هو الفوز الذي احتاج إليه العهد، وهو الانتصار الذي احتاجت إليه كرة القدم اللبنانية.بطل لبنان يغلب “ضيفه” النهضة العُماني بهدفٍ وحيد في ذهاب نهائي منطقة غرب آسيا المؤهل الى المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.
فوزٌ بدا حاجةً إلى الفريق الفائز بعد التشكيك بحظوظه من قبل شريحةٍ لا بأس بها من المتابعين في المراحل الأولى من المشوار القاري، انطلاقاً من تأهله الى الأدوار الإقصائية بشقّ النفس. أضف أن أداء العهد في بعض محطات الدوري المحلي لم يترك مؤشرات بأن هذا الفريق يختزن قوةً قد يفرزها في آسيا لكي يتمكن من تكرار الإنجاز الأكبر في تاريخ الكرة اللبنانية عندما فاز بلقب هذه المسابقة عام 2019.
هذه الكرة التي عرفت أياماً صعبة في الآونة الأخيرة على صعيد النتائج الخارجية يمكنها أن تتنفّس الصعداء، وتعتبر بأن الأمل يبقى موجوداً مهما تكن الصعوبات، لتكون عودتها القوية عند تذليل كل الظروف الصعبة الخارجة عن إرادتها لتُطلّ الأندية والمنتخبات مستقبلاً بأبهى حلّةٍ بين أقرانها العرب والآسيويين.
فوز العهد يُحسب لكل مؤمنٍ بإمكانية حدوثه وتواجد على أرض الملعب، ولكل من خطّط له ونفّذه. والأكيد أن أكثر السعداء على هذا الصعيد هو المدير الفني رأفت محمد الذي تناولته الشائعات أخيراً وتحدثت عن رحيله عن الفريق، لكنه “لعبها صح” في هذه الموقعة، وبعثر كل حسابات النهضة من خلال تغييرات غير متوقّعة في التشكيلة الأساسية لفريقه، ولعل أبرزها إبقاء أفضل هدافيه الاسكوتلندي لي إيروين على مقعد البدلاء مفضّلاً عليه الدولي كريم درويش الذي حصل على بعض الفرص وسجّل هدفاً ألغاه الحكم بداعي التسلل.
حقق العهد انتصاراً غالياً قبل لقاء الإياب في أرض النهضة الثلاثاء المقبل
رأفت محمد حصل على ما كان يحتاج إليه ونجح في هذا الرهان وفي ذاك الذي اختاره قبل بداية الموسم لسببٍ بسيط، وهو صناعة الفارق في التحدّي الآسيوي. وهنا الحديث عن مواطنه الدولي محمد الحلاق الذي كان وراء تأهل الفريق الى نصف نهائي المنطقة عندما قاده الى الفوز على الفتوة السوري (2-1) في ختام دور المجموعات بحصوله على ركلة جزاء عادل منها فريقه النتيجة، ومن ثم تسجيله هدف الفوز الحاسم في الوقت المحتسب بدل من الضائع.
بطبيعة الحال، وبالحديث عن الجانب الفني، ربما كان ينتظر المتابعون مباراةً أفضل من الفريقين اللذين وُصفا عملياً بالأفضل في منطقة الغرب، لكن على ملعب كربلاء الدولي الذي ظهر بحلّةٍ رائعة، لم يظهر أيٌّ منهما متفوّقاً بشكلٍ كبير على الآخر، وعاب أداؤهما في فتراتٍ عدة من اللقاء العشوائية في المحاولات الهجومية الى جانب هفواتٍ دفاعية غريبة، أكثرها كان لدى النهضة الذي ترك مساحات عدة لم يستثمرها العهد حتى الدقيقة 47 عندما مرّر وليد شور كرةً بينية الى الحلاق الذي أرسلها منفرداً الى قلب الشباك.
هدفٌ دفع النهضة الى الضغط محاولاً بدوره الاستفادة من تعامل مدافعي العهد مع بعض الكرات التي شتّتها على وقع التوتر إثر تراجع الفريق كلّه نسبياً الى الخلف للحفاظ على التقدّم، فوجد بعض الثغرات داخل منطقة الجزاء، لكن رعونة مهاجميه لم تساعده للوصول الى الشباك، فسدّد مراتٍ عدة من مسافةٍ قريبة فوق المرمى، تماماً كما فعل البديل علي الحاج في أواخر اللقاء حيث لاحت له فرصة حسم الأمور نهائياً لمصلحة فريقه.
الواقع أن ظهور النهضة بهذا المستوى لم يكن مستغرباً لمن تابع هذا الفريق في الدوري العُماني هذا الموسم، لكن لا يمكن الجزم بأنه سيقدّم المستوى عينه على أرضه في لقاء الإياب الذي سيجمع الفريقين الثلاثاء المقبل في مسقط، إذ إنه لعب في كربلاء المعتمدة “أرضاً” للعهد الذي استغلها بالتالي بالشكل المناسب، رغم أنه عملياً يلعب خارج الحدود اللبنانية، ما يعني أن النتيجة التي حققها تعتبر إنجازاً مضاعفاً.
