولة وأصبحت أفضل لاعب ألعاب قوى في تاريخ لبنان كما أنني أحمل الرقم القياسي في 400 متر حواجز محليا”.
يعتبر إبراهيم أن رياضة العاب القوى في لبنان إلى تراجع عاما بعد عام، لأن المقبلين عليها قلة قليلة فالكل يتجه نحو العاب جماهيرية مثل كرة القدم وكرة السلة، ولكن توجد فئة قليلة من الوجوه الواعدة تحمل أرقاما جديدة وهي قادرة على البروز بشكل لافت في المستقبل.
يواصل “هذه اللعبة أم الألعاب وهي منتشرة عالميا وينقصها تسليط الضوء من وسائل الاعلام وأيضا الملاعب فمضمار المدينة الرياضية الذي نتدرب عليه أصبح قديما ومهترئا وبحاجة للتجديد والصيانة، وهناك عامل ثالث وهو الأهم، المدخول المادي والرعاة القادرين على التمويل فالاتحاد رغم الشح المالي في خزينته إلا أنه يحاول قدر المستطاع اقحام الأبطال في مسابقات محلية ودولية”.
العين على باريس
يحتاج مارك أنطوني إبراهيم لبلوغ أولمبياد باريس 2024 إلى تحقيق توقيت 48.7 ثانية أو جمع النقاط ليكون بين افضل 40 عداء في العالم، وهو حاليا في المركز 42 ويسعى جاهدا لبلوغ الأولمبياد وهو قاب قوسين من تحقيق هدفه.
يشرف على إبراهيم المدرب الدكتور جورج عساف وهناك برنامج تدريبي خاص للأولمبياد ويتدرب معه بمعدل 7 ساعات يوميا بين ركض ولياقة بدنية ونظام غذائي خاص.
لو لم يكن إبراهيم لاعب العاب قوى لاختار رياضة كرة اليد لأنه تعلق بها منذ نعومة اظفاره، أما مثاله الأعلى عالميا فهو العداء النروجي كارستن فارهولم.
يختم “العاب القوى تحتاج إلى الصبر والمواظبة على التمارين وانصح كل زملائي بالصبر والثقة بالنفس دوما وهي تحتاج إلى عقلية صامدة وذهنية عالية فاستخدام الدماغ هو أهم من استعمال الجسد، واي عداء قد لا يكون في يومه حينا من الزمن ولكن بالصبر قد يقلب التوقعات ويحقق مبتغاه ويكمل في طريق الانتصارات”.