في ذكرى اعتقال الأسير يحيى سكاف .. أهل الشمال يتمسّكون بتاريخهم المقاوم
غنوة سكاف - العهد
لا يختلف إثنان على تسمية طرابلس وكل مناطق الشمال بقلعة العروبة. المناطق الشمالية من الكورة وطرابلس والمنية وعكار كانت على مر الزمن الخزان البشري لفصائل المقاومة بكافة أشكالها الوطنية والإسلامية، اللبنانية والفلسطينية. أسماء الشوارع والساحات الأساسية في المناطق الشمالية ارتبطت بأسماء كبار المناضلين والشهداء والأسرى الذين أفنوا حياتهم في سبيل الدفاع عن أوطاننا بمواجهة الغطرسة الصهيونية.
الشمال العروبي الذي لبّى أبناؤه بالأمس من كافة المناطق الشمالية الدعوة إلى المهرجان الحاشد الذي أقيم في المنية لمناسبة الذكرى السنوية الـ ٤٦ لإعتقال الأسير في السجون الإسرائلية يحيى سكاف، الذي نظّمته الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين ولجنة أصدقاء الأسير سكاف في قاعة جنة الغنى في المنية، والتي غصّت بالحضور الجماهيري والسياسي الذي كان لافتًا من خلال حضور وفد قيادي من حزب الله تقدمه مسؤول العلاقات الوطنية في الحزب الوزير السابق محمود قماطي، إضافةً إلى وفد من حركة المقاومة الإسلامية-حماس برئاسة ممثلها في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، كما مشاركة رجال الدين من مختلف الطوائف جنباً إلى جنب، وكافة القوى السياسية الوطنية والإسلامية المؤيدة لخيار المقاومة من كافة المناطق اللبنانية وأسرى محررين من سجون الإحتلال وحشود من أبناء المخيمات الفلسطينية.
التأييد الكامل والواضح للمقاومة كان طاغيًا وواضحاً خلال المهرجان الذي أكد خلاله المتحدثون من مسؤولي الأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية ومسؤولي الفصائل الفلسطينية ضرورة التمسك بالمقاومة كخيار وحيد لمواجهة العدو الصهيوني في ظل المعركة الشرسة التي يخوضها رجال المقاومة على الأرض من جبهة غزة و الضفة إلى جبهة الجنوب اللبناني و التي تُساند من قوى محور المقاومة من اليمن الى العراق و سوريا.
أما العبارة الشهيرة للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، و التي تحمل توقيع سماحته التي قال فيها: “نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون لأن الأمة التي تترك أسراها هي أمة بلا شرف و بلا كرامة”، فكانت الحاضر الأكبر عند الخلفية الأساسية للمهرجان وعلى كافة الصور داخل القاعة، للتأكيد أن حرية الأسرى لن تأتي إلّا من خلال قبضات المقاومين.
وفي ظلّ هذا الحضور الوطني الذي إلتقى في مدينة المنية، أصبح واضحًا للجميع أن المقاومة حاضرة بقوة وباقية في قلوب ووجدان أبناءالشمال الذين لم يتخلوا عن دعمهم للمقاومة التي تناضل يوميًا وتقدم الشهداء في سبيل الدفاع عن عزة و كرامة الأمة بأكملها، وهم حاضرون من أجل مساندة المقاومة في معركتها المفتوحة مع العدو الصهيوني، لأن كل مناطق الشمال لديها جرحى وشهداء سقطوا في المواجهات مع العدو الصهيوني في جنوب لبنان أيام إحتلاله، فكان منهم الشهداء إبن عكار علي غازي طالب وأبناء المنية من الشهيد منيرالحواط إلى عبد الحميد عقل وعدنان سكاف، ومنهم من دخل إلى عمق فلسطين المحتلة كالشهيد عامر عامرية والأسير يحيى سكاف، وإبن القبيات العكارية الأسير في السجون الفرنسية جورج ابراهيم عبد الله.
بعد هذا المشهد الذي أكد خلاله الشماليون أن البوصلة كانت ولا زالت وجهتها تحرير فلسطين من رجس الإحتلال، وإن الشمال سيبقى حاضنًا للمقاومة بكافة أشكالها الإسلامية و الوطنية، يمكننا أن نقول أن الرسالة القوية في هذا المهرجان قد وصلت للعدو وأعوانه بأن مخططاتهم ومشاريعهم التي يحاولون تنفيذها في وطننا قد دفنت إلى غير رجعة، لأن أهلنا أصيلون أوفياء لا يمكنهم أن يتخلّوا عن تاريخهم المشرف المتمثل بالوقوف مع القضايا المحقة لأمتنا وفي المقدمة القضية الفلسطينية التي تشكل القضية المركزية لكل العرب والمسلمين و لأحرار العالم.