جولةٌ جديدة مثيرة بعناوينها هي الثالثة في سداسية الأوائل في الدوري اللبناني لكرة القدم، قد ترسم شكلاً آخر للمنافسة على اللقب، وهي التي تحمل أكثر من قمّة، بحيث باتت كل مباراة مصيرية أقلّه لأربعة فرقٍ تتسابق في الوقت الحالي بين البقاء في مقدّمة الترتيب أو القبض على الصدارة.أولى مباريات هذه الجولة، التي يستضيفها كلّها مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية، ستكون عند الساعة الرابعة من بعد ظهر الجمعة عندما يلتقي النجمة مع الراسينغ.
ومما لا شك فيه أن الأنظار ستكون مصوّبة على «النبيذي» أكثر من غيره بعد الخضة التي عاشها إثر انتهاء الجولة الماضية، حيث سقط أمام الصفاء بهدفٍ وحيد أبعده عن الشراكة في الصدارة، ووضع الفائز على نفس المسافة منه وعلى بُعد 3 نقاط من العهد المتصدر وحامل اللقب.
وستشكّل هذه المباراة الإطلالة الجديدة للنجمة، الذي كان قد بدّل مدربه إثر التخلي عن خدمات البرتغالي باولو مينيزيس والتعاقد مع الصربي دراغان يوفانوفيتش، المنتظر أن يقدّم الفريق بصورةٍ مختلفة انطلاقاً من أفكاره المغايرة، حيث يبدو السؤال المطروح إذا ما كان سيعمل بنفس النهج الذي عُرف فيه أيام كان مدرباً لشباب الساحل، بحيث إن الهجوم كان في باله غالباً، وهو ما يمكن أن يلتقي مع الإمكانات الموجودة في النجمة، والتي تنتظر أن تندمج في أسلوبٍ مناسبٍ لها من أجل تظهير أفضل ما يمكنها على أرض الملعب.
كما سيسجّل القائد السابق للفريق الشعبي عباس عطوي عودة عاطفية الى الملاعب مع فريقه الأمّ بعد تعيينه في منصب المدرب، حيث ينتظر أيضاً أن يكون لحضوره تأثير إيجابيّ لناحية معرفته باللاعبين المخضرمين الذين يقومون بدور قياديّ في المجموعة، ما يفترض أن يخلق استقراراً أكبر.
الأنصار يواجه الجريح
والاستقرار هو ما يفتقر إليه الراسينغ قسراً، وتحديداً في الشق الفني حيث عانى فريق «القلعة البيضاء» منذ أسابيع من إصاباتٍ عدة «خربطت» حسابات المدرب المونتينغري فلاديمير فويوفيتش، وهو بعد استعادته بعض عناصره سيفتقد آخرين من التشكيلة الأساسية، إذ الى جانب إيقاف لاعب الوسط الصربي لازار أرسيتش بسبب تراكم الإنذارات، سيبتعد المدافع جاد نور الدين، الذي عاودته الإصابة أيضاً، إضافةً الى الضربة الموجعة بتعرّض حارس المرمى الأول علي الحاج حسن لقطعٍ في الرباط الصليبي لركبته خلال التمارين، ما يعني انتهاء موسمه.
وإذا كان الموسم يبدو صعباً في هذه الأيام على فريق منطقة الأشرفية، فإن الأنصار الذي يقابل البرج يوم السبت عند الساعة 16.00، قد أطلق موسمه بشكلٍ فعلي بعد انتصاره الكبير على الراسينغ 4-1 في الجولة الماضية، وذلك بفضل أداءٍ هجومي ترك اطمئناناً عند جمهور الأخضر بأن بإمكان الفريق استعادة اللقب الذي خسره في الأمتار الأخيرة في الموسم الماضي.
في المقابل، يعرف البرجيون أن بإمكانهم تقديم أفضل مما ظهروا عليه حتى الآن، لكن هناك بعض التفاصيل البسيطة التي يحتاج هذا الفريق المجتهد الى تعديلها، ليجد بالتالي التوازن في تشكيلته التي يملك فيها عناصر محليّة جيّدة ومتحمّسة دائماً للعب وتحقيق الانتصارات مهما كانت قوة الخصم.
إطلالة جديدة مرتقبة للنجمة وسؤال حول الأسلوب الذي سينتهجه مدرّبه الجديد
قمّة الجولة الأحد
أما المواجهة الأقوى في هذه الجولة، فهي تلك التي ستجمع العهد والصفاء يوم الأحد الساعة 15.00.
لقاءٌ يأتي بعد إنجازٍ كبير لبطل لبنان ببلوغه نهائي منطقة غرب آسيا في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، ما يقحمه في الدوري بأعلى مستوى من المعنويات، وهي مسألة لا يمكن الاستهانة بها، تماماً كما هي حال المستوى البدني الذي سيكون مردوده مفصلياً، إذ إن العهد خاض مباراة ماراثونية أمام الكهرباء العراقي مساء الثلاثاء واختُتمت بركلات الترجيح.
لذا، لن تكون مهمة الجهاز الفني بسيطة في اختيار العناصر القادرة على تأدية أدوارها من دون مشاكل بدنية، وذلك أمام فريقٍ ارتفع مستوى الحماسة لديه بقيادة صانع إنجازات العهد سابقاً المدرب باسم مرمر، الذي لا أحد يعرف أكثر منه ما يفترض القيام به من أجل الخروج بنتيجةٍ إيجابية في أصعب مباراةٍ لفريق وطى المصيطبة في السداسية.
كذلك، تقام في نهاية الأسبوع ثلاث مباريات ضمن سداسية الأواخر، كلها الساعة 14.15، وأبرزها «دربي» جنوبي على ملعب العهد بين الشباب الغازية صاحب المركز الأخير، والأهلي النبطية (لعب مباراة أقل) الذي يسبقه بمركز وبثلاث نقاط فقط، ما يعني أن اللقاء لا يقبل أي تعثّر من قبل الطرفين.
الأمر عينه ينطبق على مواجهة التضامن صور والحكمة التي نُقلت من الجنوب الى ملعب أمين عبد النور في بحمدون، إذ إن الفريقين يتساويان بثماني نقاط لكلٍّ منهما، وسيسعيان الى الفوز للوقوف في المنطقة الدافئة التي سبقهما إليها شباب الساحل (لعب مباراة أقل) وطرابلس، وهما يتساويان نقاطاً أيضاً (10 نقاط)، قبل مواجهتهما الأقوى يوم الأحد على ملعب رشيد كرامي البلدي في عاصمة الشمال.